روتيني الصباحي (للعمل من المنزل): نائلة الشيشيني المؤسسة المشاركة لـ "مركز"
نائلة الشيشيني المؤسسة المشاركة لـ "مركز": روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع نائلة الشيشيني المؤسسة المشاركة لـ "مركز".
اسمي نائلة الشيشيني، وأنا رائدة أعمال اجتماعية وأحد مؤسسي "مركز". أنشأت "مركز" في عام 2005 مع شريكي محمد أمين بدافع من الشغف العميق بالحرف اليدوية المصرية. وكان محمد يعمل بالفعل في مجال التطوير في ذلك الوقت، مع التركيز بشكل خاص على تسويق السلع المصنوعة محليا من سيناء، وكان لدي خلفية في التصميم والمنسوجات. وكان كلانا مهتما بالمستوى المذهل للحرف في جميع أنحاء البلاد، مع اختلاف الأساليب والفروق الدقيقة، والتي كانت معرضة لخطر الاختفاء بسبب نقص الفرص الاقتصادية. وشعرنا أن هناك الكثير من الإمكانات للحفاظ على هذا الجانب المهم من التراث الثقافي من خلال توسيع نطاق عرضها للمستهلكين في القاهرة ومنح الناس الفرصة لمواصلة العمل مع حرفهم التقليدية.
رأينا فرصة للبناء على هذه المنتجات الحالية من خلال تحسين الجودة وجعلها أكثر حداثة في الذوق والوظيفة. وغالبا ما ينظر الناس إلى السلع المصنوعة يدويا على أنها حلي يشترونها بنية دعم قضية ما، وأسسنا "مركز" على أمل تغيير هذه الديناميكية. أردنا إنشاء شركة من شأنها دعم المجتمعات بشكل مستدام في جميع أنحاء البلاد من خلال العملاء الذين سيعودون لشراء منتجاتنا أكثر من مرة كل فترة. وتميل المنظمات العاملة في هذا المجال إلى أن تكون صغيرة وفردية بطبيعتها، وأحيانا بشكل غير رسمي. وسجلنا الشركة كرشة مساهمة في عام 2015 وشرعنا في جعلها مؤسسة فعالة من حيث التكلفة من خلال تحديد الأسعار المناسبة وتقديم دخل ثابت للأفراد. ورأينا أن هذا هو أفضل طريق للمضي قدما لتنمية الشركة.
وبعد 10 سنوات، نحن الآن بصدد تنسيق الإنتاج عبر 14 محافظة في مصر، والتي قد تكون في بعض الأحيان بمثابة كابوس لوجستي. ونظرا لمدى بعد الكثير من هذه المجتمعات، يعد الاتصال والنقل من أكبر التحديات التي نواجهها. ونعمل مع الحرفيين في أماكن مثل دمياط والعريش وسانت كاترين وجبل علبة وأسوان ومرسى مطروح، وهي ميزة يقدمها المركز مقارنة بالمنافسين ولكنها تمثل أيضا مجموعة فريدة من التحديات. وفي حين أننا لا نحب أن نتدخل في عملية التصميم، والطريقة التي يتوصل بها الحرفيون إلى أنماطهم الحرفية أو كيفية إعادة بناء الصور من بيئتهم المحيطة، لكننا نقدم إرشادات حول التصميم العام للمنتج وهو ما نشعر أنه قد يجعلها أكثر جذبا للعملاء في القاهرة. ومع ذلك، فقد اضطررنا خلال العام الماضي إلى اللجوء إلى إجراء معظم أعمالنا من خلال المكالمات الهاتفية. وغالبا ما يكون من الصعب وصف تفاصيل التصميم عبر الهاتف، لذا واجهنا سوء فهم أدى أحيانا إلى إبطاء العملية بشكل أكبر.
معظم إنتاجنا خارج القاهرة، وبمجرد الانتهاء من المنتج، نرسله إلى إحدى المنظمات غير الحكومية الشريكة لنا هنا في العاصمة حيث يضيفون بعض المواصفات الفنية النهائية التي وضعناها لهم. لكن الجزء الأكبر من العمل، الذي يتضمن مهارات متخصصة مثل صناعة السلال والنسيج والتطريز، يتم خارج القاهرة باستخدام أساليب متوارثة منذ أجيال. وهناك الكثير من الصبر في هذه العملية، لأن هذه الحرف غالبا ما تكون متجذرة بعمق في التقاليد وتحدث في مجتمعات صغيرة جدا ومعزولة، لذلك يستغرق الأمر وقتا في التأقلم مع بعض التعديلات الطفيفة أو الطلبات الجديدة.
أستيقظ في 6 صباحا وأتناول القهوة، لكن لا يمكنني القول حقا إن لدي روتينا ثابتا. أحيانا أبدأ يومي بالتمرين، وفي أيام أخرى أحب قراءة الأشياء ذات الصلة بالفنون صباحا. بالنسبة إلى "مركز"، تنقسم مسؤولياتي عادة بين تنسيق الإنتاج في مكتبنا بالمعادي والبحث عن خامات جديدة في الأسواق، ومقابلة الحرفيين المختلفين في المدينة الذين يعملون معنا على مكونات محددة للغاية من منتجاتنا. ويدور "مركز" حول الدمج والجمع بين الحرف اليدوية غير المرتبطة لإخراج منتج نهائي، لذلك هناك الكثير من الوقت الذي نقضيه في البحث عن طرق مختلفة لتحقيق كل ذلك معا. ويتولى مكتبنا في المعادي التنسيق بين مختلف الحرفيين والمنظمات غير الحكومية قبل عرضها في متجرنا، الذي يقع في المعادي أيضا، وموقعنا الإلكتروني. ولدينا أيضا متجر موسمي في الساحل الشمالي من يونيو إلى أغسطس. نرى ارتفاعا كبيرا في المبيعات خلال الصيف وكذلك في الكريسماس.
وكان "كوفيد-19" صعبا علينا لأنه، على عكس السلع الاستهلاكية ذات الإنتاج الضخم، يمكن أن تختلف المنتجات التي نعرضها بشكل كبير في مظهرها. وهذا يعني أنك بحاجة إلى أن تكون في المتجر شخصيا لتكوين فكرة أفضل عن المواد المستخدمة والتفاصيل الصغيرة لمنتجنا. وهذه نتيجة طبيعية للإنتاج اليدوي بالكامل، فالأمر لا يشبه شراء شيء ما من إتش أند إم أو أمازون، فالأمر مرتبط بالعنصر البشري بشكل كبير.
للأسف، لا يوجد إطار تشريعي مناسب للعمل الذي نقوم به. ونحن حاليا مسجلون وملتزمون بالقوانين التي تحكم أي شركة مساهمة مسجلة ولكن عملياتنا أكثر تعقيدا من الشركة العادية. ونتعامل مع حوالي 60 حرفيا في أماكن منتشرة في جميع أنحاء البلاد، وقد لا يكون لدى بعضهم حتى بطاقات شخصية صادرة عن الدولة. لذلك، فالحصول على جميع الأوراق اللازمة أمر مستحيل تقريبا. ونواجه تحديا مساويا عند شراء الخامات. ونظرا لأننا نشتري الأقمشة والخرز بكميات صغيرة جدا، فإننا نجد صعوبة في الحصول على الإيصالات الرسمية من البائعين. ولكن على الأقل هناك تقدم على تلك الجبهة يمكن أن يجعل الأمور أكثر بساطة بالنسبة لنا في المستقبل.
وفي الوقت الحالي، هدفنا هو جذب الناس لشراء بضائعنا، ليس لدعم الحرفيين المحليين، ولكن لأنهم يحبونها أكثر من أي شيء آخر. أعتقد أنها الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها الحصول على شيء مستدام.
قال لي صديق عزيز جدا ذات مرة "املئي أيامك حتى تتمني أن تكون أطول". لقد ساعدتني هذه الكلمات أن أحافظ على إبداعي وأن أعيش حياتي على نحو أكمل وأكثر رضاء.