إدخال بروتين الحشرات لنظامنا الغذائي أحدث توجهات الحفاظ على البيئة
هل تشتهي برجر الحشرات؟ لا؟ قد ترغب في تغيير رأيك، نظرا لأن نظامنا الغذائي يسعى لإنتاج كمية أقل من المخلفات ولكن مع احتوائه على المزيد من البروتين. وهنا تظهر الحشرات كمصدر أكثر استدامة للتغذية وبديل محتمل للحبوب وفول الصويا والأسماك، سواء في أغذية الإنسان أو علف الحيوانات، وفقا لصحيفة فاينانشال تايمز. وأدت المخاوف البيئية المتزايدة وظهور استثمارات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات إلى دفع رواد الأعمال إلى ضخ أموالهم في هذه السوق غير التقليدية لإنتاج علف الحيوانات وأغذية الحيوانات الأليفة والأسمدة بأقل تأثير على البيئة.
القطاع ينمو ببطء، لكن بثبات: بحلول عام 2030، سيجري استخدام 200 ألف طن من الحشرات سنويا في تغذية الأسماك، أو 0.4% من قطاع العلف المائي، مع 150 ألف طن تستخدم في أغذية الحيوانات الأليفة، وهو ما يمثل 0.5% من إجمالي قطاع أغذية الحيوانات الأليفة، بناء على تقديرات شركة رابو بنك للخدمات المالية الهولندية. وتتوقع الشركة أن استخدام حوالي 10 إلى 20 ألف طن فقط من الحشرات لغذاء الإنسان بحلول ذلك الوقت.
ويجذب القطاع استثمارات رأس المال المغامر منذ عام 2018، وتم ضخ 210 مليون دولار من تمويل الأسهم في عام 2020، وجهت معظمها إلى الشركات الناشئة التي توفر الأعلاف للماشية والأسماك والحيوانات الأليفة، وفقا لمجموعة البيانات ديل روم. وقامت شركة إينوفا فيد الفرنسية المنتجة لغذاء الحيوانات والنباتات، والتي تقوم بتربية الذباب الجندي الأسود لاستخدامه في علف الحيوانات والأسمدة، باستثمار 140 مليون دولار العام الماضي وإبرام شراكة استراتيجية مع شركة الأغذية الأمريكية كارجيل. وتقوم الشركة الفرنسية الناشئة واينسكت، التي تحول الحشرات والديدان بشكل رئيسي، إلى بروتينات للحيوانات والأسمدة، بجمع أكثر من 350 مليون دولار العام الماضي من استثمارات الأسهم والديون لتوسيع إنتاج دودة الخنفساء.
لكن بعض الناس مشمئزون من تقديم الصراصير كغذاء حتى لقططهم وكلابهم. ويقول جورجان نيكوليك، المحلل في رابوبانك، "معظم الناس يجدون الحشرات مثيرة للاشمئزاز والبعض لا يريدون حيواناتهم الأليفة أن تأكلها". وقد أدى ذلك ببعض الشركات المصنعة إلى رفض استخدام الحشرات كمكون، على الرغم من أن سوق أغذية الحيوانات الأليفة لا يزال يمثل الحصة الأكبر من الطلب على بروتين الحشرات.
التبني واسع النطاق سيؤدي لتجاوز عامل الاشمئزاز: لا ينظر إلى الحشرات على نطاق واسع على أنها مصدر للغذاء البشري بسبب التصور النفسي والثقافي السلبي في الأسواق التي لم تتغذى على الحشرات تقليديا. لكن الشركات الناشئة في الغرب، من ألمانيا إلى بريطانيا، دخلت السوق وتعد بتقديم وجبات خفيفة لذيذة وعصرية وغير مقززة على الإطلاق من الحشرات المتنوعة الصالحة للاستهلاك البشري.
ويمكن دمج الحشرات بكفاءة أكبر في أطعمتنا: قال مؤسسو شركة شورت هورن، وهي شركة بريطانية تقدم توابل بالحشرات، إنها نمت بالفعل بنسبة 20% منذ إطلاقها هذا العام، وجذبت عددا من العملاء الدائمين. ويمكن استخدام الحشرات بشكل أفضل كمكونات ومواد مضافة، بدلاً من استخدامها كمنتجات غذائية كاملة، ودمجها في المنتجات الغذائية المصنعة مثل المكرونة والعصيدة والفطائر لتعزيز قيمتها الغذائية. ونظرا لسهولة هضمها وجودة تغذيتها، يمكن استخدام بروتين الحشرات في طعام كبار السن، وأولئك الذين يعانون من المنتجات السائدة.
كما يمكن للفوائد البيئية أن تشجع بعض المستهلكين: إذا قدمت الشركات منتجات لذيذة ذات ضرر بيئي أقل، فقد يتغير تصور المستهلك. ويقول كيس آرتس، مؤسس شركة بروتكس الهولندية لتربية الحشرات، "يفكر معظم الشباب في (الاستدامة)، لقد أذهلتني الطريقة التي ينظرون بها إلى كل حل ممكن للمساعدة في تقليل تأثيرهم البيئي السلبي". ويقول بعض الخبراء إن الناس قد يضطرون في النهاية إلى استهلاك الحشرات بسبب المخاطر التي يشكلها تغير المناخ وتآكل التربة والآفات والأمراض على النظام الزراعي العالمي. وقد يضطر المستهلكون في الغرب إلى إضافة الحشرات كمصدر بديل للبروتين في وجباتهم الغذائية، لضمان بقاء تغذيتهم غنية بالأحماض الأمينية الأساسية.
ونحن في إنتربرايز على يقين من أن هناك فائدة للحشرات لكوكبنا، ولنا على حد سواء. لذا، "هاكونا ماتاتا"، سنجربها.