روتيني الصباحي: هاني فكري الرئيس الإقليمي والعضو المنتدب لشركة نتورك إنترناشونال مصر
هاني فكري الرئيس الإقليمي والعضو المنتدب لشركة نتورك إنترناشونال مصر: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدءون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع هاني فكري (لينكد إن) الرئيس الإقليمي والعضو المنتدب لشركة نتورك إنترناشونال مصر.
وإليكم مقتطفات محررة من محادثتنا مع فكري:
اسمي هاني فكري، وأنا الرئيس الإقليمي والعضو المنتدب لشركة نتورك إنترناشونال مصر. أعمل لدى الشركة منذ عام 2006 وعملت قبل ذلك لدى عدة مؤسسات متعددة الجنسيات من بينها أليانز وشركة الأهرام للمشروبات، وأنا الآن مسؤول عن تطوير الأعمال في شمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء لدى نتورك إنترناشونال.
مجموعة نتورك إنترناشونال هي شركة متخصصة في مجال المدفوعات الرقمية وتتواجد في أكثر من 50 دولة. نقدم كل أشكال عمليات الدفع للشركات باستثناء النقد. يشمل ذلك كل شيء من التجارة الإلكترونية إلى نقاط البيع وبطاقات الائتمان والمحافظ الرقمية. نعمل في مجال معالجة مدفوعات البطاقات في أماكن مثل دبي والأردن، كما أن لدينا نشاط تجاري رئيسي في مجال التمويل الاستهلاكي في جنوب أفريقيا. في مصر، ندير جزءا كبيرا من شبكات نقاط البيع وأجهزة الصراف الآلي للبنوك، حيث نعالج أيضا أغلب بطاقات الائتمان وبطاقات الخصم والبطاقات المدفوعة مسبقا. ويعد مجال عملنا في معالجة المدفوعات عملا أمنيا. نضمن الحفاظ على أمان المعاملات عندما يستخدم العميل بطاقته الائتمانية عبر الإنترنت أو شخصيا.
بصفتي الرئيس الإقليمي للشركة، أنا مسؤول عن قيادة الأعمال في شمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء. وهذا يعني أن مسؤولياتي تتضمن الحفاظ على نمو الشركة سنويا وإدارة أعمال المدفوعات في أنحاء المنطقة. هدفنا الحفاظ على مكانتنا كمزود للمدفوعات في المنطقة.
تعد مصر ونيجيريا من أسرع الاقتصادات نموا في سوق المدفوعات الإلكترونية عالميا. أعتقد أن مصر الآن تعد نموذجا يحتذى به لباقي الدول الأفريقية. الجميع مهتم بما يحدث هنا. عدد الشركات الناشئة الجديدة في مجال التكنولوجيا المالية والبنوك الرقمية التي ظهرت على الساحة واعد للغاية.
تسارعت وتيرة العمل لدينا خلال فترة الجائحة. ارتفع عدد شركات المدفوعات الإلكترونية وحركة التجارة الإلكترونية ونحن سعداء لرؤية الأمور تسير في هذا الاتجاه، إذ نتج عن ذلك نمو صناعة المعالجة والمدفوعات إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف حجمها قبل الجائحة.
دخلت الكثير من الشركات الجديدة السوق على مدار العام الماضي استجابة لسلوك المستهلك الجديد. ومن منظور تجاري، كان لدينا مراكز البيانات الصحيحة والبنية التحتية الداخلية اللازمة حتى نتمكن من استيعاب هذه التغييرات.
نقدم الآن إعفاء بقيمة مليون دولار كحد أدنى من رسومنا للشركات الناشئة، وهناك فرصة الانسحاب من أي تعاقد خلال أول عامين من توقيعه دون أي شروط جزائية. نفعل ذلك للمساعدة في دعم رواد الأعمال الناشئين في اتخاذ القرارات دون القلق بشأن ارتباطهم بالتزامات كبيرة.
نرغب في بناء الثقة. هدفنا هو توعية السوق حول المدفوعات الإلكترونية والتكنولوجيا المالية. نحاول مساعدة الشركات الناشئة لأنه إذا نتج انعدام للثقة عن مشاكل مرتبطة بالمدفوعات الرقمية فإننا سنخسر الكثير. لهذا نبذل قصارى جهدنا لمساعدة هذه الشركات على مدى الخمسة أو الستة أعوام المقبلة حتى تصل السوق لمرحلة النضج.
داخليا، عندما تفشت جائحة "كوفيد-19" كنا مستعدين بنسبة 100%. الشركة التي عاشت فترة ثورة 25 يناير 2011 وحظر التجوال الذي فرضته السلطات في أنحاء البلاد بعد ذلك بدأت في وضع خطة للعمل من المنزل قبل عقد مضى. كان لدينا البنية التحتية اللازمة لذلك منذ ذلك الوقت. الحفاظ على هذه البنية التحتية مكلف للغاية لكننا حافظنا عليها لأننا نؤمن أنه من المهم أن نكون مستعدين لأي شيء. لم نطلب من أي موظفينا البالغ عددهم 439 في القاهرة التواجد في المكتب اعتبارا من مارس 2020. ومنذ ذلك الحين استأنفنا العودة إلى المكتب تدريجيا ورفعنا قدرتنا الاستيعابية إلى 70% وقت مبكر من هذا الشهر. كما نعمل على توظيف 70 شخصا جديدا لدينا.
أعتقد أن هناك قيمة ما لوجودك في مساحة مكتبية. أولا، الموظفون ليسوا محبوسين بين حوائط منازلهم، والتواصل بينهم يكون أسرع، ويمنح الناس المزيد من الثقة خلال عملهم. وكذلك نفسيا واجتماعيا، أعتقد أن التفاعل الجسدي مفيد جدا.
أنام في العاشرة مساء، وأستيقظ في السادسة صباحا يوميا. أقضي أول نصف ساعة من يومي في احتساء القهوة وأتأمل. ثم أمارس رياضة الكروس فيت أو أذهب للجري من 6:30 إلى 7:30 صباحا. وعادة ما أكون في المكتب في التاسعة، حيث أقضي أول 30 دقيقة هناك في تصفح الأخبار وقراءة الإصدار الصباحي من إنتربرايز، وهو أهم مصدر للمعلومات بالنسبة لي كل صباح. أخصص ثلاثة أوقات أثناء اليوم لتصفح البريد الإلكتروني، مدة كل منها 45 دقيقة تقريبا. وأقضي بقية الأوقات في مكالمات جماعية أو اجتماعات. آخذ ثلاث فترات راحة لمدة 15 دقيقة في اليوم بعد كل تصفح للإيميل، أتناول فيها القهوة خلال تبادل الدردشة مع بعض الزملاء في المكتب. أحاول بأقصى ما أستطيع أن أنهي يومي في السادسة مساء. وبمجرد وصولي إلى المنزل، أقضي كل الوقت مع زوجتي وأطفالي. في العادة نجهز طعام العشاء معا، أو نشاهد فيلما مع بعض الفشار.
أحاول الحفاظ على هذا الروتين لأنني أقضي ثلاثة أسابيع من كل شهر في رحلات عمل. توقفت رحلاتي لمدة ستة أشهر بين مارس ونوفمبر، وكانت هذه هي المرة الأولى منذ 22 عاما التي أقضي فيها ستة أشهر كاملة في القاهرة. لكن الأمور عادت منذ ذلك الحين إلى نظامها المعتاد.
دائما ما أقضي عطلات نهاية الأسبوع هنا، بغض النظر عن مكان عملي. حتى لو كنت في رحلة لمدة أسبوعين إلى لاجوس مثلا، سأعود إلى مصر خلال نهاية الأسبوع لرؤية عائلتي قبل استئناف بقية رحلتي. من المهم جدا بالنسبة لي أن أراهم بقدر ما أستطيع. وعادة ما نستمتع بعطلات نهاية الأسبوع في مكان ما على البحر الأحمر بين الجونة ورأس سدر.
أقرأ كل الكتب التي تقع أمامي، وأرشح كتاب How the Mighty Fall من تأليف جيم كولينز لكل المهتمين بالمشروعات الناشئة. يتحدث الكتاب عن أنه حين تتجاوز الشركات الكبيرة نقطة معينة في طريق نجاحها، تكون معرضة للفشل. أعتقد أنه من المهم تخصيص بعض الاهتمام للحفاظ على شركتك منذ بدء تشغيلها. أوصي بشدة أيضا بقراءة كتاب "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس" لديل كارنيجي، والذي أتصفحه مرة على الأقل في السنة، وهو كتاب ضروري لكل من يتطلع حقا لتحسين طريقة تفاعله مع الآخرين. أما الروايات فقرأت الكثير من أعمال يوسف الجندي وهشام الخشن وعصام يوسف، إلى جانب أعمال أخرى كثيرة.
أستمع إلى الكثير من البودكاست عندما أكون مسافرا بالطائرة، وأستمتع كثيرا ببودكاست إنتربرايز Making It، إلى جانب Business Wars. وهناك كذلك البودكاست الخاص بـ Harvard Business Review.
ذات مرة أخبرني حكم مروان كنفاني أول مدير لي أنك "تحتاج إلى تركيز 60% من وقتك على هدف معين، و40% على تقوية علاقاتك"، وهي نصيحة لا تقدر بثمن لتحقيق النجاح.