التكنولوجيا تهز صناعة الطيران والخدمات.. ولكنها قد تخدم قناة السويس
وداعا درجة رجال الأعمال؟ بعض الشركات على استعداد للتخلي عن رحلات العمل بعدما أجبرت على التحول إلى الأدوات الرقمية لإجراء تعاملاتها عبر الحدود – وأدركت أنها أرخص وأفضل للبيئة وتنهي إرهاق السفر. ووجد استطلاع أجرته بلومبرج شمل 45 شركة كبيرة في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، أن 84% يخططون لخفض تكاليف السفر بعد الجائحة، وتتوقع أكثر من نصف الشركات خفض ميزانياتها بنسبة 20-40%.
الجائحة غيرت من الطريقة التي تتعامل بها الشركات مع التكنولوجيا: أصبحت الشركات الآن قادرة على استخدام النظارات الذكية لتوجيه العمل في المصانع، والطائرات بدون طيار للقيام بجولات في المنشآت الخارجية، وبرامج الاجتماعات الافتراضية لكل شيء من الاجتماعات غير الرسمية إلى المؤتمرات التي تدوم لعدة أيام. وقد سمح ذلك للشركات بتوفير مليارات الدولارات من إدارة أعمالهم عن بعد مع تأثير ضئيل على العمليات.
بالطبع بعض القطاعات غير سعيدة بهذه الأخبار، وعلى رأسهم الفنادق وشركات الطيران. فإذا كان يبدو لك أن تلك الصناعات لديها هوس بالسفر المتميز، فذلك لأن رجال الأعمال كانوا يمثلون 75% من أرباح شركات الطيران قبل انتشار الوباء بينما يشغلون 12% فقط من المقاعد، ويساهمون بثلثي إيرادات الفنادق الإجمالية. تلك الصناعات، التي تعرضت بالفعل لضربة كبيرة بسبب الاضطرابات العالمية والإغلاقات وحظر السفر وتعليمات اختبارات PCR، تصارع الآن صدمة أخرى، إذ تقول إحدى التقديرات أن إنفاق الشركات على الرحلات قد يشهد انخفاضا بمقدار 190 مليار دولار، أو 13.3% إلى 1.24 تريليون دولار بحلول عام 2024.
تأثير هذا على القطاع سيكون "ضخما"، حسبما وصفه أحد المستشارين الإداريين في حديثه لبلومبرج.
قد يصبح السفر "للترفيه والعمل" اتجاها جديدا، إذ تحاول المطارات وشركات الطيران التركيز على فئة جديدة من المسافرين. فتقدم الخطوط الجوية الفرنسية، على سبيل المثال، المزيد من المقاعد المتميزة لقضاء العطلات، بينما تتميز بعض طائراتها بنظام "التغيير السريع" الذي يسمح بتقليل حجم المقصورة إذا لزم الأمر. وقد تتبع مصر للطيران استراتيجية مماثلة، إذ أعلنت مؤخرا أن المسافرين يمكنهم الآن المزايدة عبر الإنترنت على تذاكر درجة رجال الأعمال.
ومن زووم إلى الكيو آر كود: يبدو أن التكنولوجيا لن تؤثر على شركات الطيران فقط، فقد بدأت بعض المتاجر التي فتحت أبوابها بعد الإغلاق في الولايات المتحدة في الاستغناء عن العاملين واستخدام الكيو آر كود (رموز الاستجابة السريعة) التي تسمح للمتسوقين بشراء المنتجات أو الاطلاع عليها باستخدام هواتفهم، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز. وتقلص المطاعم أيضا عدد العاملين، إذ تستخدم الأكواد للسماح لرواد المطعم بفحص القائمة وطلب الطعام دون أي تفاعل بشري – وهي تقنية رأيناها أيضا هنا في مصر. ويعد الصرافون و"الجرسونات" من بين الكثيرين الذين فقدوا وظائفهم أثناء الجائحة. ويعني ذلك التحول التكنولوجي أنه من المستبعد أن يستعيدوا وظائفهم.
النساء غير الحاصلات على شهادات جامعية أكثر عرضة لفقدان الوظائف، إذا استعدنا خبرات الأزمة المالية لعام 2007، مع كون المساعدات الإداريات والمسوقات عبر الهاتف ومساعدات الحسابات هن الأكثر تضررا. وتشير ورقة من بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا إلى أن تداعيات الوباء يمكن أن تشهد اتجاها مماثلا.
ولكن عمال الخدمات لا زالوا مترددين في العودة إلى العمل: فقد دفع تهديد متحور دلتا العديد من العاملين في هذه القطاعات كثيفة التواصل المباشر إلى عدم العودة إلى العمل. وقال أصحاب الأعمال لصحيفة فايننشال تايمز إن تقنية رموز الاستجابة السريعة ساعدت إلى حد كبير في سد هذه الفجوة.
من الواضح أنه لا يمكن الوثوق بالبشر في تسيير حركة الملاحة بقناة السويس. ولكن هل يمكننا حقا الاعتماد على السفن ذاتية القيادة؟ قد نعرف ذلك قريبا. من المقرر أن تبدأ أول سفينة بضائع ذاتية القيادة في العالم الإبحار في فبراير المقبل في رحلة بطول 380 كيلومتر بدءا من خليج طوكيو وحتى مدينة إيسه الساحلية في اليابان، مما سيمثل أول اختبار لسفينة ذاتية القيادة في مسارات الشحن البحري المزدحمة، وفقا لبلومبرج. ولدى هيئة المصلحة العامة اليابانية التي تدعم تلك التجربة طموحات كبيرة، فهي تريد أن يشكل نصف الأسطول الياباني سفن بدون طاقم بحارة بحلول عام 2040، مما سيضيف للاقتصاد الياباني نحو 9 مليارات دولار.
إنه قطاع سريع النمو: تشير التوقعات إلى أن تلك التكنولوجيا ستكون متاحة للاستخدام العملي بحلول عام 2025، ويمكن أن تنمو لتصل قيمتها إلى 166 مليار دولار بحلول عام 2030. بالإضافة إلى أنها تمثل أحد الحلول لمشكلة تضاؤل قوة العمل في الطواقم البحرية في اليابان، والذين يبلغ عمر 40% منهم 55 عاما أو أكثر. ونظرا لأن حوالي 70% من حوادث الشحن ناتجة عن خطأ بشري، فلا شك أن السفن ذاتية القيادة ستكون مفيدة عندما تبحر، على سبيل المثال، في المسارات الضيقة في أحد الممرات المائية الأكثر ازدحاما وحيوية في العالم.
كنا شهدنا التعقيدات التي أحدثتها أزمة جنوح سفينة إيفر جيفن في قناة السويس في مارس الماضي، ولكن لا يزال من غير المعلوم ما إذا كانت السفن ذاتية القيادة ستزيد من تلك التعقيدات أم ستقللها في حال وقوع حوادث.
???? آخر أخبار كوفيد –
لقاح مودرنا يمكن أن ينتج ضعف عدد الأجسام المضادة بالمقارنة مع لقاح فايزر، وفق ما أظهرته دراسة بلجيكية حديثة أجريت على 2500 من العاملين في مجال الرعاية الصحية. وجدت الدراسة أن المشاركين غير المصابين في إحدى المستشفيات البلجيكية والذين تلقوا لقاح مودرنا أظهروا، في المتوسط، مستويات للأجسام المضادة بلغت 2800 وحدة لكل مليلتر، في حين أظهر الأشخاص الذين تلقوا لقاح فايزر حوالي 1100 وحدة لكل مليلتر.
ما سبب هذا الاختلاف؟ أرجعت الدراسة الاختلافات إلى طول الفترة الزمنية بين الجرعات، وكذلك المكونات والسن. ويبلغ الفاصل الزمني بين جرعتي لقاح مودرنا 4 أسابيع، ولديه تركيز أعلى من المادة النشطة، في حين يصل الفاصل الزمني بين جرعتي فايزر إلى 3 أسابيع فقط. وقال الباحثون إن مستويات الأجسام المضادة كانت أيضا مرتبطة بشكل عكسي بالسن، مع ظهور أعلى تركيز في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما.
سجلت إسرائيل أمس أعلى حصيلة يومية لإصابات "كوفيد-19"، بعدما بلغت ما يقرب من 11 ألف إصابة جديدة، ما يشير إلى حاجة تل أبيب الملحة إلى حملتها لتطعيم مواطنيها بجرعات معززة، والتي أطلقتها قبل شهر وتشمل الآن الأفراد الملقحين الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما أو أكثر، وفق ما نقلته بلومبرج عن وزارة الصحة الإسرائيلية. وسجلت البلاد الحصيلة القياسية السابقة في 18 يناير عندما بلغت الإصابات ما يقرب من 10.1 ألف.