مزيد من التقارب الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن
تواصل الولايات المتحدة ومصر التعاون بشكل وثيق من أجل تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وكذلك التعاون في عملية إعادة إعمار غزة، حسبما جاء في بيان رئاسة الجمهورية عقب الاجتماع الذي جرى أمس بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القاهرة. وحضر الاجتماع أيضا وزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل. وشدد السيسي على "أهمية العمل بشكل فوري لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بانخراط أمريكي فاعل لعودة الطرفین مجددا إلى طاولة الحوار"، كما أكد على حرص مصر على التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في هذا الإطار، وموقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني. ونشرت وكالة رويترز تقريرا حول هذا الاجتماع.
ناقش السيسي وبلينكن أيضا ملفي سد النهضة وحقوق الإنسان. وشدد وزير الخارجية الأمريكي على التزام بلاده بالعمل من أجل التوصل إلى حل يحافظ على الأمن المائي والحقوق التنموية لكل من مصر والسودان وإثيوبيا. ومن ناحية أخرى، يواصل المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان المحادثات مع الدول الثلاث من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وفقا لما صرحت به المتحدثة الإقليمية للخارجية الأمريكية جيرالدين جريفيث، في مقابلة مع أحمد موسى ببرنامج "على مسؤوليتي" (شاهد 2:48 دقيقة). وفيما يتعلق بملف حقوق الإنسان، كان بلينكن صرح للصحفيين خلال زيارته لعمان التي توجه إليها بعد مغادرة القاهرة أمس أن هذه المسألة ما زالت على جدول أعمال المناقشات مع مصر.
هل من الممكن أن نحصل على دعم واشنطن في قضية سد النهضة بعد توسط مصر في التوصل إلى الهدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني؟ من المبكر للغاية أن نتوقع تدخل واشنطن في المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة الإثيوبي بهدف حماية مصالح مصر على حساب مصالح إثيوبيا، ولكن من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بالضغط من أجل استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق ملزم، وفق ما صرح به وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي في اتصال هاتفي مع شريف عامر ببرنامج "يحدث في مصر". وقال فهمي إنه يتعين على مصر أن تأخذ زمام المبادرة وأن تستغل موقفها الدبلوماسي القوي في إقناع واشنطن بدعم موقفها التفاوضي (شاهد 2:44 دقيقة).
لا يعني تغير لهجة إدارة بايدن تجاه مصر التوافق التام: أشار فهمي أيضا إلى أن طبيعة السياسة الخارجية أن تتبنى الولايات المتحدة سياسات في قضايا محددة لا تلقى قبولا من الإدارة المصرية، والعكس صحيح، لكن أشار إلى أن الولايات المتحدة دولة كبرى ومصر دولة رئيسية في المنطقة، ولا يمكن لإحداهما تجاهل الأخرى. وقال فهمي أيضا إن العلاقات المصرية الأمريكية ضرورية للطرفين، مضيفا أنه يتعين على مصر أن تواصل دورها المستقل والإيجابي (شاهد 1:50 دقيقة).
وتأتي زيارة بلينكن للقاهرة ضمن جولته الشرق أوسطية التي تشمل أربع دول والتي تهدف لتثبيت وقف إطلاق النار الذي جاء بوساطة مصرية بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. وتعهد الوزير الأمريكي خلال زيارته إلى رام الله يوم الاثنين بتقديم 112.5 مليون دولار من المساعدات للفلسطينيين، كما أعلن أيضا عزم بلاده إعادة فتح قنصليتها في القدس بعد إغلاقها في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وعلى صعيد آخر، تلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا أمس من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وآخر من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، والذين أشادا بجهود مصر للوساطة من أجل وقف إطلاق النار، كما شددا على أهمية تثبيت الهدنة بهدف استئناف المفاوضات السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، بحسب البيانين الصادرين عن الاتحادية.