هل يمكن لإعادة إحياء حيوان الماموث أن ينقذ الأرض من التغير المناخي؟
يحاول العلماء إعادة إنشاء النظم البيئية للأراضي العشبية الغنية التي تواجدت قبل 15 ألف عام لمكافحة تغير المناخ. ويسعى كل من عالما البيئة في القطب الشمالي، نيكيتا وسيرجي زيموف، لإعادة إنشاء الأراضي العشبية في عصر البليستوسين المعروفة باسم سهوب الماموث، حيث رعت حيوانات البيسون والرنة والمسك، وبالطبع الماموث الصوفي. ويسعى العالمان لإعادة إدخال الأنواع التي كانت تعيش في المنطقة والمحافظة عليها، من خلال مشروعهم المسمى حديقة البليستوسين في سيبيريا، والتي يأملان أن تخفف من تغير المناخ بعدة طرق، وفقًا لتقرير بي بي سي (شاهد 7:27 دقيقة).
لكن أولا، ما هو سهب الماموث؟ منذ ما يقرب من 15 ألف عام، امتدت سهوب الماموث، وهي أكبر منطقة حيوية في العالم قبل أحدث عصر جليدي، من فرنسا شرقا إلى كندا، ومن القطب الشمالي إلى الصين. وكانت تتكون من ملايين الحيوانات العشبية الكبيرة، بما في ذلك الماموث والبيسون ووحيد القرن الصوفي التي تتغذى على الأراضي العشبية الوفيرة. ولعبت هذه الأراضي العشبية دورا حيويا في التحكم في المناخ، ولكنها تدهورت بشكل كبير بمرور الوقت جنبا إلى جنب مع التجمعات البرية لهذه الحيوانات العاشبة.
ويحتوي النظام البيئي الحديث في القطب الشمالي على حيوانات أقل بنحو 100 مرة مما كان عليه في العصر البليستوسيني. فمع نهاية عصر البليستوسين، ارتفعت درجة حرارة المناخ، وهاجر البشر إلى سيبيريا والأمريكتين. وأدى إدخال البشر، بصفتهم حيوانات مفترسة في هذه المناطق، إلى انقراض معظم الحيوانات الكبيرة وزيادة تدهور السهوب.
كيف أثر هذا على تغير المناخ؟ نظرا لوجود عدد أقل من الحيوانات العاشبة الكبيرة التي ترعى وتدوس الأرض، تم استبدال الأراضي العشبية بالغابات المطحونة والأراضي الرطبة، والتي تعد أقل فاعلية في امتصاص الكربون والتكيف مع تغير المناخ.
وتهدف حديقة البليستوسين إلى إعادة عقارب الساعة البيئية إلى الوراء حوالي 15 ألف سنة بأربع طرق رئيسية. فمن خلال إعادة إدخال الحيوانات الضخمة، يأمل نيكيتا في تعزيز الأراضي العشبية. وسيؤدي إدخال الحيوانات إلى كشف طبقة التربة الصقيعية، مما يجعلها تتجمد بشكل أفضل خلال فصل الشتاء، وبالتالي إبطاء عملية ذوبانها، والتي تعد مساهما رئيسيا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وستكون الأراضي العشبية أيضا أفضل من الغابات في الحفاظ على طبقة مفتوحة من الثلج مع التعرض المباشر لأشعة الشمس، وبالتالي عكس المزيد من إشعاع الشمس.
وبالفعل، يخطط العلماء لإعادة حيوان الماموث الصوفي من الانقراض. ففي حين أن الماموث انقرض منذ فترة طويلة، قد تكون تكنولوجيا كريسبر لتصحيح الحمض النووي قادرة على تسهيل "إنهاء الانقراض" أو "هندسة جينوم" الماموث في العصر الحديث. ويعمل مشروع إعادة إحياء الماموث الصوفي في جامعة هارفارد على نسخ الحمض النووي من جينومات الماموث الموجودة إلى خلايا الفيل الحديثة، وبالتالي محاولة إنشاء أنواع جديدة من الأفيال مقاومة للبرد والتي يمكن أن تعيش في بيئة مثل حديقة البليستوسين. وتعتمد العملية على استعادة عدد من الجينات المقاومة للبرد، والتي تمكن العلماء بالفعل من استعادة اثنين منها، ويعملون على عدة عشرات أخرى.
لذا فإن احتمال تجول الماموث في سهول القطب الشمالي وإنقاذنا من تغير المناخ ليس بعيدا كما يبدو.