روتيني الصباحي: حسين ممتاز، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Koinz
حسين ممتاز، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Koinz: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع حسين ممتاز، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة كوينز (لينكد إن).
وإليكم بعض المقتطفات المحررة من حوارنا:
اسمي حسين ممتاز، وأنا المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة كوينز. بعد تخرجي في قسم هندسة النظم والحاسبات بجامعة الأزهر، قررت أنا وأحد أصدقائي تأسيس شركة للبرمجيات. في السنوات الثلاث التي تلت ذلك، جربنا أفكارا مختلفة ونفذنا بعض المشروعات في الخليج، حتى عثرنا على فكرة واعدة أوليناها كل اهتمامنا. كان هذا هو الوقت الذي أطلقنا فيه كوينز عام 2018، وأغلقنا شركة البرمجيات.
كوينز تهدف لإعادة تعريف منصات توصيل الطعام: صممنا تجربة تسمح للعملاء الذين اعتادوا ارتياد المطاعم بأن يطلبوا عن طريق التطبيق. منذ كنت طفلا وأنا شغوف بالتصميم، وهو ما أثر كثيرا على عملي في كوينز، سواء من المنظور التقني للمنتج أو سيكولوجية تصميم واجهة المستخدمين، فقد لجأنا كثيرا إلى علم النفس لإنجاح هذه التجربة.
عندي نوعان من الروتين الصباحي: أحدهما أتحكم فيه، والآخر لا يمكنني ذلك. روتيني المعتاد يشمل الاستيقاظ في الثامنة صباحا لإنهاء بعض الأعمال خلال الساعة الذهبية أو ما أسميه "ساعات التركيز"، وهو الوقت الذي أنجز فيه كل شيء يتطلب تركيزا كبيرا. لدي وقت أيضا لإنجاز بعض الأشياء على الطريق، وهي المساحة التي أخصصها للقراءة ومتابعة كل ما هو جديد.
روتيني الآخر أكثر فوضوية، فأحيانا أظل مستيقظا للعمل حتى الرابعة أو الخامسة فجرا، مما يعني أنني لن أستيقظ قبل العاشرة صباحا. أبذل قصارى جهدي للحفاظ على روتيني المعتاد وتجنب السهر لوقت متأخر، فقلة النوم ليست في مصلحة أحد، وتؤثر حتما على الأداء.
عندما أجد أن عقلي على وشك الانهيار من ضغط العمل، أتجه إلى الساحل ولو حتى ليوم واحد فقط. لا أفعل ذلك كثيرا، ربما مرة كل 5-6 أشهر، لكن بالتأكيد أريد أن أسافر أكثر لأنه يساعدني على الحفاظ على استقراري الذهني.
منذ بداية الوباء، صار من المتوقع أن يكون الناس متاحين للعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، واختفى مفهوم انتهاء الدوام والعودة للمنزل. أعتقد أن هناك العديد من مصادر التشتيت في المكتب، بينما يعد العمل من المنزل وسيلة رائعة لزيادة التركيز. لكن من ناحية أخرى هناك صعوبة في التواصل على المستوى الشخصي من البيت، وهو ما يجعل الموظفين يعانون للتعرف إلى بعضهم البعض. لذلك أؤمن حقا بالنموذج الهجين، لأنني لا أعتقد أن العمل عن بعد طوال الوقت مناسب لثقافتنا.
كرئيس تنفيذي، هناك تحد حقيقي هو الحفاظ على تنظيم جدولك اليومي، وهو ما تعلمته بالطريقة الصعبة. أنت بحاجة إلى العمل في مكان وحدك، بحيث لا يكون بإمكان الكل الوصول إليك في أي وقت، وإلا ستجد الكثير من عوامل التشتيت، مما ينتج صعوبة في الحفاظ على جدول منتظم، كما يقضي على التوازن بين ساعات العمل وحياتك الشخصية. أسوأ سيناريو يمكن أن يواجهك هو عدم التركيز بنسبة 100%، وفي الوقت نفسه عدم الحصول على فترات للراحة. تخيل أنك تعمل لمدة 14 ساعة متواصلة، لكن وقت العمل الحقيقي لا يتجاوز 5 ساعات فقط.
أحب مشاهدة المسلسلات الخفيفة كي أريح عقلي حين أعود إلى المنزل. أنا من أكبر محبي الأنيمي، ومسلسلي المفضل هو Hunter X Hunter. في الوقت الحالي أتابع Monk وThe Simpsons. أحب كذلك ملاحم الفنتازيا مثل The Lord of the Rings وThe Hobbit. فيلمي المفضل هو About Time. وفي الوقت الحالي أقرأ كتابي The Five Dysfunctions of a Team وHard Things About Hard Things.
أكبر التحديات التي تواجه مجال التكنولوجيا في مصر هو العثور على المواهب. هناك نقص خطير في المهارات لدينا، وهذه مشكلة كبيرة سواء للقطاع أو لشركتنا. في كوينز نحاول رفع مستوى عملية التوظيف بشكل كبير، وقد رفعنا سقف الرواتب لزيادة قدرتنا التنافسية، وأدخلنا مزيدا من مكافآت الأسهم والحوافز، ونحاول حتى جذب المواهب الأجنبية.
الشركات الناشئة تولد ميتة، وعليك أن تفعل كل ما في وسعك لإحيائها، لأن النسبة الأكبر من الشركات الناشئة مصيرها إلى الفشل، وفقا للإحصائيات. لذلك إذا عثرت على شخص يمكنه إحداث تغيير حقيقي في شركتك لكنه يطلب راتبا أعلى قليلا من ميزانيتك، عليك بتوظيفه فورا.
في بعض الأحيان نفقد الشغف بما نفعله، ويكون علينا وقتها تذكير أنفسنا بأهدافنا. لا أريد أن أكون مثل ستيف جوبز لو لم يكن لدي نفس تأثيره على الآخرين. هناك مقولة رائعة لإيلون ماسك يتردد صداها في رأسي دوما: "اغسل أطباقك".