أزمة الغاز في أوروبا تواصل الاشتعال
لعبة إلقاء اللوم تتواصل في أزمة الغاز الطبيعي في أوروبا: قالت الوكالة الدولية للطاقة إنه يتعين على روسيا زيادة إمداداتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا، حيث يهدد الارتفاع الشديد في الأسعار بأزمة طاقة خلال فصل الشتاء على مستوى القارة. وأضافت الوكالة – التي تحصل على أغلب تمويلها من الدول الغربية لتقديم المشورة والتدخل بشأن إمدادات الطاقة – أنه في حين أوفت روسيا بالتزاماتها التعاقدية تجاه أوروبا، فإنها من الممكن أن توفر المزيد من الغاز الطبيعي لتخفيف الضغط الحالي. وقالت الوكالة أيضا: "هذه فرصة لروسيا بالتأكيد على أوراق اعتمادها كمورد موثوق للسوق الأوروبية".
حدة التوتر ترتفع في روسيا: ألقي اللوم على شركات الطاقة الجشعة، وزيادة الطلبات من آسيا، والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، بسبب النقص الذي دفع أسعار الغاز إلى تحطيم أرقامها القياسية يوميا. لكن على الرغم من التذمر بأن روسيا تحجب الإمدادات لفرض اتفاق سريع على خط أنابيب الغاز الجديد نورد ستريم 2 إلى أوروبا، فإن أصابع الاتهام الرسمية كانت حتى الآن صامتة لم تشر إلى الكرملين. قال أستاذ في العلوم السياسية ومستشار سابق للنفط والغاز في وزارة الاقتصاد الفرنسية إن وكالة الطاقة الدولية "تسلط الضوء على ما تمت مناقشته في الصناعة منذ فترة، لكن العديد من السياسيين في أوروبا كانوا مترددين في التصريح به، وهو الدور الذي لعبته روسيا في أزمة الطاقة الحالية".
الولايات المتحدة انتهزت الفرصة للعب دور البطل، إذ تعهدت وزيرة الطاقة الأمريكية جينيفر جرانهولم في مؤتمر صحفي "بالوقوف في وجه" الموردين المتهمين بالتلاعب بالأسعار. وأضافت جرانهولم أن الولايات المتحدة ستراقب أي تلاعب محتمل في أسعار الغاز عن طريق التخزين أو الفشل في إنتاج إمدادات كافية.
أوبك ألقت كل اللوم على نشطاء المناخ في الأزمة، داعية إلى زيادة الاستثمار في الوقود الأحفوري: "العواطف تجاوزت حقائق الصناعة"، على حد قول محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك في جلسة مع وزيري الطاقة لكل من الإمارات وقطر، وفقا لتقرير بلومبرج. وأضاف أن "المجتمع المدني ونشطاء المناخ استولوا على الفضاء العام … النشطاء المساهمون اتخذوا الصناعة رهينة تقريبا".
وأوروبا تصلي من أجل شتاء معتدل: : قال رئيس شركة فيتول، أكبر متداول للنفط في العالم، إن "الأسواق محمومة ومذعورة في الوقت الحالي"، مضيفا أن الشتاء الدافئ في نصف الكرة الشمالي قد يكون السبيل الوحيد لتهدئة التقلبات. واتفق معه نائب الرئيس التنفيذي لشركة طاقة فرنسية قائلا "لا يمكن فعل الكثير … نأمل ألا يكون فصل الشتاء شديد البرودة في نصف الكرة الشمالي. وإلا فإننا في ورطة ".
أزمة الغاز الطبيعي تؤدي إلى مشكلات أخرى أيضا، بما في ذلك النقص في ثاني اكسيد الكربون والغازات الأخرى: النقص في ثاني أكسيد الكربون الذي تشهده المملكة المتحدة سيمتد إلى أوروبا، وفقا لما قاله الموزع نيبون جاسس لصحيفة فاينانشيال تايمز، مشيرا إلى انخفاض الإمدادات بنسبة 50% في جميع أنحاء المنطقة. شركات الأسمدة هي المصدر الرئيسي لثاني أكسيد الكربون، لكن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي أجبر الكثيرين على تعليق أو خفض العمليات. ويمتد أثر نقص ثاني أكسيد الكربون من قطاعات من المشروبات الغازية واللحوم إلى مصانع الطاقة النووية والصلب.
لا نريد مواصلة العزف على تلك النقطة، لكن روسيا ليست المكان الوحيد الذي يمكن لأوروبا أن تحصل منه على الغاز، الذي تسبح منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط فيه. كانت دول شرق المتوسط قد اجتمعت في منتدى غاز شرق المتوسط الذي يتخذ من القاهرة مقرا رئيسيا له للتنسيق. ومن المقرر أن تتلقى مصانع إسالة الغاز في مصر – وهي الوحيدة في المنطقة – الغاز من حقل ليفايثان الإسرائيلي، كما يجري اتخاذ خطوات من شأنها تسييل غاز حقل أفروديت القبرصي أيضا.
في سياق متصل: انعقد هذا الأسبوع مؤتمر غازتك في دبي- أكبر مؤتمر في العالم لتجار ومنتجي الغاز، والذي من المقرر أن ينتهي اليوم. ويمثل هذا الحدث أول مؤتمر شخصي في الصناعة منذ بداية الجائحة.