احترس.. فجوة بين الجنسين
الفجوة بين الجنسين في مصر تتقلص، ولكن ليس بالسرعة الكافية: تتحرك مصر بشكل عام في الاتجاه الصحيح نحو التكافؤ بين الجنسين، لكن التقدم لا يزال بطيئا، وفي بعض المجالات أصبحت النساء أقل تمكينا، وفقا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي. وتقدمت مصر خمسة مراكز في إصدار 2021 من التقرير السنوي الذي يقيس الفجوة بين الجنسين (بي دي إف)، بعد أن احتلت المرتبة 129 من بين 156 دولة، لكن هناك عوامل مثل تراجع مشاركة المرأة في الاقتصاد وزيادة عدم المساواة الصحية، والتي توضح أنه لا يزال أمامنا الكثير لسد الفجوة بين الجنسين.
مؤشر الفجوة العالمي: يقيس المؤشر الفجوات القائمة على النوع الاجتماعي في أربعة مجالات رئيسية، هي المشاركة الاقتصادية والفرص، والتحصيل التعليمي، والصحة، والتمكين السياسي، ويتتبع التقدم في تلك المجالات في دول مختلفة بمرور الوقت. ويمنح المؤشر كل دولة درجة بين صفر و1 (1 هي الأعلى) على كل بند، ثم يجمع الدرجات لاحقا للوصول إلى النتيجة الإجمالية التي تحدد تصنيف الدولة.
إشارات جيدة: تحقق مصر درجات عالية في التحصيل التعليمي، إذ تتساوى النساء مع الرجال تقريبا في الالتحاق بالمراحل الابتدائية والثانوية والجامعية، بينما لا يزال هناك بعض التفاوت في معدل الإلمام بالقراءة والكتابة، والذي يبلغ 65.6%للنساء مقابل 76.5% للرجال.
تقدم واضح في التمكين السياسي: ساعدت زيادة عدد البرلمانيات في مصر على سد فجوة التمكين السياسي بنسبة 6% مقارنة بعام 2020، مما رفع الترتيب على المؤشر الفرعي إلى 78 من 103 العام الماضي.
لكن التفاوت في الأدوار القيادية لا يزال قويا: يشير التقرير إلى أن النساء تشغل نسبة 27% فقط من نواب البرلمان و24% من الوزراء، في حين لم تشهد مصر رئيسة أنثى على مدار تاريخها الحديث.
إشارات سيئة: تراجع تمكين المرأة اقتصاديا العام الماضي، إذ تشارك 20% من النساء فقط في سوق العمل، مقارنة بـ 75.2% من الرجال. ولا يزيد تمثيل النساء أيضا في المجال المهني والتقني عن 33.4% فقط، بينما يمثل الرجال 66.6%. الوضع أسوأ على المستوى الإداري، فنسبة 7% فقط من المشرعين وكبار المسؤولين والمديرين من النساء. وينعكس هذا على الأجور والدخل، إذ يبلغ دخل المرأة حاليا 22% من دخل الرجل فقط، وفق التقرير.
آفاق النساء الصحية ليست سيئة، لكن تشير البيانات إلى غياب استقلالهن في بعض الجوانب الرئيسية: هناك تكافؤ بصورة أساسية بين النساء والرجال عندما يتعلق الأمر بمتوسط العمر المتوقع، إذ يتراوح المتوسط لكلاهما من 62 إلى 63 عاما، طبقا للتقرير. بلغ معدل وفيات الأمهات في مصر (أثناء الحمل أو عند الولادة أو في فترة النفاس) 37 وفاة لكل 100 ألف ولادة، أدنى بكثير من المتوسط العالمي لعام 2017 البالغ 211 وفاة. لكن عندما يتعلق الأمر بإنهاء الحمل (الإجهاض)، سجلت مصر 0.75 من معدل يتراوح بين 0-1 (1 الأسوأ). وفيما يتعلق بحق المرأة في الحصول على الطلاق، سجلت مصر 1 من معدل يتراوح بين 0-1 (1 الأسوأ).
عندما تتعلق المسألة بالحريات الشخصية، نشهد اتجاها مشابها مثل تلك المتعلقة بحقوق الميراث: سجلت مصر معدل 1 (الأسوأ) في حصول الفتيات على حقهن في المواريث، ومعدل 0.75 في حصولهن على حقهن في الميراث في الأصول مثل الأراضي وغيرها (1 الأسوأ). أشار التقرير إلى أن حقوق النساء المصريات في هذه الجوانب "محدودة". حقوق النساء في المساواة في العدالة والسفر للخارج مزرية أيضا، إذ سجلت 0.75 من معدل يتراوح من 0 إلى 1 (1 الأسوأ).
تحرز مصر تقدما منتظما منذ 2006: بلغت النتيجة الإجمالية لمصر في العام الحالي 0.639، ارتفاعا من 0.614 في عام 2018 (عندما احتلت مصر المرتبة 135 من بين 148 دولة) وارتفاعا من 0.579 في عام 2006 (عندما جاء ترتيب مصر في المرتبة 109 من بين 115 دولة).
حققت مصر مكاسب معتدلة في معظم المجالات خلال هذه الفترة: فيما يتعلق بالمشاركة الاقتصادية، ارتفع معدل مصر لتسجل 0.421 (المرتبة 146) مقارنة بـ 0.416 في عام 2006 (عندما جاء ترتيب البلاد في المرتبة 108). في التحصيل الدراسي، سجلت البلاد 0.973 (وجاءت في المرتبة 105) مقارنة بـ 903 في عام 2006 (عندما احتلت المرتبة 90). لكن تشهد مصر انخفاضا طفيفا فيما يتعلق بالصحة والبقاء على قيد الحياة، إذ سجلت 0.968 (المرتبة 102) مقارنة بـ 0.974 في عام 2006 عندما احتلت المرتبة 66 آنذاك.
وضع مصر إقليميا وعالميا: تصدرت أيسلندا مؤشر هذا العام، إذ سجلت 0.892، فيما جاءت أفغانستان في ذيل القائمة بمعدل بلغ 0.444. جاءت إسرائيل في المرتبة 60 وسجلت 0.724، والإمارات في المرتبة 72 وسجلت 716، وتونس في المرتبة 126 بمعدل 649 والأردن ولبنان في المرتبتين 131 و132 على الترتيب، وسجل كلاهما 0.638. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جاءت مصر في المرتبة الرابعة من بين 19 دولة جرى تقييمها.
وخلص التقرير إلى أنه في جميع أنحاء العالم، ما زال أمامنا أعواما لسد الفجوة بين الجنسين.. والوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأسوأ: قد يستغرق الأمر لسد الفجوة بين الجنسين 135.6 عاما في جميع أنحاء العالم، وفقا للمسار الراهن، بحسب التقرير. في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المنطقة التي تشهد أكبر فجوة بين الجنسين (نحو 40%)، قد يستغرق الأمر 142.2 عاما، إذ يشير التقرير إلى أن "التقدم بطيء".