هل تصبح القطارات المسيرة آليا الحل لسلاسل التوريد المتراكمة؟
قطارات الشحن المسيرة آليا قد تكون الحل طويل المدى لمشاكل الشحن العالمية: العجز الكبير في سائقي الشاحنات وفي حاويات الشحن حاليا يؤخر النقل البري والبحري ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار النهائية للبضائع في جميع أنحاء العالم. ويمكن لقطارات الشحن المسيرة دون سائقين أن تقدم لمحة عن مستقبل أسرع، ونقل أرخص وأكثر كفاءة للبضائع عن طريق البر، حسبما كتبت صحيفة وول ستريت جورنال. مثلما أحدث اختراع المحرك البخاري ثورة في النقل في القرن الثامن عشر، من المتوقع أن تعمل قطارات الشحن دون سائق على تحسين كفاءة خطوط السكك الحديدية الحالية بشكل كبير، دون الحاجة إلى توسيع البنية التحتية المكلفة، واستخدام طاقة أقل للتشغيل.
ولكن كيف ستحل القطارات المسيرة آليا مشكلات سلسلة التوريد؟ يمكن لميكنة القطارات أن تسمح لها بالعمل بشكل أسرع، وبمسافات أقصر بينها، كما أنها ستسمح للقطارات أن تكون أطول (وبالتلي تحمل بضائع أكثر)، وأن تعمل بطريقة أكثر كفاءة في استخدام الطاقة. وجدت دراسة للاتحاد الأوروبي أن أتمتة قيادة القطارات يمكن أن تزيد من قدرة شبكات السكك الحديدية الحالية بنسبة تصل إلى 44%، بينما قدرت دراسة منفصلة في الولايات المتحدة أن قدرة السكك الحديدية الأمريكية يمكن أن تزيد بنسبة تصل إلى 50% إذا تم استخدام أنظمة أحدث، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
المشكلة: صممت معظم القطارات ذاتية القيادة للعمل على أنظمة سكك حديدية مخصصة لن يمكن تشاركها مع السكك الحديدية الحالية. وسيتطلب دمج القطارات الآلية على الشبكات الحالية التي ستدعم كليهما في وقت واحد تركيب نظام إضافي من أجهزة الاستشعار في القطارات الآلية لاكتشاف المخاطر المحتملة، وهي عملية ستكون مكلفة ماديا وتقنيا. كما أن قدرة القطارات ذاتية القيادة على حل مشاكل الشحن محدودة، فالقطارات عموما لا يمكنها الوصول إلى كل الأماكن التي تصل إليها الشاحنات.
لكن أليست قطارات الركاب ذاتية القيادة موجودة بالفعل؟ قطارات الركاب ذاتية القيادة موجودة وتعمل بالفعل في جميع أنحاء العالم. افتتح أول خط سكة حديد آلي في كوبه اليابانية في عام 1981، وتستخدم تلك التكنولوجيا حاليا لنقل كل من البضائع والأشخاص في مختلف الدول. كشفت ألمانيا هذا الأسبوع عن ما تعتبره أول قطار آلي دون سائق في العالم في هامبورج، والذي سيشترك في المسارات مع قطارات الركاب التقليدية.
لكن ماذا عن قطارات الشحن؟ أكملت أستراليا أول شبكة قطارات شحن آلية في العالم في منطقة بيلبرا في عام 2019، حيث نقلت خام الحديد عبر 1700 كيلومتر في غرب أستراليا. وهناك عدد من القطارات المسيرة قيد التطوير حاليا لنقل البضائع، مع وجود قطار شحن ألماني هولندي مستقل يخدم ميناء روتردام قيد التجربة هذا الشهر، بينما اختبر نظام قطار الشحن المسير في الولايات المتحدة في وقت مبكر من عام 2019، على الرغم من لا يوجد لديها حتى الآن نظام آلي لقطارات الشحن.
تمتلك مصر بالفعل خططا للعديد من أنظمة القطارات الآلية: سيشمل مشروع خط المونوريل بالقاهرة على 70 قطارا آلي بالكامل من بومباردييه، وهو جزء من مشروع مونوريل أكبر بقيمة 4.5 مليار دولار يستخدم عربات قطار دون سائق. على الرغم من عدم وجود نظام آلي لنقل البضائع قيد التنفيذ حتى الآن، إلا أن مصر لديها أيضا خطط أخرى لتحسين شبكة نقل البضائع. شبكة السكك الحديدية الكهربائية المخطط لها 23 مليار دولار والتي ستربط العين السخنة بالعلمين عبر العاصمة الجديدة في مرحلتها الأولى. بعد توقف قناة السويس في مارس الماضي، كانت الفكرة هي أن هذه الشبكة يمكن أن تكون بمثابة قناة داخلية ستوفر طريقا أسرع للبضائع بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. وتشمل المشاريع الأخرى إعادة بناء خط الشحن أبو طرطور- قنا.