آفاق واعدة لسوق علاجات العقم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا

يزيد الطلب على علاجات العقم مثل التلقيح الصناعي (الإخصاب في المختبر) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع ارتفاع معدلات العقم، وفق تقرير لشركة كوليرز.
وتعاني المنطقة من معدلات عقم فوق المتوسط: يبلغ معدل الإصابة بالعقم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو 15%، وهو معدل أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 10%، وفق أبحاث ومقابلات أجرتها الشركة.
وقد لا تعبر هذه التقديرات عن الواقع، إذ أشارت ورقة بحثية سابقة أن معدل العقم في المنطقة قد يصل إلى 22.6%.
وتنخفض معدلات الإنجاب أيضا في المنطقة: على الرغم من زيادة عدد سكان المنطقة بمعدل خمسة أضعاف على مدار الـ 70 عاما الماضية، إلا أن معدلات الإنجاب هوت من متوسط سبعة أطفال لكل امرأة إلى أقل من ثلاثة.
لكن العقم ليس وحده السبب في ذلك، إذ ساهمـت زيادة معدلات محو الأمية واستخدام وسائل منع الحمل وارتفاع عدد النساء العاملات في انخفاض معدلات الإنجاب التي شهدناها خلال العقود الأخيرة.
لماذا تعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من ارتفاع في معدلات العقم؟ على الرغم من ندرة البيانات الصادرة بهذا الشأن بالمنطقة، إلا أن الباحثين الطبيين أشاروا إلى أن الدول منخفضة ومتوسطة الدخل في المنطقة يمكن أن تقلل من مستويات العقم من خلال الوقاية من أمراض مثل الدرن والإصابات التي تحدث أثناء الولادة والعقم الناتج عن خطأ علاجي تسببه علاجات طبية دون قصد.
ارتفاع شعبية التلقيح الصناعي في الشرق الأوسط بعد أن كان من المحظورات: تتغير مواقف مواطني الشرق الأوسط تجاه التلقيح الصناعي في المرحلة الحالية، وتستمر الثقافة الشعبية في تقبله ببطء، خاصة بين الرجال. تشهد المنطقة تطورا في الشركات المحلية التي تقدم حلولا ذات جودة عالية وتحقق نتائج ناجحة، مما يعني أن نقص العلامات التجارية العالمية لا يشكل عقبة أمام نمو القطاع. كما يؤثر سهولة الدخول إلى العديد من دول الشرق الأوسط من بينها الإمارات، والسعودية قريبا، بصورة إيجابية على القطاع.
مصر نقطة محورية إقليمية لعمليات التلقيح… من بين الدول الثلاث التي تناولها تقرير كوليرز، يعتبر سوق التلقيح الصناعي في مصر الأكبر حجما، إذ تبلغ قيمته 490 مليون دولار. ويشير التقرير إلى أن نظام الرعاية الصحية المصري ينمو من حيث "الكم والنوع" لتلبية الطلب، مستفيدا من وجود أطقم طبية ذات جودة عالية وسهولة السفر إلى مصر.
… وأرخص: تتراوح تكلفة التلقيح الصناعي في مصر بين ألفين وخمسة آلاف دولار لكل دورة، مقارنة بسبعة آلاف إلى 10 آلاف دولار في السعودية، و10 آلاف إلى 15 ألف دولار في الإمارات.
لكن الطلب أعلى بكثير: من المتوقع أن يرتفع عدد الدورات في مصر بنسبة 30% تقريبا خلال العقد الحالي، لتصل إلى ما يقرب من 206 آلاف بحلول عام 2030، وهو معدل أعلى بكثير من الإمارات التي ستشهد نموا طفيفا إلى 17.7 ألف، وكذلك السعودية التي ستسجل 82.2 ألف بنهاية العقد الحالي.
المقارنة مع السوق العالمية: تبلغ القيمة الإجمالية لأسواق التلقيح الصناعي في مصر والإمارات والسعودية 1.1 مليار دولار، ما يمنحها حصة تبلغ 7.4% من السوق العالمية.
التلقيح الصناعي مجال واعد لعمليات الدمج والاستحواذ: رغم الاستثمارات المتزايدة، لا تزال سوق التلقيح الصناعي "مجزأة" بشكل نسبي، مع تقديمه عن طريق العيادات ووحدات المستشفيات في الغالب، مما يوفر فرصا لعمليات الدمج والاستحواذ، حسبما يذكر التقرير. وشهدت السوق المصرية للإخصاب في المختبر أول عملية اندماج كبيرة العام الماضي، بعد أن وقعت مجموعة مستشفيات كليوباترا اتفاقية لنقل الأصول والنشاط التشغيلي في ديسمبر، والتي تمنحها حصة تبلغ 60% في مستشفى بداية للخصوبة وأطفال الأنابيب.