كريدي سويس يشيد بالاقتصاد المصري، ويحذر من الموجة الرابعة
يبدو أن بنك كريدي سويس متفائل بشأن تعافي الاقتصاد المصري ما بعد الجائحة، إذ يظهر الاقتصاد مؤشرات للنمو الحقيقي، كما تظل أذون الخزانة محتفظة بجاذبيتها في الوقت الذي تراجعت فيه المخاطر التي مثلها النزاع حول سد النهضة الإثيوبي، بحسب فهد إقبال، رئيس بحوث البنوك الخاصة بالشرق الأوسط في بنك كريدي سويس، في مقابلة مع شبكة بلومبرج (شاهد 9:06 دقيقة).
أخبار جيدة للاقتصاد المصري ككل: قال إقبال إن بنك كريدي سويس متفائل بشأن فرص التعافي القوي للاقتصاد المصري من تداعيات الجائحة، مضيفا أن التفاؤل يأتي من حقيقة أن "الأمر لم يكن مجرد تأثير الأساس، نحن نشهد في الواقع بداية نمو حقيقي". وتابع: "وفي حين أنه لم يلاحظ نمو في قراءات مصر الخاصة بمؤشر مديري المشتريات، إلا أننا على ثقة بأنها ستشهد المزيد من التحسن على كافة الأصعدة".
لا تزال السندات الحكومية أكثر جذبا للمستثمرين من الأسهم، ومن المتوقع أن تظل تجارة أذون الخزانة عند مستوياتها الجيدة لبقية العام، بحسب ما قاله إقبال. وأشار إلى أن مقايضة المخاطر والمكافآت تعد أكثر جاذبية في السندات الحكومية منها في الأسهم، حيث تظل التقييمات منخفضة. وأردف "ما يعيق ارتفاع الأسهم بالإضافة إلى ذلك هو السيولة المنخفضة التي لديك، في حين أن سوق أذون الخزانة تقدم لك بالفعل سيولة أفضل وبالتأكيد أرباح أفضل". وشهدت أدوات الدين الحكومية تدفقات قوية لاستثمارات الأجانب طيلة هذا العام، فقد بلغت حيازات الأجانب من سندات وأذون الخزانة ما بين 28 و29 مليار دولار بنهاية مايو الماضي، بدون تغيير كبير من أعلى مستوى لها عند 28.5 مليار دولار المسجل في منتصف فبراير.
إلا أن هذا قد لا يستمر حتى العام المقبل، إذ يمكن أن تؤثر مخاطر رفع سعر الفائدة على المكاسب في تجارة أذون الخزانة، وفقا لما قاله إقبال. وتجذب أسعار الفائدة المرتفعة تجار الفائدة الباحثين عن الأسواق التي توفر عوائد أعلى على السندات. وساهمت أسعار الفائدة الحقيقية المرتفعة في مصر بشكل كبير في اجتذاب تدفقات الاستثمار الأجنبي في السندات الحكومية.
هون إقبال أيضا من تأثير أزمة سد النهضة على النمو، وقال إنه في حين أن هناك خطرا سياسيا ينبع من السد، إلا أنه من المرجح أن يحل هذا النزاع.
لكنه لم يقلل من خطر حدوث موجة رابعة لـ "كوفيد-19": تشكل الموجة الرابعة من الجائحة الخطر الأكبر على المدى القصير على الاقتصاد المصري، خاصة وأن الكثافة السكانية المرتفعة في القاهرة تجعل من الصعب تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي، وفقا لما قاله إقبال. وتابع "كانت معدلات انتشار المرض إلى حد كبير أعلى من أي مكان آخر في الشرق الأوسط نتيجة لذلك، لذلك كان من دواعي قلقنا أن نرى موجة أخرى قادمة على الرغم من ذلك". وحذرت وزيرة الصحة هالة زايد في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن الارتفاع مجددا في حالات الإصابة بالفيروس قد يعني بداية موجة رابعة.