انتعاش السياحة مهدد ببطء توزيع اللقاحات
ربما يؤدي تباطؤ وتيرة توزيع اللقاحات في مصر إلى استمرار نزيف القطاع السياحي للصيف الثاني على التوالي، مع توقعات باستمرار القيود المفروضة على السفر من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي حتى بداية عام 2022، حسبما قالت مؤسسة كابيتال إيكونوميكس البريطانية للأبحاث الاقتصادية في مذكرة بحثية عن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولا تزال معدلات التطعيم في مصر أدنى من الدول المجاورة في المنطقة، وعلى رأسها الكثير من دول الخليج والمغرب، إلا أنه من المتوقع أن يؤدي إنتاج لقاح سينوفاك محليا إلى تسريع العملية، بالإضافة إلى السماح لمصر بتصدير الجرعات إلى دول القارة السمراء خلال الأشهر المقبلة، وفق التقرير.
من المرجح أن يؤدي "البطء" في طرح اللقاحات في مصر إلى إحجام السياح الأجانب عن زيارة البلاد: أضيفت مصر مؤخرا إلى القائمة الحمراء للمملكة المتحدة، مما يجعل تكلفة السفر إلى مصر باهظة بالنسبة للسياح الوافدين لقضاء العطلات في البحر الأحمر، والذين سيُطلب منهم الخضوع للحجر الصحي على نفقتهم الخاصة لمدة 10 أيام عند العودة. وبالتالي، قد يكون هذا الأمر غير مشجعا للعديد من البريطانيين لزيارة الوجهة الصيفية المفضلة لديهم. وصنفت هيئة الصحة العامة في المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع مصر على أنها وجهة سفر "عالية الخطورة" ونصحت الزائرين بعدم السفر إلى مصر، وهو تطور ألقينا الضوء عليه في نشرتنا أعلاه.
ومع ذلك، تصر الحكومة على أن تعافي السياحة بات وشيكا: فقد استضافت مصر مليوني شخص للبلاد خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2021. أو ما يعادل 40% من أعداد السائحين عن نفس الفترة قبل أن يتسبب الوباء في تدمير القطاع. ولكن المعدلات الحالية أعطت الحكومة دافعا لمراجعة مستهدفاتها من عائدات السياحة لهذا العام وزيادتها إلى ما بين 6-9 مليار دولار.
لوضع الأمور في نصابها: تلقى حوالي 4 ملايين مصري ومقيم في مصر جرعة واحدة على الأقل من لقاح "كوفيد-19"، وهو ما يعادل حوالي 7% من الأشخاص المؤهلين للحصول على التطعيم، بما في ذلك المواطنين والمقيمين الآخرين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فأكثر، وفقا للأرقام التي صدرت عن مسؤول كبير بوزارة الصحة هذا الأسبوع. وقد يكون ذلك تحسن كبير مقارنة بـ2.5 مليون شخص في بداية الشهر الجاري. تهدف الحكومة إلى تطعيم ما لا يقل عن 20% قبل أغسطس، مع التركيز على تغطية 40% من السكان بحلول نهاية العام.
دول أخرى في المنطقة تؤدي بصورة أفضل: انتهت الإمارات من توزيع 14.5 مليون جرعة على الأقل على سكانها البالغ عددهم 9.8 مليون نسمة. وإذا افترضنا أن كل مقيم يحتاج إلى جرعتين، فهذا يعني أن الإماراتيين يحتلون الصدارة بأكثر من 74% من السكان محصنين ضد الفيروس. كما قامت دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى بتلقيح شرائح كبيرة من سكانها، حيث قدمت قطر والبحرين جرعات لأكثر من 50% من السكان، بينما لقحت المملكة العربية السعودية 24% من سكانها. ومن خارج دول مجلس التعاون الخليجي، قامت المغرب بتلقيح أكثر من ربع السكان بالفعل.
ومن أبرز النقاط في تقرير كابيتال إيكونوميكس: من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنحو 2.8% في عام 2021، هبوطا من 4.3% في عام 2020، ولكن من المرجح أن يكون التعافي متفاوتا، مع تقدم دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب وتراجع سلطنة عمان وباقي الدول.
ومن أبرز الأخبار هذا المساء أيضا –
- هيئة قناة السويس تجدد تخفيضات رسوم عبور سفن البضائع: جددت هيئة قناة السويس تخفيضاتها لرسوم عبور سفن الحاويات وناقلات البضائع السائبة القادمة من منطقة الأمريكيتين وجنوب شرق آسيا بنسب تتراوح من 15% إلى 75% حتى نهاية العام الجاري، وفق صحيفة المال. وتأتي الخطوة في إطار الجهود الرامية لزيادة حركة السفن بالقناة.
- تقدمت شركة أوكرانية لم يكشف عنها بعرض فني ومالي لتأهيل وتطوير شركة الحديد والصلب المصرية تحت التصفية بنظام مشاركة الإيرادات، وفق إفصاح للبورصة المصرية (بي دي إف) لم يكشف عن تفاصيل إضافية. وتدرس الشركة القابضة للصناعات المعدنية التابعة لقطاع الأعمال العام والمالكة لشركة الحديد والصلب العرض المقدم.