بعض حكايات الرعب الشهيرة في مصر وحول العالم
تخيل نفسك في غابة مظلمة جالسا بجوار آخرين حول نار المخيم، ومصباح يدوي مسلط على وجهك.. ما الذي ينقصك الآن إذن؟ تخمينك صحيح.. قصة رعب. لن تفشل أبدا أي قصة رعب تدور حول الوحوش في إثارة خوف الصغار والكبار على حد سواء. وفي هذا المقال، سنسلط الضوء على أصول عدد من أشهر القصص رعبا من مصر وحول العالم.
كلاسيكيات:
فرانكنشتاين: وحش من صنع الإنسان من خيال الكاتبة الإنجليزية الشهيرة ماري شيلي. في عام 1816، الذي يعرف أيضا بالعام الذي لم يشهد صيفا، تحداها حبيبها لتكتب قصة رعب، وفعلت ذلك. هل تعلم أن أن لشخصية فرانكنشتاين جذور في العلم؟ اكتسبت فكرة البعث أو الإحياء من خلال استخدام الكهرباء والتي تسمى بـ "الجلفانية" شعبية في أوائل القرن التاسع عشر بعد أن نجح العالم الإيطالي لويجي جلفاني في إحداث ارتعاشة في أرجل ضفدع ميت باستخدام الكهرباء. استخدمت شيلي الفكرة نفسها في رسم شخصية فرانكنشتاين، وكتبت إلى أحد أصدقائها: "ربما يمكن إعادة تحريك جثة، إذ قدمت الجلفانية إشارة لإمكانية حدوث أشياء كهذه، وربما يمكن تصنيع أجزاء مخلوق ما وجمعها معا وإحياؤها".
دراكولا: مصاص الدماء المفضل لدى الجميع، لكنها ليست أقدم من الوحش فرانكنشتاين، إذ برزت شخصية دراكولا بعد أكثر من نصف قرن في عام 1897 في رواية المؤلف الإيرلندي برام ستوكر، وتحولت إلى واحدة من أشهر الكلاسيكيات في العالم. أشارت تقارير إلى أن ستوكر استخدم فلاد دراكولا، ملك القرون الوسطى المتعطش للدماء الذي حكم رومانيا، كأساس لبناء ملامح شخصية دراكولا. عُرف فلاد دراكولا بوحشيته وورد أنه كان يشوي الأطفال ويطعمهم لأمهم ويثبت العمائم بمسامير على رؤوس العثمانيين ويغسل يديه بدماء ضحاياه. كما ورد أنه كان يستمتع أيضا بخوزقة الناس، الممارسة التي أحبها كثيرا على ما يبدو لدرجة أنه حاز لقب "فلاد المخوزق".
وحش بحيرة لوخ نيس: يسكن الوحش نيسي، اسم قد لا يليق بوحش، بحيرة لوخ نيس في اسكتلندا. القصة قديمة جدا، وورد أنها قد تعود إلى القرن السادس الميلادي. مع ذلك، لم تشتهر قصة نيسي عالميا إلا في القرن العشرين. بدأ كل شيء عندما رأى زوجان الوحش يعترض الطريق أمام سيارتهما. أثارت القصة اهتمام الصحافة العالمية وأوفدت صحيفة دايلي ميل شخصا لتعقب أثر نيسي. لكن لم تفضي الجهود الرامية للعثور على نيسي إلى شيء، ويظل الوحش، حتى الآن على الأقل، شخصية خيالية، ولا تفسير لكن من زعموا أنهم رأوه بأعينهم.
بعض الرعب المحلي:
النداهة: النداهة امرأة جميلة تجذب الرجال بصوتها الساحر وتقودهم إلى حتفهم غرقا، لكن ليس لديها أصول واضحة. ظلت الأسطورة جزءا من الثقافة الشعبية المصرية لعدة عقود حتى الآن، لكن من الصعب تعقب جذورها الفعلية. لأسطورة النداهة ما يماثلها في مخلوقات تعرف بـ "صفارات الإنذار" في الأساطير اليونانية القديمة، مخلوقات نصفها طائر ونصفها امرأة تغني للصيادين و تستدرجهم لهلاكهم في البحر أيضا. في ملحمة الأوديسة لهوميروس، ملأ أوديسيوس آذان الصيادين بالشمع حتى لا تجذبهم صفارات الإنذار أثناء إبحارهم. يحتوي مسلسل "ما وراء الطبيعة" الذي أنتجته شبكة نتفليكس حديثا على حلقات عن النداهة في حالة كنت مهتما بالتعرف على الأسطورة عبر المشاهدة الحية.
أبو رجل مسلوخة: الكابوس المشترك لدينا جميعا في فترة الطفولة. يستخدم الآباء هذه الشخصية المرعبة لإخافة وتهذيب سلوك أطفالهم. يقال إن أبو رجل مسلوخة فقد إحدى قدميه وسيأخذ ساقك بدلا منها. لا يمكن أن نأتي على ذكر أبو رجل مسلوخة وننسى السلعوة، المخلوق الهجين من الذئب والكلب الذي ورد أنه يتمتع بقوة سحرية تتنوع بين القدرة على الاختفاء إلى التحدث مثل البشر (يعتمد ذلك على من يروي لك الحكاية).
قصر البارون إمبان: قبل تطويره مؤخرا، كان قصر البارون إمبان أو قصر البارون المصمم على الطراز الهندي في مصر الجديدة مصدرا للغموض والخرافات منذ إنشاءه قبل أكثر من قرن. يشاع أن شبح ابنة البارون يسكن القصر، وقالت الأسطورة إنه جرى العثور على جثتها في المبنى، وقيل أنها انتحرت بعد قصة حب من طرف واحد. لكن ليست هذه الخرافة الوحيدة الشائعة عن القصر، هناك شائعات أيضا تشير إلى أنه جرى إنشاؤه على أسس دوارة حتى يتمكن البارون من مشاهدة المدينة بأكملها دون الحاجة إلى النهوض من مكانه. وساهمت أقاويل أن هناك ممر سري، لم يجر العثور عليه بعد، يفضي إلى الكاتدرائية القريبة في إضفاء المزيد من الغموض على القصر. وارتبط اسم القصر أيضا بممارسات "الطقوس الشيطانية" في تسعينيات القرن الماضي، ما أضاف المزيد من الرعب لأسطورة القصر المخيفة.