مصر تستضيف قمة لبحث تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة
مصر تخطط لاستضافة قمة لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار طويل الأمد بين إسرائيل وحركة حماس وللتوصل إلى اتفاق بشأن إعادة إعمار غزة، فضلا عن عودة أسرى إسرائيليين، وفق تقرير عن هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة. وستضم القمة مسؤولين من السلطة الفلسطينية، وحركة حماس، وإسرائيل، الذين أشار التقرير إلى أنهم تلقوا دعوة من مسؤول مصري زار إسرائيل الأسبوع الماضي، لكن لم يصدر بيانا رسميا بهذا الشأن حتى الآن. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب ستشارك في القمة فقط إذا أجريت محادثات السلام وإعمار القطاع بصورة منفصلة، وإذا تحركت هذه المحادثات جنبا إلى جنب مع عودة رفات جنديين إسرائيليين قتلوا في الحرب على غزة عام 2014 وأسيرين إسرائيليين. وأفادت صحيفة الشرق الأوسط السعودية أن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية سيزور القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة لمناقشة تثبيت وقف إطلاق النار وجهود إعادة إعمار غزة.
وجاء الإعلان عن القمة عقب أن اقترحت مصر تشكيل منظمة أو فريق عمل دولي لمشروعات إعمار غزة، تكون هي مسؤولة عنها مع دول عربية أخرى للإشراف على الأموال المحولة إلى القطاع من الجهات المانحة ولتعزيز دور الأمم المتحدة في جهود إعادة الإعمار، وفق ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط عن مسؤول مصري. وعلى خطى مصر التي خصصت 500 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار البنية التحتية في غزة، فضلا عن تخصيص صندوق تحيا مصر حساب في جميع البنوك المصرية لتلقي التبرعات لصالح القطاع، تعهدت قطر بتقديم 500 مليون دولار لجهود إعادة إعمار غزة، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن وزير خارجية البلاد.
ولعبت مصر دورا محوريا في التوسط بين حركة حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة الماضية وأنهى 11 يوما من العنف الإسرائيلي على غزة، وكيف أشادت الإدارة الأمريكية للرئيس جو بايدن بالوساطة المصرية والذي يعمل الآن عن كثب مع القاهرة لتثبيت وقف إطلاق النار والدفع بجهود إعمار غزة، وهو تناولناه بمزيد من التفاصيل في نشرتنا الصباحية اليوم. ونشرت مراسلة صحيفة فايننشال تايمز بالقاهرة، هبة صالح، أيضا تقريرا هذا الصباح ألقى نظرة مختلفة حول كيف كانت مصر، ولا تزال، وسيط سلام حيوي في كفاح الشعب الفلسطيني.
وعلى صعيد أزمة سد النهضة، تستمر مصر في تكثيف مساعيها الدبلوماسية لحشد دعم أفريقي ودولي لموقفها في أزمة السد، إذ التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في جيبوتي مع الرئيس إسماعيل عمر جيلة، حيث يبحث الجانبان ملفات التعاون المشترك خاصة على الصعيد الأمني والعسكري والاقتصادي، ومستجدات أزمة سد النهضة. وكان الرئيس السيسي قد بحث مؤخرا الأزمة خلال اجتماعه مع الرئيس السنغالي ماكي سال في باريس الأسبوع الماضي، ضمن مساعي القاهرة لحشد دعم دولي لموقفها بشأن السد. وقال السودان في وقت مبكر من هذا الأسبوع إن لديه أدلة على أن إثيوبيا شرعت بالفعل في عملية الملء الثاني لخزان السد دون اتفاق مسبق مع دولتي المصب المتضررتين مصر والسودان، ما يزيد من ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم قانوني بشأن قواعد ملء وتشغيل السد. وعلى المنوال نفسه، بدأت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي جولة أفريقية اليوم استهلتها بنيجيريا لحشد دعم لموقف بلادها أيضا بشأن السد.
وطلبت مصر الدعم من واشنطن أثناء محادثات بين السيسي ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القاهرة أمس. وقال بلينكن إن واشنطن "ملتزمة" بالعمل من أجل التوصل إلى حل يحافظ على الأمن المائي والحقوق التنموية لكل من مصر والسودان وإثيوبيا، لكن من السابق لأوانه توقع أن تتوسط الولايات المتحدة في المحادثات الثلاثية. ودعت مصر والسودان من قبل إلى تشكيل رباعية دولية للتوسط في مفاوضات السد المتعثرة، لكن أديس أبابا رفضت وقالت إنها تفضل أن يستمر الاتحاد الأفريقي في رعاية المفاوضات.