روتيني الصباحي: نيلز باختلر الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم المالية القابضة
نيلز باختلر الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم المالية القابضة: روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع نيلز باختلر الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم المالية القابضة (لينكد إن).
اسمي نيلز باختلر، وأنا مسؤول في شركة كبرى، لكني أتمتع بروح ريادة الأعمال. أبحث دائما عن الفرص الجديدة وكيف يمكن للشركات التي أعمل بها أن تقوم بالأشياء بشكل مختلف قليلا، وأن تحقق في النهاية الريادة في السوق. أنا شخص هادئ نسبيا وأفضل قضاء وقت فراغي مع عائلتي.
من الناحية المهنية أنا الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم المالية القابضة، وهي شركة قابضة تأسست في يناير الماضي بعد أن قررنا الانفصال عن شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة وأن يكون لدينا كيان متخصص يركز على قطاع الخدمات المالية. وباعتباري أول رئيس تنفيذي للشركة، فأنا مسؤول عن إنشاء مشاريع جديدة وتطوير الأعمال وإدارة فريق العمل والتعامل مع المسائل التنظيمية.
جرت عملية تأسيس الشركة بأكملها أثناء جائحة "كوفيد-19"، وهو الأمر الذي جعلنا نعتمد على تطبيق "زووم" والبريد الإلكتروني في التواصل مع الهيئة العامة للرقابة المالية والفرق القانونية وبنك الاستثمار والمحامين في الخارج. وقد مثل الاعتماد بشكل أساسي على الاجتماعات عبر الإنترنت وليس جها لوجه جزء من التحدي المتمثل في إتمام عملية تأسيس الشركة. وعلى المستوى الشخصي، كان عليك أيضا التعامل مع مرض العديد من الأشخاص القريبين منك، إذ أصيبت عائلتي بأكملها (زوجتي وطفلي) بفيروس "كوفيد-19" في سبتمبر الماضي، لذا عزلت نفسي منزليا لمدة ثلاثة أسابيع ولكن واصلت إدارة كل شيء عن بعد. ويمكنني القول الآن إن جائحة "كوفيد-19" أثبتت أننا كنا نضيع الكثير من الوقت في حضور الاجتماعات. إذا نظرنا إلى الوراء، فسنرى أن الإنتاجية والكفاءة قد ازدادتا بالفعل.
لقد عدنا للعمل من المكتب منذ سبتمبر الماضي مع اتباع جدول عمل مرن، فالجميع يكونون متواجدين بالشركة بصورة يومية تقريبا، لذلك يمكنني القول أننا نعمل بنسبة 98% من المكتب. ما زلنا لا نعقد الاجتماعات بأعداد كبيرة، إلا من خلال تطبيقي "زووم" و"تيمز". ويتكون فريق عمل شركة أوراسكوم المالية القابضة حاليا من حوالي 7 إلى 8 أشخاص، وهو عدد قليل جدا بالنسبة إلى حجم الشركة وميزانيتها العمومية، ولكننا نحاول البقاء على هذا النحو في الوقت الحالي، فالعمل ضمن فريق صغير يمكن أن يكون أمرا فعالا للغاية. ومن المريح فعلا معرفة أنه يمكنك إنجاز الأمور بعيدا عن المكتب وأنا سعيد جدا بذلك. وأعتقد أنه من المرجح أن يستمر نموذج العمل الهجين هذا معنا في المستقبل.
أوراسكوم المالية القابضة هي شركة مدرجة بالبورصة، لكنها تعمل بروح الشركات الناشئة. على الرغم من أن شركتنا ككيان على درجة كبيرة من التنظيم، فإننا نريد أن نعمل بهذا القدر الكبير من الإبداع والحيوية اللذين تتمتع بهما الشركات الناشئة. ولدينا حاليا استثماران رئيسيان في شركات خدمات مالية مدرجة وفي شركة المدفوعات الرقمية التابعة لنا. وأخصص جزءا من يومي لمتابعة ووضع الاستراتيجيات ومساعدة تلك الشركات في الوصول إلى أهدافها، فيما أقوم في الجزء الآخر بالكثير من الأبحاث، إلى جانب السعي لاقتناص فرص جديدة والتوسع في محفظة الأصول لدينا.
تهدف شركتنا إلى أن تصبح اللاعب الأهم في مجال التكنولوجيا المالية بالسوق المصرية، لذلك نؤسس شركات ناشئة جديدة في هذا المجال، كما أعلنا في مارس الماضي إطلاق شركة جديدة للمدفوعات الإلكترونية بالشراكة مع شركة إكسيل، حيث سيكون النهج المتبع أكثر عملية من حيث بناء الشركة وتعيين فريق العمل ووضع الاستراتيجيات والخطط الخاصة بالمنتجات.
كان قرار دخول مجال الخدمات المالية وتحديدا التكنولوجيا المالية سابقا للجائحة التي دفعتنا للتسريع في اتخاذه. وكان الذي شجعنا على ذلك هو رؤية ردة فعل السوق وكيفية استجابة الجهات التنظيمية للتغييرات التي أحدثتها الجائحة. ولكني أعتقد أن الشهية كانت موجودة منذ البداية بسبب التعداد السكاني لمصر والتركيبة السكانية بها. كانت مصر وما زالت سوقا جذابة للغاية، بغض النظر عن الوباء.
يبدأ يومي عادة في السادسة صباحا: أقضي أول 30 دقيقة في تناول القهوة أثناء تصفح رسائل البريد الإلكتروني وقراءة الأخبار من خلال مختلف المواقع ولا سيما إنتربرايز بالطبع. أمارس التمارين الرياضية خمس مرات في الأسبوع من الساعة السابعة وحتى الثامنة صباحا، وأحرص دوما على الوصول إلى المكتب بحلول التاسعة والنصف وألا أتأخر عن ذلك. أخصص عادة أول ساعة ونصف لي في المكتب في إنجاز الأمور بنفسي، مع تلقي المزيد من رسائل البريد الإلكتروني والتخطيط ليومي، إذ أفضل أن أخصص 20 دقيقة على الأقل للتخطيط ليومي من خلال وضع قائمة مهام. وأبدأ اعتبارا من الساعة الحادية عشر في حضور الاجتماعات وإجراء المكالمات والنظر في القضايا التي تتطلب اهتمامي. وعادة ما أغادر المكتب بين السادسة والسابعة مساء، كي يكون لدي وقت كافٍ لقضاء ساعة أو ساعتين مع طفلي الصغيرين قبل الذهاب إلى الفراش. أحب أيضا أن أحضر تمارين السباحة وكرة القدم الخاصة بطفلي مرتين أسبوعيا. وبمجرد أن ينام أطفالي بنهاية اليوم، يكون لدي حوالي ساعة ونصف للاسترخاء أمام التلفزيون أو التحدث مع زوجتي.
أما أيام عطلات نهاية الأسبوع، فهي مخصصة بالكامل للعائلة، ما لم يكن هناك عمل يتعين القيام به. وفي بعض الأحيان أقوم بعقد اجتماعات عبر الإنترنت خلال أيام الجمعة مع شركات أوروبية، ولكن عادة لا يستغرق الأمر أكثر من ساعتين إلى ثلاث ساعات.
كنت أحاول مؤخرا قراءة المزيد من كتب الأعمال. كتاب "Blue Ocean Strategy" هو كتاب جيد تستطيع من خلال الحصول على إرشادات حول كيفية التفكير والتغلب على تحديات الأعمال. هناك أيضا "Billion Dollar Whale"، وهو كتاب ممتع آخر من تأليف برادلي هوب وتوم رايت. أما بالنسبة للمسلسلات التلفزيونية، فأنا أفضل مسلسلات مثل "Game of Thrones"، و"Suits" و"Seinfeld".
أفضل نصيحة تلقيتها، كانت في بداية مسيرتي المهنية، وهي "التحلي بالصبر". أنا بطبيعتي شخص غير صبور بالمرة، وأرى أن عدم استعجال الأمور خاصة في عملي وحياتي الشخصية هو شيء مهم للغاية أحتاج إلى دمجه بشكل أفضل في حياتي.
أتطلع إلى العودة قريبا لقضاء أيامي دون ارتداء الكمامة والسفر مجددا، فأنا نصف ألماني ونصف مصري، وعائلتي تعيش في ألمانيا حاليا، لذا فإن السفر وقضاء الوقت معهم سيكون أمر ذو أولوية لي على الجانب الشخصي.