هل تساعد جيناتك على تحديد الوجبة الأفضل لك؟
ثورة في التغذية الشخصية قد تغير الصحة العالمية: إذا كنت قد جربت نظاما غذائيا مع أحد الأصدقاء وانتهى الأمر بنتائج مختلفة بالنسبة لكليكما، كأن تكتسب ثلاثة كيلوجرامات بينما يفقدها هو، إذن فأنت تحتاج لخطة غذائية شخصية بناء على احتياجاتك الخاصة.
ما هي التغذية الشخصية؟ تعتمد التغذية الشخصية على توجيه خطط غذائية معينة بناء على نوع الجسم والعمر ودرجة التمثيل الغذائي وعدد من العوامل الأخرى التي تجعل الأفراد يتفاعلون مع الطعام والشراب بشكل مختلف. ولطالما كانت الاستشارات الغذائية الفردية من الخدمات المتاحة محليا وعالميا، ولكن التطورات الجديدة في التكنولوجيا والعلوم يمكن أن تدفع التغذية الشخصية إلى آفاق جديدة. ومن المتوقع أن تصل قيمة قطاع التغذية الشخصية إلى أكثر من 70 مليار دولار على مستوى العالم بحلول عام 2025، وفقا لموقع نيوتريشن أستراليا.
وبالفعل، قطعت التغذية الشخصية شوطا طويلا، فاليوم، تقدم العديد من الشركات الاختبارات الجينية لتقديم النصائح الغذائية الخاصة مثل "الأنظمة الغذائية المعتمدة على الحمض النووي". ويعتمد هذا النوع من التغذية الشخصية على الجينات الغذائية، والتي تدرس العلاقة بين جيناتنا وما نأكله وصحتنا. يعني التركيب الجيني الفردي أن الطريقة التي نستهلك بها العناصر الغذائية وتفاعلات الإنزيمات والتفاعلات الكيميائية الحيوية التي تحدث في أجسامنا، تختلف من شخص لآخر، مع احتياج كل منا إلى تناول طعام مختلف.
أصبحت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على أهبة الاستعداد لذلك القطاع: ترجح العديد من التقارير البحثية والمقالات الأكاديمية (للاطلاع اضغط هنا وهنا وهنا) أن سوق التغذية الشخصية في الشرق الأوسط وأفريقيا تمر بمرحلة من الازدهار، مع ارتفاع شعبيتها لعدد من الأسباب، وفقا لماركت داتا فوركاست.
أولا، تغير نمط الحياة بشكل كبير لدى الأجيال الشابة، التي أصبحت أكثر وعيا بالصحة من أسلافها وتميل نحو العادات الغذائية الغربية. ثانيا، اتخذ متوسط الدخل في الدول النامية مسارا صعوديا بشكل عام، وخلصت العديد من الدراسات إلى وجود ارتباط إيجابي بين الحالة الاجتماعية والاقتصادية وأنماط الحياة الصحية وممارسة التمارين الرياضية. أدى ارتفاع الدخل والإقبال المتزايد على ممارسة الرياضة والزيادة في عدد السكان المسنين في المنطقة إلى زيادة الطلب على مكملات البروتين التي تتحكم في الوزن وتساعد على الأداء الرياضي، خاصة بين رواد صالات الألعاب الرياضية. كما حدثت زيادة في مبيعات المكملات الغذائية والأطعمة الوظيفية في السنوات الأخيرة واستفاد مصنعو المواد الغذائية من هذه التوجهات وابتكروا منتجات مخصصة لأغراض صحية مختلفة.
بعض شركات التغذية الشخصية في مصر:
- مع افتتاح شركة دي إن أيه فيت الإنجليزية فرعها في مصر مؤخرا، يمكنك الخضوع لاختبارات جينية تساعد على اكتشاف الجينات الخاصة بالعضلات والتغذية، ثم الحصول على توصيات بأفضل نظام غذائي مناسب وأفضل خطة للتدريب.
- تستخدم شركة ماي نيوتري جين علم الموروثات الغذائية لتقديم تقييم جينومي للملف الغذائي لكل شخص، بناء على تحليل الحمض النووي وتفسيره. ويتضمن التقييم معلومات حول التمثيل الغذائي الخاص بك، واستجابة الدهون/الكربوهيدرات، وملف الفيتامينات، والأطعمة التي لا يمكنك تحملها، وسلوك تناول الطعام.
- بالنسبة لسكان الإسكندرية، يمكنكم زيارة مختبر أليكس نيوتريجينومكس داخل معامل دار الفحوص، لتقديم توصيات غذائية بناء على اختبار الجينات.
دول العالم تعمل على تطوير المزيد من التكنولوجيا اللازمة لتنفيذ التغذية الشخصية: تهدف شركة أنريتش ثري دي السنغافورية الناشئة إلى تطوير الطباعة ثلاثية الأبعاد للطعام للمساعدة في التغذية الشخصية. وتحاول الشركة استخدام البيانات التي تحصل عليها من الأجهزة الصحية الخاصة بالأفراد لطباعة كميات معينة من المكونات المطلوبة للحصول على "الوجبة المثالية رياضيا". أما شركة فيرديفاي الهولندية فأسست منصة تتيح للشركات تصميم وصفات للمستهلكين باستخدام خوارزمية الذكاء الاصطناعي.
أخلاقيات الصناعة لا تزال مهزوزة: يتخوف كثير من الناس من اقتحام خصوصياتهم، وهو ما قد يمنعهم من استخدام التكنولوجيا التي يمكنها تتبع المعلومات الخاصة بالشخص وتخزينها، مثل موقعه ومعدلات ضربات قلبه وغيرها، وهي ضرورية لضبط الأنظمة الغذائية.
ما الذي يمكن أن تحققه التغذية الشخصية بحلول 2035؟ هذا هو السؤال الذي تطرحه مجلة الإيكونوميست. تصحبنا المجلة في رحلة إلى عالم خيالي مستقبلي، حيث يحظى كل شخص بنظامه الغذائي الخاص. وبموجب هذا السيناريو التخيلي، شهدت الدول الغربية انخفاضا في معدلات السمنة ومرض السكري، مما ألهم خططا لـ "نظام غذائي صحي على نطاق الكوكب"، يهدف إلى خفض استهلاك اللحوم الحمراء والسكر بنسبة 50% لصالح المكسرات والفواكه والبقوليات والخضروات.
لكن لسوء الحظ، لا تزال الدول الناشئة متخلفة عن الركب في هذا السيناريو الخيالي، بينما تتوافد النخب السياسية والاقتصادية ورجال الأعمال من الدول المتقدمة على المنتدى الاقتصادي العالمي في دورته لعام 2035، لمناقشة ما وصل إليه العلماء خلال سنوات من العمل لتقليل تكلفة الأغذية الصحية.