روتيني الصباحي: المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمنصة ساكنين رامي خورشيد
رامي خورشيد المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمنصة ساكنين: روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع رامي خورشيد (لينكد إن) المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمنصة ساكنين لشراء العقارات.
وإليكم مقتطفات محررة من الحوار:
اسمي رامي خورشيد، وأنا المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمنصة ساكنين. نحن شركة عقارية، ونتطلع إلى تحقيق الشفافية في واحدة من أكبر الصناعات في مصر. هذا مجال دائما ما أثار شغفي، واحتككت به كثيرا خلال نشأتي. كان والدي يعمل في مجال التطوير العقاري والإنشاءات، ثم حصلت أنا على شهادة في علم الاقتصاد، لذا كنت أفكر دائما في طربقة لدمج معرفتي بهذا المجال. تعرفت إلى تطبيقات عالمية مثل زيلو عندما كنت أدرس في الولايات المتحدة، وهو من الأشياء التي حمستني أكثر. كنت أرغب في بناء منتج يجلب الشفافية إلى هذه الصناعة، لذلك أعتبر عملي في ساكنين كل يوم حلما تحقق.
بدأت ساكنين نشاطها في عام 2019، أما الآن فيقترب عدد موظفينا من 30 شخصا. لم يكن هناك سواي أنا وحسين الخشن – المؤسس المشارك ومدير التكنولوجيا – حين عرفنا بقبولنا في برنامج مسرعة الأعمال واي كومبينيتور في بدايات الشركة. أنا وحسين بدأنا معا دون أن يكون لدينا فريق أو منتَج أو أي شيء، سوى شعورنا بأن هناك فرصة في مجال العقارات. انطلقت الأمور رسميا في عام 2019، وجربنا مجموعة من الأفكار المختلفة بين يناير ويونيو 2020، في محاولة للعثور على المكان الذي يناسبنا في السوق.
بعد تلك المرحلة ضاعفنا فرصنا لتأسيس سوق للمعاملات العقارية في مصر بتمويل مضمون، وبدأنا بالفعل في بناء فريق التكنولوجيا والمنتجات لدينا. وفي بداية هذا العام انتقلنا إلى مكتب، وبدأنا نعمل على الجانب التجاري الأكبر للشركة.
قرار تأسيس الشركة استلهمته من تجربتي الخاصة حين حاولت شراء منزل في عام 2014. أردت حينها اتخاذ قرار مدروس، لذا لم أكن مرتاحا لعدم تمكني من الوصول إلى أغلب المعروض في السوق. لم تكن هناك منصة أو مكان واحد يمكنني اللجوء إليه للحصول على نظرة عامة شاملة على ما أردت معرفته. لم أشعر أيضا بأن من تحدثت إليهم في المجال كانوا موضوعيين تماما. في تلك المرحلة، قررت إنشاء قاعدة بيانات بناء على ما جمعته بنفسي خلال شهور من مجموعة من المطورين والسماسرة.
أدركت أن إتاحة تلك المعلومات للجميع قد يؤدي إلى تغيير سلوك كثير من اللاعبين في السوق، سواء في جانب الشراء أو البيع. لذلك كانت هذه نقطة البداية نوعا ما: التأكد من أننا نقدم عقارات عالية الجودة، ومن ناحية أخرى التأكد من أننا نؤدي عملا جيدا في تتبع تحليلاتنا لاتخاذ القرارات الخاصة بنا.
في ما يتعلق بالتمويل، لدينا أمران نهتم بهما للغاية في الوقت الحالي: أطلقنا برنامج التكامل التمويلي الخاص بنا مع شركة كونتكت المالية (أحد المستثمرين في الشركة)، والذي يسمح للعملاء بالتقدم للحصول على تمويل عبر الإنترنت، والعثور على عقارات معتمدة وجاهزة للتمويل. يستغرق هذا الجزء في العادة أكثر من نصف الوقت الذي يستغرقه الحصول على تمويل عقاري. لذلك إذا أنجزنا هذا، يمكننا تقديم تجربة أكثر سلاسة لمن يرغبون في الشراء. الأمر الثاني، والذي يحدث الآن على مستوى البلاد، هو مبادرة التمويل العقاري المدعومة من البنك المركزي المصري للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وهي مبادرة نهتم بها جدا.
نتخذ خطوات كبيرة في اتجاه توضيح ملكية الأرض، والتأكد من أن المباني مسجلة بأرقام محددة وواضحة، وأن تاريخ الملكية واضح، وهي أمور تسبب إزعاجا كبيرا في العادة للمشترين في جانبي المعاملات والمعلومات. وضوح الملكية مهم لأنك تحتاج إلى إثباتات عالية لإقناع أي مؤسسة بالإقراض مقابل فئة أصول معينة.
أعتقد أن الشفافية بشأن الإفصاح الضريبي ستكون أمرا مهما. معظم الأصول في مصر تدفع ضريبة عقارية في الوقت الحالي، لكن على عكس الكثير من الدول الأخرى، لا يمكن للجمهور معرفة عائدات الضرائب العقارية عبر أي نوع من قواعد البيانات. أعتقد أن إتاحة تلك البيانات للتحليل ومشاركتها مع الجمهور ستخلق الكثير من الفرص الواعدة في المجال.
يبدأ يومي في السادسة أو السابعة صباحا. أحاول أن تكون صالة الألعاب الرياضية أولى محطاتي في الصباح، لأني إذا لم أتمرن قبل العمل مباشرة، فغالبا لن أتمرن أبدا. لم أذهب إلى الجيم في المساء قط، ولن أفعل ذلك. بعد هذا أحاول التغلب على زحام المرور والوصول إلى المكتب قبل التاسعة صباحا. هذا هو الروتين الذي أنفذه حين أخطط ليومي ولكل ما أحتاجه إلى إنجازه خلاله. هناك تطبيق مفيد للغاية أوصاني به شريكي، اسمه Sunsama، ويساعدك بشكل أساسي في التخطيط لأيام وأسابيع مقبلة من خلال تزويدك بتقارير تحليلية عن كيف تقضي وقتك.
بمجرد أن يبدأ الموظفون في الوصول إلى المكتب، يحين وقت العمل، لكننا مكان يمتاز بالمرونة خلال ساعات العمل الرئيسية. غالبا ما أعمل على المشكلات المعلقة، وأجري بعض المكالمات الهاتفية الميدانية مع الشركاء، وأراجع كيفية سير كل شيء مع الفريق. أما التخطيط أو العمل الصعب فيكون في الغالب مساء أو في الصباح الباكر.
أغادر المكتب عادة في الثامنة أو التاسعة مساء، بعدما أجد فرصة للتوقف وإغلاق جهاز اللابتوب. المغادرة متأخرا تسمح لي بالهروب من زحام الطريق، وهو ما أحاول تفاديه سواء في الصباح أو المساء. خلال منتصف الأسبوع أعود إلى المنزل لأقرأ أو أشاهد فيلما جيدا، أو أي شيء من هذا القبيل.
أعتقد أن الكثير من عناصر المعاملات الخاصة بشراء العقارات أو بيعها ستظل بعيدة عن الإنترنت. فسواء كان الأمر يتعلق بالذهاب إلى مصلحة الشهر العقاري أو الدفع، فهذه العمليات لا تزال تعتمد بصورة أساسية على المعاملات الورقية، والتي لا تمثل أفضل تجربة للعملاء.
من المهم أن يفهم الجميع أن التكنولوجيا موجودة لتساعدنا في المعاملات، وليس لتكون بديلا للبشر. أعتقد أن أي شركة على مستوى العالم حاولت استبدال الوكلاء العقاريين أو استبعادهم، تعرضت للفشل. نحن نفكر في أنفسنا كأداة مهمة تمنح كلا الجانبين في السوق تجربة أفضل، ولسنا بديلا لأي شخص.
قرأت الكثير والكثير من الكتب غير الروائية مؤخرا: بعض الكتب المهمة التي قرأتها خلال العامين الماضيين تنتمي إلى سلسلة Incerto لنسيم طالب. اثنان منها، The Black Swan وAntifragile، يمنحانك قدرا لا نهائيا من البصيرة التي تساعدك على اتخاذ القرارات في حالة عدم توفر الصورة الكاملة أو المعلومات المطلوبة. كانت هذه الكتب مفيدة لي بشكل خاص بعد أن قرأت كتب محلل البيانات نيت سيلفر، والذي لديه طريقة مميزة للغاية لصنع القرار، وقد وجدتها ملهمة حقا، لكني عانيت لتطبيقها في الواقع في ظل غياب البيانات. هناك كتاب Narconomics من تأليف توم وينرايت، والذي يأخذك في رحلة ممتعة حقا عن تجارة المخدرات والجريمة. يقودك الكتاب إلى نقطة مفادها أنه إذا صادفت سلوكا حولك يبدو غير منطقي من الخارج، فمن المحتمل أنك لا تفهم ما يحدث بالفعل.
لطالما غرس أبي في عقلي فكرة أن الحياة تدور حول ما تمنحها إياه، وليس ما تأخذه منها. وكذلك أنه من المهم أن نشعر بالفخر بسبب الرحلة والسعي المستمر للتميز، بدلا من التركيز على النتائج فقط. هذه المرونة ساعدته كي يصبح لاعبا أولمبيا 5 مرات وبطلا للعالم في الرماية، في الوقت الذي يتولى فيه مجموعة كاملة من المسؤوليات الأخرى.