كيف تضر أزمة الطاقة بالتحول الأخضر لشركات النفط الكبرى؟
كيف تضر أزمة الطاقة بالتحول الأخضر لشركات النفط الكبرى: قد يصبح مديرو الصناديق "المهتمون بالمناخ" أقل وعيا بالمناخ بفضل ارتفاع مخزونات الطاقة. كان سحب الاستثمارات من شركات الوقود الأحفوري أمرا سهلا في السنوات التي كانت فيها أسهمها تكافح. الآن القيام بالأمر الصحيح يعني فقدان انتعاش بنسبة 54% في قطاع الطاقة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 هذا العام، وهو أكبر مكسب لأي قطاع في المؤشر القياسي للولايات المتحدة. وأصبح بعض المستثمرين المنجذبين بسبب أعلى أسعار للنفط الخام في الولايات المتحدة منذ سبع سنوات، مستعدين للتخلى عن مبادئهم مقابل أسهم الطاقة، وفقا لتقرير صحيفة وول ستريت جورنال. قال أحد المسؤولين التنفيذيين للخدمات المالية للصحيفة: "إنه اختبار لقناعاتك". وتابع: "من الصعب مخالفة التيار عندما ترى فرصة".
تهدف شركة أرامكو السعودية للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية من عملياتها بحلول عام 2050، حسبما أعلن الرئيس التنفيذي للشركة أمين الناصر أمس، وفقا لبلومبرج. وأفصح الناصر خلال مؤتمر السعودية الخضراء في الرياض عن خطط للاستثمار في الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأزرق والأخضر، لكنه أشار إلى أن عملاق النفط ستواصل الاستثمار في طاقتها الإنتاجية من الخام، ولديها خططا لزيادة استثماراتها في الغاز.
كيف يفترض أن ينجح هذا؟ ينطبق الهدف فقط على العمليات الداخلية الخاصة بالشركة لا أعمالها الفعلية، بمعنى أنها مستمرة في الاستثمار وبيع النفط والغاز للعملاء (مما يؤدي بالتالي إلى استمرار أزمة المناخ)، لكن مكاتب الشركة ستكون "خضراء". وتأتي تلك التعهدات قبل مؤتمر الأمم المتحدة الـ 26 للتغير المناخي، والمقرر أن ينطلق الأسبوع المقبل.
هل توقعتم شيئا مختلفا؟ يشير مقال على منتدى السياسات إلى أن شركات النفط والغاز الكبرى في العالم لا تبذل الكثير من الجهد لتقليص انبعاثات الكربون، إذ اتجهت شركتان فقط من أصل 52 إلى دراسة وضع أهداف مناخية علمية. ونوه مؤلفو المقال (الذين درسوا كذلك كثافة الانبعاثات أو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن العمليات واستخدام العملاء، والتي تشكل مجتمعة أكبر مساهم في الانبعاثات) أن "23 شركة فقط أدرجت أرقاما لاستخدام العملاء". وأصدر ما يزيد قليلا عن نصف الشركات توقعات مستقبلية لكثافة الانبعاثات، مع وجود "أهداف غير طموحة" للتقديرات.
لكن الأمر مختلف مع الخطط الخضراء التي أعلنتها المملكة، إذ تنوي السعودية تحويل عملياتها في جزء كبير من حقل غاز بقيمة 110 مليارات دولار لإنتاج الهيدروجين الأزرق، وفقا لما ذكره وزير الطاقة عبد العزيز بن سلمان في المؤتمر، بحسب بلومبرج.