التغير المناخي يتسبب في تقزم الحيوانات
التغير المناخي يتسبب في تقزم الحيوانات: ادعاء يبدو غريبا تماما، لكنه للأسف حقيقي. فقد أصبحت الحيوانات في جميع أنحاء العالم أصغر حجما بسبب تغير المناخ، وفقا لهذا المقطع الذي نشرته فوكس (شاهد 3:40 دقيقة). الطيور والسلاحف والأسماك والضفادع ليست سوى عدد قليل من الحيوانات التي تقلص حجمها. وبمرور الوقت، قد يكون لهذا عواقب وخيمة على النظم البيئية المعقدة والدقيقة في عالمنا، مما قد يؤدي إلى انقراض بعض الأنواع.
ما العلاقة بين تغير المناخ وتقزم الحيوانات؟ على ما يبدو، تبرد الأجسام الصغيرة بشكل أسرع، بينما تكون الحيوانات الأكبر أكثر قدرة على الحفاظ حرارة أجسامها وفقا لقاعدة بيرجمان. وتفترض النظرية، التي صاغها كارل بيرجمان في عام 1847، أن الحيوانات الأصغر والأكبر لها "موازنات حرارية" مختلفة، مع احتمال أن تكون الحيوانات أكبر في المناخ البارد.
هذه ليست هي المرة الأولى: فقد لوحظ ما يسمى بـ "تقزم الثدييات" خلال احتباس حراري ضخم قبل 56 مليون سنة يعرف باسم "الحد الأقصى للحرارة الباليوسينية والإيوسينية"، ومرة أخرى قبل 53 مليون سنة، وفقا لهذه الدراسة 2017. وخلال الفترة الأولى، تقلص حجم بعض الحيوانات – استهدفت الدراسة أسلاف الخيول الأوائل – بنسبة تصل إلى 30%. وخلصت الدراسة إلى أن "التقزم يبدو استجابة تطورية شائعة لبعض الثدييات خلال أحداث الاحتباس الحراري الماضية، ويبدو أن مدى التقزم مرتبط بحجم الحدث".
لوحظت هذه الظاهرة أيضا مؤخرا، ولكن هذه المرة مع الطيور: وفقا لدراسة أجريت عام 2019 على الطيور المهاجرة التي جمعت على مدى أربعة عقود في متحف فيلد في شيكاغو، فقد انخفض حجم أجسام الطيور بمرور الوقت، في حين زاد حجم جناحيها للتعويض عن تراجع كفاءة أجسامهم الأصغر في استخدام الطاقة من أجل الهجرة.
كيف تكيفت الحيوانات للبقاء على قيد الحياة؟ تتكيف الحيوانات مع محيطها، وهذا ما يبقيها على قيد الحياة. ولذلك عندما تغير درجات الحرارة المرتفعة بيئاتها الطبيعية، تميل الحيوانات إلى تعديل بعض خصائصها للبقاء على قيد الحياة. ويفعلون ذلك بفضل عمليتين متميزتين؛ الانتخاب الطبيعي ولدونة النمو.
الانتخاب الطبيعي يشير إلى الخصائص التي تمرر من جيل إلى آخر لأنها أكثر قدرة على البقاء على قيد الحياة. وفي هذه الحالة، ستعيش الحيوانات الصغيرة لفترة أطول وتفوق أعداد نظيراتها الأكبر حجما، مما يخلق جيلا جديدا من الحيوانات الأصغر بشكل عام.
لدونة النمو تشير إلى التغيرات التي تحدث في حياة الحيوان والتي لا تنتقل إلى الأجيال اللاحقة. وتؤثر هذه العملية بشكل خاص على الحيوانات ذوات الدم البارد (أي الحيوانات التي لا تحافظ على درجة حرارة الجسم ولكنها تنظمها من خلال بيئتها) مثل الزواحف والبرمائيات لأنها أقل تأثرا بقاعدة بيرجمان. وعلى سبيل المثال، يصبح التمثيل الغذائي للضفدع أسرع عندما يكون أكثر سخونة، لذلك يمر بجميع مراحل نموه بشكل أسرع. ولكن نظرا لأن معدل نموه لا يتغير، فإن الضفدع يصبح أصغر عندما يبلغ سن البلوغ.
ما هي المشكلة الكبيرة إذا أصبحت الحيوانات أصغر حجما؟ ظاهريا، يبدو الأمر وكأنه غير مهم، لكنه في الواقع قد يدمر النظم البيئية ويؤدي إلى انقراض عشرات الأنواع. وعلى سبيل المثال، تعني الفريسة الأصغر حجما أنه سيتعين على الحيوانات المفترسة اصطياد عدد أكبر منها، مما قد يؤدي إلى تضاؤل أعداد أنواع معينة بمرور الوقت. ولا تستطيع الحيوانات الصغيرة أيضا إنجاب أكبر عدد ممكن من النسل، مما قد يؤدي إلى تراجع أعداد الحيوانات في الأساس.
لكن هل ستتكيف الحيوانات كما فعلت دائما؟ نأمل في ذلك، لكننا في الواقع نرفع درجة حرارة الكوكب بمعدل غير مسبوق يقدر أنه أسرع بعشر مرات من متوسط الاحترار بعد العصور الجليدية، مما يعني أن الأنواع غير القادرة على التطور والتكيف بشكل سريع يمكن أن ينتهي بها الأمر إلى الانقراض. وكانت أعوام 2016 و2020 هي أكثر الأعوام التي شهدت ارتفاع في درجة حرارة الأرض على الإطلاق منذ أن بدأنا في تسجيل البيانات في عام 1880، وفقا لناسا.
وجهة نظرنا: الحيوانات الصغيرة قد تكون ألطف بالطبع، إلا إذا كانت ميتة. ولا تزال آثار تغير المناخ على الحيوانات والنباتات غير مفهومة تماما، وتقزم الحيوانات هو أحد الآثار الجانبية المفاجئة التي نتجت عن زيادة درجة حرارة الأرض التي يتسبب فيها البشر.