قلق في بنوك وول ستريت حول الأسهم
هل بلغت الأسهم الأمريكية ذروتها؟ يبدو أن بعض المحللين قد بدأوا في الاعتقاد بذلك، بعد أن شهدت الأسهم الأسبوع الماضي أسوأ أداء لها منذ يونيو، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز. وأغلق مؤشر ستاندرد أند بورز منخفضا بنسبة 1.7% خلال الأسبوع يوم الجمعة، فيما خسر مؤشر ناسداك 1.6%، مع انتباه المستثمرين إلى ارتفاع التضخم والتكاليف الناجمة عن اضطرابات سلاسل التوريد العالمية، وعرقلة متحور دلتا للإنتاج.
مخاوف التضخم: "بدأت السوق تفكر أن عام 2022 سيكون عاما يظل فيه التضخم مرتفعا"، وفقا لما نقلته الصحيفة عن محلل استراتيجي في سوسيتيه جنرال يوم الجمعة، بعد أن هبطت المؤشرات الأمريكية الرئيسية الثلاثة استجابة لبيانات التضخم الجديدة. وخسر كل من ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز 0.8%، وفقد ناسداك 0.9% خلال التداول، بعد أن نشرت وزارة العمل بيانات تظهر أن مؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين ارتفع بنسبة 8.3% على أساس سنوي في أغسطس، وهي أسرع وتيرة له منذ بدء حساب تضخم أسعار الجملة السنوي في عام 2010. وأضاف المحلل أنه "لا توجد إشارة إلى قرب انتهاء هذا الاضطراب"، ملمحا إلى النقص المستمر في كل شيء من أشباه الموصلات وحتى الطعام.
حان وقت التصحيح، حسبما تقول بنوك وول ستريت: تتوقع جميع بنوك وول ستريت تقريبا الآن حدوث مشكلات في الأسواق في ظل التقييمات المرتفعة إلى مستوياتها الأعلى تاريخيا، والتباطؤ المحتمل في النمو الاقتصادي الأمريكي، والمخاوف من أن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في تقليص التحفيز، وكلها عوامل تلقي بظلالها على التوقعات، وفقا لبلومبرج. وذكر دويتشه بنك أن هناك خطرا "متزايدا" من حدوث تصحيح في السوق، فيما توقعت شركة كانا كورد جينوتي حدوث "فترة من الاضطراب" للأسهم العالمية، وأكد الرئيس التنفيذي لشركة الخدمات المالية لادنبورج ثالمان شعوره بقلق خاص بشأن ما سيحدث من الآن وحتى نهاية أكتوبر، وتابع: "الأسابيع الستة المقبلة في السوق هي أكثر ما يشعرني بالخوف"، بحسب بلومبرج.
(ش.ع) الضغوط التضخمية قد تجبر الولايات المتحدة على رفع الفائدة في وقت أقرب مما نعتقد: توقع 70% من الاقتصاديين الذين استطلعت فايننشال تايمز آراءهم أن يرفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية على الأقل عام 2022، بينما توقع 20% أن الارتفاع سيكون في النصف الأول من العام المقبل. وبهذا سيكون التغيير قبل قرابة عام مما أعلنه مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي ذكر رئيسه جيروم باول في وقت سابق من هذا العام أن البنك سينتظر حتى عام 2023 قبل اتخاذ تلك الخطوة.
يرجح الاقتصاديون أيضا أن ينهي الفيدرالي برنامجه لشراء السندات خلال العام الجاري، إذ توقع معظم الاقتصاديين الـ 49 الذين شملهم الاستطلاع أن يبدأ التناقص التدريجي في نوفمبر أو ديسمبر 2021، ويكتمل بحلول العام المقبل.
لكن الظروف ليست مواتية: بدأ التعافي الاقتصادي الأمريكي السريع في التراجع، بعد أن أجبر انتشار متحور الدلتا الشركات على إعادة التفكير في خططها، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز. وأظهرت دراسة جديدة أن نحو ربع الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة قد شهدت انخفاضا في الإيرادات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وشهدت أكبر شركات الطيران في البلاد انخفاضا في الطلب، بينما يحذر عدد متزايد من المديرين التنفيذيين من أن انتشار المتحور يزيد من عدم اليقين بشأن توقعاتهم.
يأتي ذلك بعد أسبوع من نشر تقرير الوظائف لأغسطس، والذي جاء مخيبا للآمال بشكل غير متوقع وأثار الشكوك حول قوة سوق العمل الأمريكية واستدامة التعافي الاقتصادي. وقال الفيدرالي إنه يريد الاقتراب من مستوى التوظيف الكامل قبل أن يبدأ في إنهاء برنامج التحفيز.