مصر ضمن أكثر الاقتصادات عرضة لمخاطر تباطؤ القطاع السياحي
مصر ضمن أربعة اقتصادات ناشئة "هشة" قد تشهد مزيدا من الاضطرابات في القطاع السياحي بسبب الموجة الحالية من جائحة "كوفيد-19"، كما نقلت وكالة رويترز عن محللين. ويهدد الوضع الوبائي تعافي القطاع السياحي في 2021 في كل من تركيا وتونس وسيرلانكا ومصر، التي تعتمد على عائدات السياحة بصورة كبيرة كمصدر للعملة الصعبة. ومع اتساع عجز الحساب الجاري، من المتوقع أن تتلقى البلاد ضربة جديدة من تراجع عائدات السياحة خلال موسم الصيف.
"تعد السياحة مشكلة كبيرة لأي دولة تعاني من عجز في الحساب الجاري"، بحسب تصريحات جيوم تريسكا كبير خبراء استراتيجيات الأسواق الناشئة لدى بنك كريدي أجريكول لرويترز، مضيفا: "عند التفكير في السياحة بالأسواق الناشئة، عليك التركيز على الدول ذات الميزانيات الخارجية الضعيفة التي تعتمد على السياحة، ومنها تونس وتركيا ومصر".
تستهدف مصر 8 ملايين سائح وعائدات تصل إلى 8 مليارات دولار العام الجاري، وفق تصريحات وزير السياحة خالد العناني لصحيفة ذا ناشيونال، وهو هدف أكثر طموحا بقليل من الذي أعلنته نائبة الوزير غادة شلبي الشهر الماضي، والبالغ 6-7 مليارات دولار. وقال العناني لرويترز إن إيرادات السياحة بلغت 500 مليون دولار في أبريل، واستقبلت مصر قرابة 500 ألف سائح خلال الشهر.
بدأت الإيرادات تنتعش بشكل بطيء في نهاية 2020، إذ ارتفعت إلى 987 مليون دولار خلال الربع الأخير من العام، بزيادة قدرها 25% عن الربع السابق.
أمامنا طريق طويل: إيرادات الربع الأخير لا تزال أقل من ثلث حجوزات الفترة نفسها من العام السابق، والتي وصلت إلى 3.1 مليار دولار. وقالت وكالة ستاندرد أند بورز قبل أسبوع إنها لا تتوقع تعافي قطاع السياحة في مصر حتى عام 2023، وهو ما يعني بقاء الحساب الجاري دون مستويات ما قبل الوباء لمدة عامين آخرين. وتأمل الحكومة أن تعود حركة السياحة إلى مستويات عام 2019 البالغة 13 مليون سائح بحلول خريف 2022.
لكن استمرار فرض قيود على السفر بسبب الوباء لا يزال يمثل مشكلة، فقد جرى إغلاق ثلث دول ومناطق العالم أمام السياحة مع فرض قيود على السفر للتصدي للموجة الجديدة والسلالات المتحورة من الفيروس، وفقا لتقرير رويترز.
تأثير الموجة الأخيرة على مصر كان خفيفا: لا يزال السفر ممنوعا بين مصر والكويت، وبينما رفعت المملكة العربية السعودية أمس مصر من قائمة الدول المحظور السفر إليها، وقررت استئناف الرحلات الدولية اليوم. وتنصح المملكة المتحدة مواطنيها بعدم السفر إلى مصر، وتفرض فترة حجر صحي لمدة 10 أيام على العائدين منها.
وهناك مشكلة التأخر في التطعيم عن دول المنطقة: انتهت كل من مصر وتونس حتى الآن من تلقيح أقل من 5% من مواطنيها، وهي نسبة قليلة بالمقارنة مع اليونان وإيطاليا وإسبانيا مثلا، والتي تصل نسبة التطعيم لديها إلى 20-30%. ونقلت رويترز عن سيرجي ديرجاشيف مدير ديون شركات الأسواق الناشئة لدى يونيون إنفستمنت قوله إن بطء التطعيم يمثل "تهديدا خفيا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للعديد من الأسواق الناشئة، فبعد عام 2020 الصعب، سيكون عسيرا أن تخسر موسمين على التوالي".