أنظمة غذائية قابلة للاستدامة للحفاظ على الكوكب
أدى طعامنا لتغيير الكوكب. فإنتاج الغذاء ليس فقط السبب الأكبر لفقدان الحياة البرية، ولكنه مساهم رئيسي في تغير المناخ. والنظام الغذائي العالمي الحالي مسؤول عن نحو 70% من استهلاك المياه العذبة في العالم ويساهم بنحو 19-29% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ونظرا لأن بلدان العالم، بما في ذلك مصر، تعمل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة الخاصة بها، فإن العديد منها يدرك الدور الرئيسي للنظم الغذائية. وهي ليست مهمة فقط في ضمان الأمن الغذائي والتغذية المعززة، ولكنها مهمة أيضا في تحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. وكي تصبح النظم الغذائية أكثر استدامة، فإن ديناميكيات السوق التي تعمل بشكل جيد والروابط في سلسلة الإمداد الغذائي ضرورية حتى ينتقل الغذاء بأمان وبتكلفة زهيدة من المزرعة إلى المائدة.
كجزء من رؤية مصر 2030، سعت الحكومة إلى تحقيق نظام بيئي أكثر استدامة لتحقيق الهدف رقم 2.4 من أهداف التنمية المستدامة، وهو ضمان أنظمة إنتاج غذائي مستدامة بحلول عام 2030. ولهذه الغاية، أطلقت الحكومة مشروعا قوميا لاستصلاح 4 ملايين فدان من الأراضي الزراعية في جميع أنحاء البلاد، كجزء من مشروع مشترك متوسط الأجل بقيمة 454 مليون دولار (بي دي إف) مع برنامج الأغذية العالمي، الذي يهدف إلى تعزيز قدرات مصر على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. وسيقدم برنامج الأغذية العالمي المدعوم من الأمم المتحدة تكنولوجيات وأساليب زراعية مطورة، بما في ذلك أصناف المحاصيل التي تتحمل الحرارة وأساليب الري المتطورة بالإضافة إلى الحصاد قليل التكلفة تكنولوجيات ما بعد الحصاد التي ستساهم جميعها في الحد من انبعاثات الغازات الضارة واستهلاك المياه.
وتعد سيكم من الشركات التي تحاول إصلاح الوضع: تطبق شركة سيكم، التي تمتلك العلامة التجارية إيزيس للأغذية العضوية، نهجا للزراعة في الأراضي الصحراوية المستصلحة بالقرب من القاهرة والتي تراعي عدم استخدام الأسمدة الصناعية، والمعروفة باسم "الزراعة الديناميكية الحيوية". وعلى غرار الزراعة العضوية، التي تستخدم طاقة أقل بنسبة 45% وتطلق انبعاثات كربونية أقل بنسبة 40% وتعزز تنوعا بيولوجيا بنسبة 30% مقارنة بالزراعة التقليدية، فإن الزراعة الديناميكية الحيوية تنبعث منها غازات ضارة أقل ومن المرجح أن تؤدي إلى عزل تربة الكربون، وهو ما يحدث عندما يسحب ثاني أكسيد الكربون من الهواء بواسطة التربة. ووجد أن المحاصيل الديناميكية الحيوية أكثر مرونة تجاه تغير المناخ وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة للنمو من نظيراتها غير العضوية.
وهناك مبادرات أخرى تسعى إلى جعل الزراعة المستدامة أكثر انتشارا: تعمل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) مع شركة دانون للأغذية منذ أكتوبر 2019 من أجل المساعدة في "تعزيز الجهود العالمية لتحسين التغذية وسلامة الأغذية، وجعل النظم الغذائية أكثر استدامة"، وبدأت تجربتها في مصر. ويستلزم هذا تعزيز أنظمة الإنتاج المستدامة التي تدمج اعتبارات التنوع البيولوجي في جميع سلاسل القيمة، فضلا عن استعادة البيئات الطبيعية التي تحمي التنوع البيولوجي الموجود في أنظمة الإنتاج وحولها، مع تعزيز تبني عادات الأكل الصحية. وهناك أيضا مبادرة الزراعة المستدامة المتكاملة، وهي مشروع مشترك بين شركة فورسايت المصرية وشركة إكسبت إنتجريتد ساستينيبيلتي الهولندية، بدعم من وزارة البيئة والصندوق السيادي المصري، يهدف لزراعة 100 ألف فدان بشكل مستدام.
ولنظام غذائى أكثر صحة واستدامة، يوجد الآن الكثير من الأماكن التي يمكن أن تشتري منها احتياجاتك، وبينها "الماركت"، وهو متجر بقالة صغير متخصص في بيع المنتجات الغذائية عالية الجودة والعضوية التي تم أنتجت محليا بواسطة صغار المنتجين، ويوفر بعض الأطعمة النباتية والمخمرة مثل المخللات الطبيعية والجبن الخالي من الألبان وكذلك حليب الصويا والقشدة. كما يمكن أن يكون البيض والخضروات الطازجة من "سارة أورجانيك فوود" للأغذية العضوية من أساسيات غذاء أسرتك. ويمكنك أيضا التسوق لشراء البقالة عبر الإنترنت من خلال سوق المزارعين لشركة الزراعة الناشئة، "المزرعة"، والتي تقدم منتجات طازجة عالية الجودة وسلعا مصنوعة يدويا. ولدى "المزرعة" تطبيقا هاتفيا لمستخدمي أندرويد وآيفون كذلك. وتقدم شركة أورجانيك مصر، التي أنشئت بالتعاون مع الجمعية المصرية للديناميكا الحيوية التي أقامتها سيكم وجمعية الفيوم للتنمية العضوية، مجموعة من المنتجات العضوية المزروعة في مصر للأسواق المحلية والدولية. كما تقدم مزارع مقار العائلية منتجات مشابهة.