فلورنتينو بيريز لن يسكت + مؤتمر التغير المناخي على كف عفريت
فلورنتينو بيريز يضرب من جديد.. بطولة السوبر ليج تطارد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والفيفا بسبب "احتكارهما" لكرة القدم: تواصل أندية ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس مساعيها لإحياء فكرة بطولة السوبر ليج، إذ اتخذت الأندية الثلاثة التي تقود مقترح إقامة البطولة إجراءات قانونية ضد الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم بدعوى انتهاكهما لقواعد المنافسة في الاتحاد الأوروبي، وفق صحيفة فايننشال تايمز في تقرير حصري نقلا عن مستندات الدعوى القضائية. وكانت الأندية الثلاثة إلى جانب تسعة أندية أوروبية أخرى حاولت في وقت سابق من العام الحالي تشكيل مسابقة جديدة تنافس بطولة دوري أبطال أوروبا التي ينظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا)، إلا أن الخطة التي أشرف عليها فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد انهارت في غضون أيام قليلة، بعد رفض واسع النطاق من الجماهير والأندية الأخرى والنقاد وقدامى اللاعبين.
تزعم الأندية الثلاثة أن احتكار اليويفا والفيفا لكرة القدم يمنع تنظيم مسابقات جديدة لمنافسة البطولات المعترف بها رسميا. ويقولون أيضا إنه لا ينبغي السماح لليويفا بأن يكون منظما ومشاركا يستفيد من تنظيم أحداث مثل دوري الأبطال، بينما يشيرون أيضا بأصابع الاتهام إلى فيفا بسبب موقعه الاحتكاري في الرياضة. ومن المقرر أن تنظر محكمة العدل الأوروبية في الدعوى وتقرر ما إذا كانت ممارسات الاتحاد الذي يدير اللعبة في أوروبا يسيء استخدام قوته السوقية بما يتعارض مع القوانين الأوروبية.
أندية ضد دول: قالت 16 دولة أوروبية أنها ستدافع عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ضد الأندية المتمردة، وستحمي النموذج الحالي لإقامة البطولات. وقالت المفوضية الأوروبية أيضا إنها ستتدخل في القضية لصالح اليويفا.
لم يبدأ مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للتغير المناخي بعد، لكن مؤشرات كثيرة ترجح عدم نجاحه. ففي ظل عدم حضور قادة الصين وروسيا، أكبر مصدرين انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي تستضيف بلاده المؤتمر، أن فرص نجاح المؤتمر "ممكنة لكن صعبة"، مشيرا إلى أن المفاوضات ستكون "شاقة للغاية" (شاهد: 1:02 دقيقة). وفي حين أنه من المتوقع حضور الولايات المتحدة والهند (من الدول الملوثة الكبرى أيضا)، فإن العديد من الأصوات الأخرى ستغيب عن القمة السنوية، بما في ذلك ثلث جزر المحيط الهادئ، وذلك لعدة أسباب على رأسها التكاليف المتزايدة للحضور هذا العام، إلى جانب قيود السفر الخاصة بـ "كوفيد-19"، وغيرها من المشاكل المتعلقة بالجائحة.
لماذا السر في ارتفاع سقف الرهان على قمة هذا العام أصلا؟ أكدت الأمينة التنفيذية السابقة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كريستيانا فيجيريس، أن مؤتمر هذا العام يعد "أهم مؤتمر للأطراف منذ عام 2015"، بالإضافة إلى أن الكثير من القادة والنشطاء والخبراء الاقتصاديين حول العالم يحبسون أنفاسهم في انتظار نتائجه، بسبب الضرورة الملحة التي تلوح في الأفق لتحقيق أهداف اتفاقية باريس 2015، وأهمها تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ما تحت درجتين مئويتين، وهو رقم بعيد جدا عن التوقعات القائمة على التعهدات الحالية، والتي تشير إلى رقم أقرب إلى 2.7 درجة مئوية. ومن المتوقع أيضا أن تتعهد الدول الغنية بدفع ما يصل إلى 100 مليار دولار سنويا لدعم الإجراءات المناخية في الدول النامية، وهو الأمر الذي يمكن أن يعلنوا عن خطط بشأنه خلال المؤتمر. وتناقش القمة قضايا أخرى حساسة منها سد فجوة الانبعاثات والوصول إلى مسار صافي الصفر.
ما (أو من) الذي يحدد نجاح القمة من عدمه؟ الجزء الأكبر من المسؤولية يقع بشكل مباشر على أكتاف وزراء المالية، وفقا للأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو جوتيريش، الذي دعاهم إلى سرعة النظر في الأهداف الصفرية الصافية، والتعافي الاقتصادي منخفض الكربون، وإدراجها ضمن قراراتهم للأسابيع المقبلة. أما الخبيران الاقتصاديان جيفري ساكس ونيكولاس ستيرن فأشارا كذلك إلى أن معالجة تغير المناخ تتطلب إعادة التفكير في النمو الاقتصادي في إطار يعطي الأولوية "للسلع المشتركة الأوسع" على حساب استهلاك الأغنياء، إلى جوار استشراف مستقبل "أكثر كفاءة في استخدام الموارد والإنتاجية والصحة". وأكد كلاهما أن النمو الاقتصادي لن يتأثر سلبا باتخاذ إجراءات لمكافحة تغير المناخ، مثل إعادة توجيه الاستثمارات نحو التكنولوجيا الخضراء (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) أو تطبيق تسعير الكربون وتنظيمه.
ومن الأخبار السارة – ارتفاع وتيرة سحب الاستثمارات من الوقود الأحفوري: أعلنت نحو 1500 مؤسسة تدير أصولا بقيمة 39.2 تريليون دولار في الوقود الأحفوري هذا العام أنها تخطط لبيع ما لديها من الأصول المستثمرة في الوقود الأحفوري، مقارنة بأصول بلغت قيمتها 52 مليار دولار تديرها 181 مؤسسة في عام 2014، وفقا لتقرير صادر عن دايفست إنفست نقلته بلومبرج. وتعد جامعة هارفارد ومؤسسة فورد وولاية مين الأمريكية، وكاس دي ديبو الكندية التي تدير عددا من الصناديق العامة والمشتركة من بين أولئك الذين قدموا تعهدات بسحب الاستثمارات، حتى مع ارتفاع أسهم الطاقة على خلفية الأزمة الحالية. وتعمل شبكة دايفست إنفست على التأثير على المستثمرين للتخلص من استثمارات الوقود الأحفوري والاستثمار في الحلول المناخية لدعم الانتقال إلى اقتصاد خال من الكربون.
والمستثمرون يعلنون عن نتائج مالية إيجابية مع الابتعاد عن استثمارات الوقود الأحفوري، إذ وجد تقرير حديث صادر عن شركة بلاك روك إنك أن المستثمرين أبلغوا عن "نتائج معتدلة إلى إيجابية" بعد سحب الاستثمارات. ويشير تقرير دايفست إنفست إلى الأمر نفسه، إذ يقول إن المستثمرين "يرجعون ذلك إلى الواقع المالي بأن تغير المناخ سينهي الاعتماد على الوقود الأحفوري وأن مستقبل الطاقة المتجددة أمر لا مفر منه".