أتمتة التعليم واستخدام برامج الذكاء الاصطناعي المتقدمة في المدارس الدولية بمصر
أتمتة التعليم واستخدام برامج الذكاء الاصطناعي المتقدمة في المدارس الدولية بمصر: اكتسب استخدام برامج التعلم التكيفي، التي تقدم ملاحظات آلية للمتعلمين وتسهل مهام المتابعة الأساسية بناء على أداء التلاميذ، زخما في المدارس الدولية في مصر، ومن المتوقع أن ينتشر ليستخدم بشكل أو بآخر في جميع المدارس المدارس، حسبما ترى المصادر التي تحدثت لإنتربرايز.
والآن، ظهرت برامج ذكاء اصطناعي أكثر تقدما في مصر: جرى استخدام سينتشري تيك، وهي منصة متقدمة لتعلم الآلة تعمل على بناء مسارات تعلم متخصصة للطلاب، للمرة الأولى في مصر في عام 2019. والآن تستخدم في ثلاث مدارس بالقاهرة، وهي المدرسة الإنجليزية بالقاهرة والمدرسة البريطانية الدولية بالقاهرة ومدرسة كيبلينج، حسبما قال رئيس قسم الشؤون الدولية في منصة سينتشري تيك، تشارلز وود لإنتربرايز. تستخدم "سينتشري تيك" المنهج البريطاني، لكنها أبرمت شراكة مؤخرا مع المدرسة الأمريكية الدولية في مصر لتصميم برامج تتبع المنهج الأمريكي. وتجمع المنصة بين تعلم العلوم والذكاء الاصطناعي وعلم الأعصاب لتطوير مسارات تعلم حسب الاحتياجات الفردية للطلاب، وإمكانية التعديل المستمر بناء على مدخلات التعلم، بحسب ما أضاف وود.
لكن يقول الخبراء إن المسألة تتجاوز التعلم التكيفي لفهم المعلومات التي يقدمها المتعلم، إذ غالبا ما يجري الخلط بين تقنيات التعلم التكيفي وبرمجيات الذكاء الاصطناعي، لكن ذلك اختزالا، بحسب ما يقول وود. تقنيات التعليم التكيفي مثل شبكة نتفليكس حيث تقدم الخوارزميات توصيات بناء على ربط عادات مستخدم بتفاعل مستخدم آخر. ويقول وود إنه حتى لو كانت الخوارزميات نفسها معقدة نسبيا، إذا كانت تعمل فقط بناء على نظام التكويد والتصميم الخاص بها بدلا من الاعتماد على البيانات الآنية التي تجمعها باستمرار، فإنها لا تعد ذكاءا اصطناعيا. ويؤيد مدير المدرسة الأمريكية الدولية بالقاهرة كابونو سيوتي أن برامج التعليم التكيفي محدودة مقارنة بمنصة سينتشري تيك، إذ أنها تستجيب للمتعلم لكن استجابتها محدودة للغاية.
كيف تعمل المنصة إذن؟ تحدد منصة سينتشري تيك الفجوات في معرفة المتعلم من خلال التقييم التشخيصي. ويجري توجيه المتعلمين إلى دروس في اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم في صورة مقاطع فيديو وعروض الشرائح يتبعها أسئلة بعد ذلك. وعندما يكملون هذه المهمة، يجري تحديث المسار الموصى به لهم تلقائيا بناء على ما فهمه البرنامج من المعلومات الجديدة التي حصل عليها. وتعمل بعد ذلك على تقييم مستوى الثقة ونقاط القوة لدى المتعلم ومجالات التحسين والتركيز والتفاعل واسترجاع المعلومات وتذكرها، بحسب وود. وتربط المواد ببعضها مثل الرياضيات والفيزياء للمساعدة في شرح المفاهيم. وتستخدم الذكاء الاصطناعي للبحث عن أنماط البيانات الضخمة وعلاقات الترابط لتحديد اتجاهات التعلم.
ماذا عن الأهداف؟ تقييم دقيق للمتعلم وتوصيات مرنة وسريعة: تقسم جميع دورات منصة سينتشري تيك إلى دورات أكثر تفصيلا بأقصى قدر ممكن، وذلك لتقييم المهارات والمعرفة بدقة، بحسب وود. ويعرف البرنامج متى يحتاج التلميذ إلى المزيد من المعرفة فيما يتعلق بالمواد، أو نوع مختلف من التعليم مثل التعليم المرئي أو السمعي، أو ببساطة إن كان بحاجة إلى المزيد من الممارسة، وفق لما أضافه سيوتي. ويوضح وود أن هناك تلميذا قد يعاني في فهم موضوعات في الفيزياء مثل السرعة المتجهة أو الطاقة الحركية. وبمجرد أن يفهم البرنامج ذلك، يقدم توصيات ذات صلة من مادة الرياضيات للمساعدة على الفهم وحل المشكلة.
ويمكن للمعلمين الوصول إلى كميات أكبر من البيانات الأكثر دقة: تقدم منصة سينتشري تيك ملاحظات أكثر تفصيلا للمعلمين من برامج التعلم التكيفي، وفق تصريحات أندرو ليني رئيس قسم المرحلة الثانوية لدى المدرسة الإنجليزية بالقاهرة، موضحا: "برامج التعلم التكيفي تظهر درجات تقييم الطلاب، لكن منصة سينتشري أكثر ذكاء، إذ تحدد المجالات الرئيسية التي تخلف التلاميذ فيها". وتؤيد تويا أري، رئيس قسم المرحلة الدراسية الرئيسية الثانية في المدرسة الإنجليزية بالقاهرة أنه بإمكان المعلمين معرفة التحديات التي تواجه التلاميذ كل على حدة، والنظر إلى بيانات الصورة الأشمل ومعرفة إذا ما كانت الفصول جميعها تعاني في فهم مفاهيم معينة.
يمكن لبرامج الذكاء الاصطناعي المتطورة أن تنافس المعلمين في مساعدة الطلاب على تذكر المعلومات وفهمها. يمكن للذكاء الاصطناعي المتقدم تسريع بعض جوانب العملية التعليمية – لا سيما عندما يتعلق الأمر بتذكر المعلومات وفهمها – مما قد يؤدي إلى تقليل الوقت اللازم لهذا النوع من التدريس إلى النصف، كما يقول سيوتي. في بعض الأحيان يمكن للبرنامج أن يفعل ذلك بشكل أفضل من مدرس واحد في فصل مليء بالطلاب، لأنه موجه للغاية. "يمكن أن يساعد ذلك في تحرير المعلم من بعض المهام من أجل التركيز على أشياء مثل تطبيق المعرفة والعمل القائم على المشاريع".
يبدو أن "سينشري" هو البرنامج التعليمي المتقدم الوحيد للذكاء الاصطناعي المستخدم في مصر: ويظهر "سينشري تيك" في قوائم متعددة لأفضل شركات تكنولوجيا التعليم العالمية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في التعليم. تعتقد عدة مصادر أنه من بين المنصات المختلفة، هو الوحيد المستخدم في مصر. يقول ليني: "فيما يتعلق بالبرمجيات الذكية ، فإن سينشري تيك هي المنصة الوحيدة التي أعرفها في مصر".
الاعتماد على سينشري قد يكون محدودا، لأنه لا يقدم سوى ثلاثة مجالات تعليمية فقط: يستخدم سينشري تيك حاليا لتلاميذ المدرسة الإنجليزية بالقاهرة في المرحلة الأساسية الثانية والمرحلة الثالثة، كما قال مدير العمليات المساعد في إيسول إديوكيشن حازم جرجس لإنتربرايز. وتقول ليني: "نحن لا نستخدم سينشري لطلاب الشهادة الثانوية العامة لدينا لأنها توفر اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم فقط، بينما تغطي منصة تكنولوجيا التعليم جي سي إس إي بود جميع المواد تقريبا".
ومع ذلك فهو يشهد نموا سريعا في مصر والمنطقة: شهد استخدام سينشري تيك في مصر زيادة بنسبة 50% على أساس سنوي من حيث الدروس التي أُكملت خلال هذا العام الدراسي، كما يقول وود. كما أن له حضور إقليمي كبير، حيث يستخدم في نحو 40-50 مدرسة في الإمارات العربية المتحدة. ويضيف أنه إجمالا، يستخدم في نحو 40 دولة. "في مصر، نستهدف المدارس الدولية بنشاط، لكننا أيضا مهتمون جدا بالعمل مع وزارة التعليم وإتاحة التكنولوجيا الخاصة بنا للقطاع العام". بشكل عام، تريد الشركة التفرع إلى نطاق أوسع من المجالات، كما يقول.
تعد شراكة المدرسة الأمريكية الدولية لإنشاء المحتوى خطوة لتنويع عروضها: لدى المدرسة الأمريكية الدولية فريق من أربعة أشخاص يعملون مع سينشري تيك لتصميم محتوى المناهج الأمريكية في الرياضيات. حتى الآن، انتهى الفريق من رسم الخرائط لتحديد فجوات التعلم لمستوى تعليمي واحد، كما يقول وود. ويقول سيوتي: "بوقتنا الحالي وميزانيتنا، يمكننا على الأرجح تصميم مستوى تعليمي واحد في خمسة أشهر، لكنني أعتقد أن هذا سيتسارع". "في النهاية، أتوقع أن يستغرق الأمر ثلاثة أشهر لكل مستوى تعليمي ولكل مادة". يقول وود إن المدرسة الأمريكية الدولية هي الشريك الوحيد لشركة سينشري التي تعمل على تصميم المناهج الأمريكية. ويضيف قائلا: "مع مزيد من الاستثمار، يمكننا الانتهاء من هذا الأمر والانتقال إلى مجالات أخرى".
بالنسبة إلى المدرسة الأمريكية الدولية، يعد هذا استثمارا مفيدا في أحدث التقنيات: يأمل سيوتي أن تستمر الشراكة في مجالات أخرى. "أعتقد أن كلا الجانبين يستثمران جيدا ويخوضان بعض المخاطر الجريئة هنا"، كما يقول، دون الكشف عن أي أرقام. ويضيف: "الغالبية العظمى من الاستثمار تكون في ساعات العمل والخبرة الشخصية". الأمر يستحق كل هذا العناء، لأن المدرسة الأمريكية الدولية تؤمن بقيمة التكنولوجيا. "نحن على ثقة من أن هذه هي تقنية اليوم وغدا، وأنها ستستمر في التكيف".
أبرز أخبار قطاع التعليم في أسبوع:
- امتحانات الثانوية العامة ستعقد في الفترة بين 10 يوليو إلى 2 أغسطس هذا العام، ورقيا وإلكترونيا، وفق ما أعلنه وزير التعليم طارق شوقي أول أمس.
- يونيون إير جروب تكنولوجي (يو جي تي) تعتزم إنشاء مدرستين فنيتين جديدتين في سوهاج والأقصر، في إطار مبادرة أوسع لدعم منظومة التعليم الفني في الصعيد.
- تبرع عدد من الجامعات المصرية الخاصة بمبلغ قدره 50 مليون جنيه ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي البالغة قيمتها 500 مليون دولار، لإعادة إعمار قطاع غزة.