العمل الهجين يفاقم اللا مساواة في أماكن العمل
العمل الهجين يجعل ساحة التنافس على الترقيات غير متكافئة: مع خيار العمل من المنزل، ينظر أرباب العمل إلى العاملين من المكتب على أنهم أصحاب أداء أعلى، وبالتالي يتلقون زيادات وترقيات أكبر. لا يزال المديرون متمسكين بالمثل القديم القائل بأن العمل المباشر أكثر إنتاجية، ناهيك عن أنهم يطمئنون أكثر حينما يكون العاملين لديهم تحت أنظارهم، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال. من المرجح أن يُكلف الموظفين المتواجدين في المكتب مباشرة بمشاريع أكبر أو أن يكون لهم تأثير أكبر في عملية صنع القرار، وكل ذلك يلعب دورا في تقييمات نهاية العام التي نعرفها جميعا ونكرهها.
ماذا تخبرنا الأرقام؟ وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة جارتنر على أكثر من 4200 موظف أن 43% من العاملين عن بعد و49% ممن انتهجوا العمل الهجين كانوا منخرطين في العمل بدرجة أعلى، مقارنة بـ 35% من العاملين داخل المكتب، ما يثبت خطأ الاعتقاد الشائع وغير المثبت إحصائيا بأن العمل في المكتب أكثر إنتاجية.
أثناء الإغلاق، كان الكل سواء. عندما كانت الاجتماعات الافتراضية هي القاعدة وانتهت النقاشات بمجرد الضغط على زر إنهاء الاتصال، كان الموظفون لديهم فرصا متساوية للمساهمة في الحديث. ولكن مع العمل الهجين، يؤدي إنهاء الاتصال إلى إنهاء مشاركة العاملين في المنزل في المناقشة، بينما قد يتسنى للعاملين في المكتب فرصة الاستمرار فيها.
يؤدي كل ما سبق إلى توتر العالمين عند منحهم خيار العمل من المنزل، حتى وإن كان ذلك أفضل لهم: قال نحو 52% من العاملين الذين شملهم استطلاع أجرته قناة سي إن بي سي إنهم يعتقدون أن العمل من المكتب سيساعدهم أكثر في التقدم الوظيفي، بينما ذكر 31% منهم أن العاملين عن بعد والعاملين من المكتب سيخضعون للتقييم نفسه، وقال 15% فقط إنهم يعتقدون أن العمل عن بعد أفضل للتقدم الوظيفي من غيره. هذه المخاوف تجعل الموظفين يعودون إلى المكتب حتى عندما لا يكون ذلك في مصلحتهم – وهذا هو الحال بالنسبة للكثيرين، بما في ذلك الآباء وأولئك الذين يرعون أفراد الأسرة المسنين.
الأمهات العاملات من بين المتأثرين بشكل كبير: الضغط على الأمهات العاملات للتنازل عن التقدم الوظيفي والبقاء في المنزل أو الذهاب إلى المكتب بما يشمله ذلك من معاناة مع رعاية الأطفال يمكن أن يدفع التفاوت بين الجنسين في العمل إلى أبعد مما هو عليه الآن، وفقا للجارديان.
ماذا يمكن أن يفعل العاملون عن بعد للتأكد من أنهم ما زالوا مرئيين؟ إذا كان لديك ميلا محافظا أثناء التواجد في المكتب قبل الجائحة، فقد حان الوقت لتنمية مهارات التواصل والتخلص من الخجل. كلما تواصلت مع زملائك ومديرك، كلما زاد تواجدك في الصورة حتى عندما لا تكون موجود بنفسك. من الجيد أيضا أن يكون لديك "حليف المكتب" الذي من شأنه تذكير المجموعة بالاتصال بك عند ظهور نقاشات مرتجلة. وأثناء ذلك، إذا كنت ستنتقل إلى وظيفة جديدة، فإن السؤال الجيد الذي يجب طرحه هو أي من كبار المديرين يعملون من المنزل، ما قد يعطيك فكرة عن المسارات الوظيفية المتاحة لمن هم خارج المكتب.
الأمر ينطبق على المديرين كذلك: توصي وول ستريت جورنال المديرين بتجربة العمل الهجين بأنفسهم حتى يتمكنوا من بناء التعاطف مع العاملين عن بعد وفهم أنهم يعملون بالجدية الكافية. وفي الوقت نفسه، تقول جمعية إدارة الموارد البشرية إنه يجب على المديرين بذل جهد لتجنب "التحيز السلبي ضد العمل عن بعد"، ويجب أن يفكروا فيما إذا كانت الترقيات والعلاوات تمنح على أساس الجدارة، أو على أساس التماهي مع ثقافة الحضور والإنصراف.