روتيني الصباحي: منة شمس الدين رئيسة علاقات المستثمرين في إيديتا
منة شمس الدين رئيسة علاقات المستثمرين في إيديتا: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدءون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع منة شمس الدين رئيسة علاقات المستثمرين وتطوير الأعمال في شركة إيديتا للصناعات الغذائية (لينكد إن).
اسمي منة شمس الدين، وأنا رئيسة علاقات المستثمرين وتطوير الأعمال في شركة إيديتا وسكرتيرة شؤون الشركة بمجلس الإدارة. على مدار الـ 17 عاما الماضية، عملت في مجال الأبحاث والبنوك واستراتيجية الشركات في العديد من البنوك الاستثمارية المحلية والعالمية بين مصر ودبي.
وتشمل قيادة قسم علاقات المستثمرين في أي شركة مدرجة بالبورصة المصرية القيام بالكثير من الاتصالات. فهي تتضمن نقل صورة عن حالة واستراتيجية الاستثمار لدينا لتحقيق قيمة طويلة الأجل للمساهمين. جزء من عملي أيضا هو إدارة وسائل الإعلام واتصالات الشركة والشؤون التنظيمية.
عادة ما أستيقظ بحلول الساعة 7 صباحا وأستمتع بالصباح في المنزل قبل التوجه إلى المكتب. أبدأ روتيني الصباحي بفنجان من القهوة و نشرة إنتربرايز للاطلاع على أحدث ما يجري. عادة ما أتعامل ببطء في الصباح، لذا قد أشاهد شيئا ما قبل أن أمضي ما بين 15 و20 دقيقة في ممارسة التأمل، وهو ما يساعدني على الحفاظ على اتساقي وثباتي. والتأمل هو أحد أفضل الأشياء التي تعلمتها في حياتي، فهو يضعني على المسار الصحيح لليوم المقبل وله فوائد كبيرة على المدى الطويل. أحب أن أكتب قائمة بخمسة أشياء رئيسية أرغب في إنجازها خلال اليوم، لذلك عندما أصل إلى المكتب، أبدأ بإنجاز أهم الأشياء. تسمح هذه الطريقة لجدول أعمالي بتوجيه مسار اليوم، بدلا من تعطلني الأمور الجانبية. وفي انتقالي القصير إلى المكتب، عادة ما أجري محادثة سريعة لخمسة دقائق عبر الهاتف، وعادة ما تكون محادثة شخصية مثلا مع صديق من الطفولة، مما يساعد على الحفاظ على العلاقات والبقاء على اتصال، خاصة في حياتنا المزدحمة.
بحلول الوقت الذي أصل فيه إلى المكتب في 9 صباحا، أكون مستيقظة بالفعل لفترة طويلة بما يكفي لأكون في مزاج جيد للعمل. أبدأ يومي في المكتب بقراءة الأخبار اليومية، وأفضل قراءة تحليلات فاروس قبل جلسة التداول، وهي رائعة لأنها تربط الأساسيات المالية بأفكار قابلة للتنفيذ، ثم ألتقي بفرق علاقات المستثمرين. تتركز بعض الأيام على علاقات المستثمرين وأحيانا على شؤون الشركات. وهناك أشياء تنظيمية يجب الاهتمام بها، ولكن نمط حياة علاقات المستثمرين تغير بشكل كبير منذ بداية الجائحة، فكنا نتحرك كثيرا بين الجولات الترويجية والمؤتمرات أكثر مما نفعل الآن. أتذكر أننا اعتدنا على السفر مرة واحدة على الأقل شهريا بين لندن وكيب تاون ونيويورك ودبي للقاء وجها لوجه مع المستثمرين والصناديق العالمية. الآن، تعقد معظم مؤتمراتنا واجتماعاتنا عن بعد.
أنهي يوم العمل في الساعة 6 مساء تقريبا، ولكن في بعض الأحيان أقوم بإجراء اجتماعات متأخرة أو مكالمات المستثمرين في وقت لاحق من المساء، وهذه هي طبيعة علاقات المستثمرين.
في وقت الراحة عن العمل، عادة ما أرغب في تخصيص الوقت لشكل من أشكال التمارين أو اليوجا وأرى الأصدقاء والعائلة بانتظام. وكل أسبوعين أو نحو ذلك أحاول الخروج من المدينة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في وجهة مثل العين السخنة أو للترفيه بشكل ما. سيناء هي واحدة من الأماكن المفضلة لي في مصر، فهي تتمتع بطاقة مذهلة، وأحب واحة سيوة، والطرفة لودج في واحة الداخلة من أروع الأماكن أيضا.
عندما بدأت الجائحة في الانتشار، طورنا بسرعة معايير للاستجابة للديناميكيات الجديدة في بيئتنا المتغيرة. في البداية، اتخذت إيديتا خطوة استباقية متمثلة في إنشاء لجنة لتنفيذ ومراقبة إرشادات الشركة المتعلقة بالسلامة واستمرارية الأعمال. ولدينا سياسات وإجراءات محددة معمول بها وتجري مراجعتها وتحديثها بانتظام وفقا للتطورات على أرض الواقع. بالطبع، إنها مسؤولية ضخمة للإدارة وتزداد صعوبة عندما يكون لديك الآلاف من عمال المصانع.
لدينا الآن نظام تناوب لموظفي مكتبنا، يقسم كل قسم إلى نصفين يعمل كل منهما في يوم مختلف. كنا نطبق النظام في بداية الجائحة وأعدنا تطبيقه مؤخرا حيث بدأت الموجة الثالثة في التصاعد. وعلى عكس بعض الشركات متعددة الجنسيات، التي كانت تختبر نماذج عمل مرنة ولديها البنية التحتية المناسبة للتحول للعمل عبر الإنترنت، لم يكن لدينا ثقافة العمل من المنزل في إيديتا قبل الجائحة. ورغم ذلك، أنا أفضل العمل من المكتب، فهو يحدث فرقا من ناحية التفاعل.
لقد غير "كوفيد-19" بشكل جذري من المشهد الاستثماري، فالتدفقات الأجنبية إلى سوق الأسهم محدودة للغاية الآن ويسيطر المستثمرون الأفراد على السوق. وتغير المشهد بشكل كبير عما كان عليه قبل الجائحة، وكذلك تغيرت استراتيجية علاقات المستثمرين الخاصة بنا. وفيما يتعلق بالتنقل، أصبحت هناك قيودا تتعلق بالتعامل مع المستثمرين، لذلك يجب أن تتغير الاتصالات وفقا للظروف. وعلى صعيد إيجابي، نرى أن المستثمرين الأجانب على وجه الخصوص يبدون اهتماما متزايدا بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في الشركات التي يستثمرون فيها، وتصدر إيديتا تقريرا سنويا عن الاستدامة حول هذه المعايير.
ويعد تنوع الخبرات والتوازن عاملين حاسمين في تجاوز الأزمة. ولا يكفي أن تكون جيدا فيما تفعله، فالأشياء التي تضيف قيمة إلى حياتي شخصيا وساعدتني على التكيف مع التحديات هي تنوع تجاربي. والعمل في مجالات مختلفة بخلاف الاستثمار واهتمامي بالطب البديل والروحانيات، اللذين لدي اهتمام كبير بهما بشكل عام، هي عوامل ساعدتني كثيرا في التمتع بتوجه مرن نسبيا. وأحب أيضا أن أقرأ عن التخصصات المختلفة التي لا علاقة لها بحياتي المهنية، كما أقوم كثيرا بخلوات يوجا والخلوات صامتة وصيام الماء.
اهتممت مؤخرا بمجال التغذية، لذلك أقرأ كتبا من تأليف إيزابيلا وينتز، وهي أخصائية تغذية وصيدلانية في الأصل. كما أرشح قراءة كتاب صغير يسمى "التحرر من المعلوم" لجيدو كريشنامورتي.