بعد إطلاق منصة لايتهاوس .. خطط طموحة لقطاع التعليم في مصر
ماذا تحمل منصة لايتهاوس لقطاع التعليم في مصر؟ ألقت شركات حكومية كبرى، إلى جانب الصندوق السيادي المصري، بثقلها في ما قد يكون أحد أكبر منصات الاستثمار في قطاع التعليم في البلاد، وهي منصة لايتهاوس. ويشارك في المنصة الجديدة، إلى جانب الصندوق السيادي، شركة مصر القابضة للتأمين وبنك مصر وبنك قناة السويس، بإجمالي استثمارات 375 مليون جنيه من رأس المال المدفوع مع خطة لزيادتها مستقبلا. وانضم إلى الشركات الأربع الكبرى مؤسس مدارس الأورمان، حسام القباني والمستشار المالي من للقطاع الخاص، أيرونوود إنفستمنتس في الجانب الإداري.
يواجه التعليم الخاص في مصر نقصا في المعروض مع زيادة وتيرة الطلب بشكل أسرع. وفي تقرير حديث لكوليرز إنترناشونال والبنك الدولي، تشير التقديرات إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى إنشاء 2.1 مليون فصل دراسي بحلول عام 2030 لسد فجوة العرض، خاصة مع تضاعف نمو طلاب التعليم الأساسي والثانوي في القطاع الخاص تقريبا في الخمس سنوات الماضية. وفي عام 2016، أعلنت الحكومة عن خطة لبناء ما يصل إلى ألف مدرسة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص في العقد الحالي، في إطار شراكات بين القطاعين العام والخاص، لكن المشروع فقد زخمه أو تقدم ببطء منذ ذلك الحين.
وتسعى منصة لايتهاوس لسد الفجوة في السوق. جمعت المنصة 500 مليون جنيه في إغلاقها الأول، في إطار خطة للوصول باستثمارات الصندوق إلى 1.75 مليار جنيه لاحقا، بحسب ما قاله الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي أيمن سليمان في بيان الأسبوع الماضي. وأوضح سليمان أن لايتهاوس تسعى إلى الاستثمار في 10-12 مدرسة خاصة تتركز في القاهرة والجيزة قبل دخول مناطق جديدة في البلاد مثل الإسكندرية وبني سويف وأسيوط وبورسعيد والغربية والقليوبية.
حاورت إنتربرايز باسل الحيني رئيس شركة مصر القابضة للتأمين، التي قدمت شركاتها التابعة أكبر مساهمة في رأس المال الأولي المدفوع للمنصة، وكذلك حاورت العضو المنتدب لشركة أيرونوود محمد الشريف، الذي يتولى جانبه المسؤولية الإدارية للمنصة جنبا إلى جنب مع الخبير في القطاع، حسام القباني. وقدم لنا كلاهما تفاصيل الخطة، وشرحا نظامها الأساسي وكيفية وضع الأساس لمزيد من المبادرات لسد الفجوة بين العرض والطلب على التعليم الخاص.
تأسست لايتهاوس كشركة مساهمة مشتركة. يقول الحيني إن شركة مصر القابضة للتأمين والشركات التابعة لها ساهمت بـ 125 مليون جنيه في رأس مالها الأولي المدفوع، وساهم الصندوق السيادي وبنك مصر بـ 100 مليون جنيه لكل منهما، وبنك قناة السويس بـ 50 مليون جنيه. ويتولى الإدارة شركة منفصلة يقودها القباني وأيرونوود، ولكنها شاركت أيضا بمساهمة أقلية في الذراع الاستثمارية. وأضاف أن مستثمرين آخرين لم يذكر اسمهم شاركوا أيضا.
ويمكن أن ينضم المزيد من المستثمرين لاحقا، ولكن هذا لن يكون في وقت قريب بالضرورة لأنه من المحتمل أن يتم إتمام الهيكل الحالي بمجرد وصول المنصة إلى رأس مال مستهدف يبلغ 500 مليون جنيه أو أكثر لإطلاق جولتها الاستثمارية الأولى في أقرب وقت ممكن، بحسب الحيني.
تتوقع لايتهاوس أن تصل لرأس مالها الأولي المدفوع الذي لا يقل عن 500 مليون جنيه خلال أقل من 5 أسابيع، وبعد ذلك ستبدأ في إتمام عمليات الاستحواذ على المدارس، حسبما يقول الشريف. وأضاف أنه قبل انتهاء عام 2021، ستكون المنصة قد استحوذت على حصص أغلبية في مدرستين خاصتين على الأقل من أصل 4 مدارس وقع الاختيار عليها وتجري حاليا المحادثات والفحص النافي للجهالة بشأنها. وأضاف أن جميع عمليات الاستحواذ الوشيكة تقع في نطاق القاهرة الكبرى.
وعلى الأرجح ستأتي المشروعات الجديدة في وقت لاحق، بحسب الشريف، فيما ستقتصر المراحل الأولى من الاستثمار على الاستحواذات. وأشار إلى أن المدارس التي تستهدفها المنصة حاليا يبلغ متوسط عدد فصولها الدراسية 70 فصلا، وهي مدارس خاصة للغات ومدارس دولية خاصة تتراوح مصروفاتها بين 20 و90 ألف جنيه.
التوسع في التعليم الجامعي: كان الحيني قد قال في وقت سابق إن المنصة ستركز على المدارس خلال السنوات الثلاث الأولى قبل أن تتوسع إلى الجامعات.
خطوة في توجه أكبر نحو التعليم: تعد شركة مصر القابضة للتأمين، والتي تمتلك من خلال الشركات التابعة لها أكبر محفظة استثمارية مؤسسية في مصر بحجم 65 مليار جنيه، هي أكبر المستثمرين حاليا في المنصة، لكنها لن تلعب دورا في الإدارة، إذ سيتولى ذلك أصحاب الخبرة الأكبر في قطاع التعليم، حسبما يخبرنا الحيني. جاء الاستثمار الأولي للمجموعة من جميع شركات محفظتها، بالاشتراك مع كل من مصر للتأمين ومصر لتأمينات الحياة بتقديم مساهمات كجزء من دفعة قوية باتجاه التعليم. وقال الحيني إنهم يخططون للاستمرار في المشروع لفترة طويلة، كما أنهم سيبحثون عن شراكات أخرى في نماذج مشابهة للايتهاوس في كل من قطاعي التعليم والرعاية الصحية، والتي تعتبرها الشركة قطاعات ذات أولوية.
وترى شركة مصر القابضة للتأمين وشريكاتها أن منصة لايتهاوس فرصة للتوسع في مشاركة القطاع الخاص. وقال الحيني إن المنصة يمكن أن يقودها بالكامل في نهاية المطاف القطاع الخاص، إذ يخطط الشركاء للتخارج في وقت لاحق "عندما يحين الوقت المناسب". وتعد مشاركة القطاع الخاص قوية بالفعل، إذ يتصدر كل من أيرونوود والقباني الإدارة. وأضاف أن هناك أيضا مستثمرون من القطاع الخاص ساهموا في رأس المال المدفوع، وسيكون المشروع مفتوحا للمزيد وسيشجع الاستثمار الخاص في الجولات اللاحقة.
أبرز أخبار قطاع التعليم في أسبوع:
- الثانوية العامة: انطلقت امتحانات الثانوية العامة في 10 يوليو وتستمر حتى 2 أغسطس، وفق ما أعلنه وزير التربية والتعليم طارق شوقي.
- إعادة تأسيس الجامعة الفرنسية: سيجري إنشاء حرم جامعي جديد بتكلفة استثمارية قدرها 12 مليون يورو بالجامعة الفرنسية في مصر بعد أن صدق مجلس الوزراء الأسبوع الماضي على الاتفاق الموقع بين الحكومة والوكالة الفرنسية للتنمية في يونيو بهذا الشأن.
- مايكروسوفت تطور المهارات الرقمية للشباب: وقعت وزارة الاتصالات مذكرتي تفاهم مع شركة مايكروسوفت لتطوير المهارات الرقمية للشباب.
- بنك مصر وشركة التكنولوجيا المالية الناشئة كليك إت يطلقان مركز المدفوعات التعليمية، الذي يقدم خدمات الدفع والتحصيل الإلكتروني لقطاع التعليم في مصر، وفق بيان صحفي (بي دي إف).
- الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري توقع مذكرة تفاهم مع شركة نتورك إنترناشونال لتوفير التدريب المتقدم للطلاب والخريجين الجديد في مجال التكنولوجيا المالية، بما يسهم في تطوير صناعة المدفوعات الإلكترونية في البلاد، وفق بيان صحفي (بي دي إف).