الأسباب العلمية وراء قلقك من العودة للحياة الطبيعية بعد "كوفيد-19"
هناك حرب قائمة داخل أدمغتنا مع تحولنا إلى الوضع "العادي الجديد" بعد الجائحة: مع التوسع في توزيع لقاحات "كوفيد-19" في جميع أنحاء العالم وتخفيف إجراءات الإغلاق، يواجه الناس معضلة داخلية، وهي صعوبة العودة إلى أنشطة ما قبل الجائحة والتراجع عن عوامل الأمان التي رسخها انتشار الفيروس في أذهاننا. وتتراوح هذه القرارات الفردية من تناول الطعام في الداخل إلى الذهاب إلى حفلات، إلى الأنشطة الأخرى التي برمجتنا تجربتنا الوبائية على اعتبارها خطيرة. وبينما نحاول تخفيف القيود مرة أخرى، تجري عملية معقدة داخل أدمغتنا لتقرير ما إذا كنا مرتاحين للمشاركة في الأنشطة التي لم نفكر بممارستها الفترة السابقة.
علميا وببساطة، هناك ثلاثة عوامل رئيسية عندما يقوم الدماغ بتقييم كيفية تصرفنا اجتماعيا. ويتضمن ذلك تجنب المخاطرة وتجنب عدم اليقين ونظام العادات، مع معالجة كل عامل منهم في جزء منفصل من الدماغ، بحسب تصريح بول جليمشر، أستاذ العلوم العصبية والاقتصاد في كلية الطب بجامعة نيويورك، لصحيفة وول ستريت جورنال (شاهد: 05:53 دقيقة).
أين تحدث كل عملية داخل الدماغ؟ تقوم قشرة الفص الجبهي بتقييم المخاطر من خلال حساب نتائج القرار. وفي الوقت نفسه، تقوم اللوزة بتقييم الغموض وتحتاج إلى مزيد من المعلومات حول الموقف لتخفيف القلق أو الخوف. وفي ذلك الجزء من الدماغ تطرح أسئلة حول من جرى تطعيمه وحالة التهوية والعوامل الصحية ومعدلات الإصابة. وكلما وجدت اللوزة الدماغية الموقف أكثر غموضا زاد احتمال تراجعك عن النشاط. أخيرا، تتعامل الطبقة الظهرية مع العادات، وهو أمر يصعب رؤيته لأن عاداتنا قبل وبعد انتشار الفيروس ليست هي نفسها بالتأكيد.
ولا يقيم الناس المواقف كما فعلوا من قبل: عند مواجهة أحد المواقف، تتعاون هذه الأجزاء الثلاثة من الدماغ للتوصل إلى قرار نهائي بشأن المغادرة أو البقاء أو المخاطرة أو الابتعاد. وقد يختلف القرار الذي يتخذه الجميع اعتمادا على الشخصيات والأعمار وتجارب الحياة الشاملة. فمثلا إذا شنت مجموعة من الخلايا العصبية حربا ضد بعضها البعض، فإن الجزء الأكثر نشاطا في الدماغ سيتولى في النهاية السيطرة ويختار تصرفا بناء على مقياس الجهاز العصبي للمخاطر والمكافأة.
وسوف تتباين الطريقة التي يتكيف بها الأشخاص ذوو الشخصية المختلفة: في حين أن المنفتحين قد يرحبون بعودة التفاعل الاجتماعي، وقد يصنفون مكافأة التفاعل الاجتماعي في مرتبة أعلى مقارنة بالمخاطر، فإن الأشخاص الانطوائيين قد يجدون صعوبة في العودة إلى إجراء محادثات قصيرة حول مبرد المياه في المكتب أو التعرض لضغوط للانضمام إلى التجمعات الكبيرة ، كما جاء على موقع فيري ويل مايند.
ويمكن أن تلعب الصدمات الناجمة عن الجائحة أيضا دورا في اتخاذ القرار: يدرس جليمشر حاليا ما إذا كانت صدمات العام الماضي، مثل فقدان أحد أفراد الأسرة بسبب الفيروس، يمكن أن تؤثر أيضا على مقياس الخوف في المواقف المختلفة. وحتى لو كان هذا هو الحال، فإن الدماغ مرن ويتكيف باستمرار عن طريق اختبار مواقف جديدة وإضافتها إلى القائمة العقلية لكل شخص.