الولايات المتحدة قد تحجب 130 مليون دولار من المساعدات لمصر بسبب مخاوف حول ملف حقوق الإنسان
الإدارة الأمريكية قد تحجب 130 مليون دولار من مساعداتها العسكرية لمصر لحين "اتخاذ القاهرة خطوات محددة بشأن حقوق الإنسان"، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز نقلا عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية. وقال مسؤول أمريكي لم يكشف عن اسمه لموقع بوليتيكو إن تلك الخطوة تهدف إلى الضغط على الحكومة المصرية لتحسين وضع حقوق الإنسان، مضيفا أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن يخطط لحجب قرابة نصف مبلغ الـ 300 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر والمشروطة بسجل حقوق الإنسان.
وزعم المسؤول أن "المساعدات التي سيوافق عليها سيكون لها أيضا قيود على استخدامها"، مما يضع هذه الخطوة على أنها "تنازل" يبقى مخيبا لآمال المشرعين والناشطين بشأن سجل حقوق الإنسان في مصر.
خطوة رمزية؟ هذا ليس سوى جزء بسيط من 1.3 مليار دولار تمنحها الولايات المتحدة لمصر كل عام. إذ سيسمح بلينكن لمصر بتلقي 170 مليون دولار من المساعدات البالغة 300 مليون دولار، وهي الحصة المشروطة باستيفاء الحكومة لبعض معايير حقوق الإنسان. تتمثل الممارسة الشائعة للإدارات الأمريكية المتعاقبة في تجاوز هذه القواعد وصرف الأموال بغض النظر عما إذا كانت هذه المعايير قد أوفي بها أم لا.
الجانب المتبقي من المساعدات المشروطة قد يستخدم في جوانب محددة، مثل مكافحة الإرهاب وأمن الحدود ومنع انتشار الأسلحة، بحسب المسؤول.
شروط صرف المساعدات بالكامل ربما تشمل إغلاق القضية المعروفة إعلاميا بقضية "التمويل الأجنبي"، المتهم بها عدد من مسؤولي منظمات المجتمع المدني، ومنهم 16 أمريكيا، بحسب ما ذكره مسؤول أمريكي لصحيفة واشنطن بوست. وفي الشهر الماضي، قررت محكمة استئناف القاهرة إسقاط التهم الموجهة إلى أربع منظمات غير حكومية في القضية المتداولة منذ عام 2011، وهي خطوة كان من المتوقع أن تساعد في تخفيف التوترات بين مصر والولايات المتحدة.
إدارة بايدن وجهت انتقادات لسجل مصر في حقوق الإنسان منذ البداية: وضع فريق الرئيس الأمريكي جو بايدن مخاوف حقوق الإنسان في قلب مقترحات سياسته الخارجية خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ومنذ انتخابه لم تتردد إدارته في انتقاد سجل مصر في حقوق الإنسان. وأعربت حكومته عن "القلق" بشأن استهداف أعضاء المجتمع المدني والأكاديميين والصحفيين، وحثت الحكومة على عدم استهداف الناشطين الذين يعبرون عن آرائهم بشكل سلمي.
وسعت مصر إلى تخفيف الانتقادات من خلال زيادة دورها الإقليمي، حيث لعبت دورا رئيسيا في التوسط في وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في وقت سابق من هذا العام وتعزيز العلاقات مع تل أبيب. لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت – في أول زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي إلى مصر منذ أكثر من عقد – من المرجح أن يرضي واشنطن التي تريد تحسين العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، وفقا لبوليتيكو.
وتصدرت القصة اهتمامات الصحافة الأجنبية عن مصر هذا الصباح: بوليتيكو| رويترز| واشنطن بوست| ذا هيل| تايمز أوف إسرائيل