محللتنا لهذا الأسبوع: يارا الكحكي من بنك مصر
محللتنا لهذا الأسبوع- يارا الكحكي، الخبيرة الاقتصادية ومحللة أسواق المال في وحدة معلومات السوق التابعة لبنك مصر (لينكد إن).
اسمي يارا الكحكي، ولطالما كان العمل في مجال البحوث حلما بالنسبة لي. تخرجت في الجامعة الألمانية بالقاهرة وحصلت على درجة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الابتكار التكنولوجي ثم درجة الماجستير في التمويل الدولي من كلية برلين للاقتصاد والقانون. في ذلك الوقت، خضت نقاشا مع نفسي حول إذا ما كان يجب علي البقاء في الخارج أو العودة إلى مصر، لكنني قررت أنني أريد بناء مستقبلي في بلدي وعدت في عام 2015. بدأت مسيرتي المهنية كمتدربة في شركة النعيم القابضة للاستثمارات ضمن برنامج للخريجين وعُينت سمسارا للأوراق المالية. لم أكن شغوفة بما أعمل، لكن وظيفة أحلامي كانت في الأفق لذا ثابرت حتى انضممت إلى قسم البحوث في شركة النعيم بعد عام كاقتصادية مساعدة. ترقيت بعد ذلك إلى اقتصادية في عام 2019، لكنني غادرت الشركة في العام التالي وانضممت إلى بنك مصر في وظيفتي الحالية. أدرس حاليا للحصول على درجة الدكتوراة من الجامعة الألمانية بالقاهرة.
تتضمن وظيفتي الحالية عدة مهام من بينها وضع استراتيجية القطاع والبحث وضمان الجودة. نحلل كل شيء له علاقة بالاقتصاد المصري بدءا من المؤشرات الكلية إلى الأخبار التي تحرك السوق العالمية ويمكن أن يكون لها تأثير محليا. نتعاون أيضا مع الحكومة في مشروعات لها أهداف من بينها مساعدة البنوك المصرية في تحسين قراراتها الاستثمارية.
أحب كل شيء في عملي. لا أستطيع فعل شيء دون أن أكون شغوفة به. أحب أنه يجبرني على قراءة ما بين السطور والانتباه للتفاصيل الصغيرة التي من الممكن أن يترتب عليها أحداث كبيرة. أفخر دائما عندما أنجح في إصدار بيان مميز أو توقع ويتحقق.
الجزء الأسوأ في عملي أنه يستهلك وقتا طويلا جدا ويمكن أن يمتد للعطلات الأسبوعية ويطغى على حياتي الشخصية. لكني كنت أعرف هذا منذ البداية، فهو جزء من مهنة أستمتع بها.
نظريتي في الاستثمار هي إدراك المخاطر قبل العوائد، فحتى وإن كان السهم ذا إمكانات وسعر منخفض، هناك مخاطر عليك أخذها في الاعتبار. لهذا السبب عليك استثمار المال الفائض فقط والذي يمكن أن تتركه في السوق على المدى الطويل دون الحاجة إلى سحبه لأسباب شخصية.
العامل الأهم الذي أنظر إليه في عملي لتقييم صحة الاقتصاد هو أسعار الفائدة. أعتقد أنه من خلالها يمكنك استمداد القصة التحليلية التي ترتبط بكل شيء. بالتأكيد لا يمكنك أن تكون خبيرا اقتصاديا ولا تحب أرقام الناتج المحلي الإجمالي وسعر الصرف أو الصادرات والواردات.
أعتقد أن 2022 سيكون عاما واعدا، لكن هناك العديد من العوامل التي تثير علامات استفهام. لا نزال ننتظر كيف ستؤثر عودة السياحة الروسية على البورصة المصرية ورد الفعل العالمي على رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة الذي لن يكون تأثيره إيجابيا على أذون الخزانة والسندات المحلية. نترقب أيضا الطروحات الأولية العام المقبل التي يمكن أن تمضي قدما أو تتعثر، مما يعني أن المستثمرين الأجانب لم يعودوا بعد إلى سوق الأوراق المالية لدينا. وكل شيء مقيد بمتحورر دلتا ومعدلات التطعيم المنخفضة. عادة ما أكون متحفظة وحذرة في توقعاتي، لكنني أعتقد فعلا أن العام المقبل لن يكون الأفضل لمصر حتى يجري الإجابة على جميع هذه التساؤلات ويتلقى بين 40 إلى 60% من سكان مصر على التطعيم.
في رأيي، يواجه قطاع المنسوجات إهمالا. يشتري الناس المنتجات دائما حتى لو كانوا مديونيين (تقولها وهي تضحك) والمنسوجات جزء كبير مما يستهلكونه. يوفر القطاع احتمالية إضافة المزيد من دورات التدريب المهني والوظائف إلى السوق مع تقليل استيراد الملابس. أعمل حاليا أيضا كمصممة أزياء وأمتلك العلامة التجارية للأزياء YK Concept Designs. قطاع الموضة يزدهر ويجب أن يلحق المزيد من الناس بالركب.
لا أشاهد التلفزيون كثيرا. بسبب انشغالي بين عملي كمحللة ومصممة أزياء ودراستي للدكتوراة، نادرا ما أرى أصدقائي وعائلتي. حتى أنني أفكر في إلغاء اشتراكي على شبكة نتفليكس حتى لا يغريني بمشاهدة شيء (تقولها وهي تضحك). لكنني أعتقد أن شغفي بعملي يساعدني على الاستمرار حتى وإن كان ذلك خلال ساعات الليل أو العطلات الأسبوعية، ما أفعله يجلب لي نوعا مختلفا من السعادة.
ترتبط الموضة نوعا ما بعملي كمحللة، إذ يتضمن كلاهما الكثير من البحث ومتابعة كل ما هو رائج. نطاق هذا العمل ليس محدودا، بالنظر إلى الفئة العمرية والحياة الاجتماعية لكن له تقلباته ونجاحاته واخفاقاته، كما أنه مجال سريع التغير.
تتمثل خططي المستقبلية في تنمية علامتي التجارية للأزياء والتدريس في إحدى الجامعات التي أتمنى أن تكون الجامعة الألمانية بالقاهرة، إذ أنني أفخر بتخرجي فيها.