كيف نجحت الشركات في تسويق "تخفيف التوتر خلال الوباء؟
تخفيف التوتر.. أداة تسويقية رائعة خلال الجائحة: عندما بثت جائحة "كوفيد-19" موجة عارمة من القلق في جميع أنحاء العالم، تسابقت الشركات والعلامات التجارية الكبرى للخروج بمنتجات للتعامل مع التوتر. وجاءت الصحة البدنية والنفسية والرفاه على رأس أولويات الناس وجذبت المنتجات التي تساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر اهتمامهم بصورة أكبر. وتشمل هذه المنتجات السيارات الفارهة والعطور والشموع وغيرها، واكتسب هدف تخفيف التوتر زخما وشعر الناس بالرضا عند شرائهم منتجاتهم اليومية التي تحسن من صحتهم النفسية والعقلية، وفق صحيفة وول ستريت جورنال.
ماذا عن المصريين؟ حاولت دراسة نُشرت في دورية الصحة النفسية المجتمعية الإجابة عن هذا السؤال من خلال استطلاع رأي 1629 رجلا وامرأة وسؤالهم عن مستويات القلق والاكتئاب التي تعرضوا لها خلال جائحة "كوفيد-19". وكانت معدلات الإصابة بالاكتئاب أكثر من القلق، إذ قال 67.1% ممن شملهم الاستطلاع إنهم عانوا من الاكتئاب خلال الفترة الماضية. وفي السياق نفسه، قال 53.5% من المشاركين إنهم اختبروا مشاعر القلق، فيما عانى 48.8% من التوتر. وقال 23.1% من المشاركين إنهم كانوا ينامون أقل من 6 ساعات يوميا.
كيف تتغلب على التوتر؟ احصل على سيارة "نوتيلوس" الجديدة: تتعهد شركة لينكولن الأمريكية المصنعة للسيارات الفاخرة بتخفيف التوتر من خلال طرازها الحديث من سيارات ""نوتيلوس"، والتي تصفها بـ "ملاذ" جميع الركاب. تتميز السيارة الجديدة بمقاعد مهيأة للتدليك ونظام عزل للأصوات الخارجية وفتحات ينبعث منها هواء منعش. كما استعانت بأوركسترا ديترويت لتأليف مقاطع موسيقية هادئة تستخدم كأجراس تنبيه عند قيادة السيارة. قال مدير التصميم لدى الشركة، كمال كيورك، إنه بمجرد أن تفتح باب السيارة، تشعر كأنك عانقت شخصا للتو. وعند سماعكم نغمات أجراس التنبيه التي خصصتها الشركة في سيارتها الجديدة (استمع 2:20)، سترتسم البسمة تلقائيا على وجهكم، ولا نعلم على وجه التحديد نوع العناق الذي قصده كيوريك.
ويساهم العلاج بالروائح والزيوت العطرية في تخفيف التوتر: الشموع المعطرة وبخاخات العطور والزيوت الأساسية كانت موجودة من قبل، لكن تأثرنا العاطفي بالروائح منح الشركات التي تبيع هذه المنتجات دفعة قوية في المبيعات خلال الجائحة. ومصر ليست جديدة في هذا القطاع، إذ تقدم علامات تجارية مثل أريج ونفرتاري منتجات عطرية تساعد في تخفيف التوتر وتحسين النوم وزيادة الإنتاجية. كما أنها يمكن أن تساعد في الحماية ضد "كوفيد-19"، وفق دراسة بحثت في خصائص الزيوت الأساسية المضادة للفيروسات والالتهابات.
حتى شرب المياه يمكن أن يساعد في تقليل التوتر: في الولايات المتحدة، طرحت شركة بيبسيكو منتجات جديدة لمساعدة المستهلكين على الاسترخاء، مثل مياه دريفتويل بنكهة التوت واللافندر للمساعدة على الاسترخاء قبل النوم. وفي مايو، أطلقت الشركة أيضا العلامة التجارية لمياه "سول بوست" التي تقول إنها تساعد في الاسترخاء وأمور أخرى. أما في مصر، أطلقت شركة داساني زجاجات مياه مضادة للأكسدة تقول إنها تساعد في "حماية خلايا الجسم من أضرار التوتر".
ومن بين المنتجات المصرية الأخرى التي تستهدف تخفيف التوتر:
- شاي أعشاب الاسترخاء من إمتنان.
- زيت تخفيف التوتر من نون الذي يباع على منصة "سورس بيوتي".
- كتب تلوين للتغلب على التوتر، يمكنكم العثور عليها لدى مكتبتي ديوان وألف أو فيرجن ميجا ستورز.
- ألعاب لتخفيف التوتر من مركز القاسم للألعاب.
- مدلك فروة الرأس أو وسادة لتدليك الرقبة على موقع سوق.
وجهة نظرنا: رغم أن السيارات الفاخرة الموسيقية والشموع الرائعة والمياه الغازية قد لا تكون وسائل علمية لتخفيف التوتر على المدى البعيد، إلا أنه ليس سيئا العثور على أشياء صغيرة خلال اليوم يمكن أن ترسم البسمة على وجهك أو تمنحك شعورا بالاسترخاء. لكننا نرى أن وضع كلمات مثل "استرخاء" و"هروب" و" إزالة السموم" لا يعني أنها منتجات جيدة، وانتشار هذا التوجه يجعلنا نغمض أعيننا (بينما نضيء شموعنا العطرية).