كيف يفيد التعليم التنفيذي الشركات المحلية في مصر؟
تأثير التعليم التنفيذي على الشركات المحلية في مصر: أحد الاتجاهات التعليمية التي حفز ظهورها انتشار فيروس "كوفيد-19" هو التعليم التنفيذي- وهو مجال تعليمي يركز على تنمية مهارات القيادة والإدارة للمرشحين للقيادة العليا وكبار مديري الأعمال والمديرين التنفيذيين الطموحين. وقد شهدت هذه البرامج والدورات التعليمية التنفيذية إقبالا كبيرا وارتفعت شعبيتها بعدما جلب الوباء معه شكوكا جديدة حول اقتراب نهاية مناصب معينة. يبدو أن الحديث عن التحول الرقمي والأتمتة والارتقاء بالمهارات التي تسارعت نتيجة تأثير "كوفيد-19" على عالم العمل، جعلت المديرين التنفيذيين يتطلعون إلى التكيف مع الأوضاع المتغيرة وهو ما جعل دورات التعليم التنفيذي أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وحظي التعليم التنفيذي في مصر بدعم الشركات والحكومة كذلك. فبالإضافة إلى كونه يلعب دورا في خلق كوادر بديلة وتجهيز المرشحين للقيادة العليا، قال مديرون تنفيذيون لإنتربرايز إن البرامج هنا كان لها تأثير فعلي على كيفية أداء الشركات الرائدة لأعمالها. ويبدو أن الحكومة قد أدركت أيضا أهميتها وتأمل في جذب المواهب من خلالها. ونتناول اليوم ما هو التعليم التنفيذي ومن هم اللاعبون الرئيسيون فيه في مصر، وكيف يمكن أن يساعد في تحويل الشركات المحلية الكبيرة من حيث القدرة الإنتاجية والابتكار الداخلي والاحتفاظ بالموظفين وتخطيط تداول الإدارة.
ما هو التعليم التنفيذي؟ يقصد بالتعليم التنفيذي البرامج الأكاديمية والدراسات العليا التي تمكن المديرين التنفيذيين وقادة الأعمال أو المهنيين من تعزيز قدراتهم في العمل ومجموعة مهاراتهم. وعادة ما تجمع هذه البرامج بين الممارسة العملية والنظرية في القطاعات أو المجالات المهنية المختلفة لمساعدة الأفراد على تحسين قابليتهم للتوظيف، ومساعدة الشركات على الحفاظ على مواردها البشرية وتطويرها. والهدف الرئيسي هنا هو تحويل الصناعات والقطاعات من خلال التعليم القائم على الأبحاث عبر العمل مع الأفراد داخلها.
لماذا يتجه البعض لدراسته؟ بالنسبة للفرد، يعد التعليم التنفيذي استثمارا في تحسين القابلية للتوظيف، كما تقول غادة هويدي، العميد المشارك للتعليم التنفيذي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وبالنسبة للشركات، عادة ما يستهدف التعليم التنفيذي التخطيط للتعاقب الوظيفي، والاحتفاظ بالمواهب، ولكن الأهم من ذلك، الابتكار الداخلي، وفقا لممثلين عن شركتي حديد عز وآمون فارما.
ويقدم التعليم الفني في مصر عدد قليل من المؤسسات التعليمية. وتشمل تلك المؤسسات كلية إدارة الأعمال التابعة لجامعة شيكاغو بوث، التي أقامت فرعا في الجونة بالشراكة مع مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، وتبدأ في تقديم البرنامج في عام 2022. وكانت مؤسسة ساويرس قد منحت الكلية 6 ملايين دولار في عام 2019، وهي جزء من منحة بقيمة 24.1 مليون دولار للجامعة لتحسين التعليم في مصر. وتقدم كلية إسلسكا لإدارة الأعمال في مصر أيضا شهادات إدارة أعمال أوروبية من خلال البرامج المهنية للتعليم التنفيذي (على عكس المتخصصة في القطاعات).
والبرنامج الأبرز هو كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. وتأسس قسم التعليم التنفيذي بالكلية في عام 1977 ويضم أكثر من 25 برنامجا وقام بتخريج 4 آلاف خريج حتى اليوم. كما احتل البرنامج المرتبة 67 في قائمة التسجيل المفتوح للتعليم التنفيذي لفايننشال تايمز في عام 2020، ارتفاعا من المرتبة 74 في عام 2019، وهو البرنامج الوحيد من العالم العربي في القائمة. وتشمل برامج التسجيل المفتوح لديها دبلومات في قطاعات مثل الرعاية الصحية والتطوير العقاري، بالإضافة إلى المسارات المهنية، مثل البنوك والتمويل والتسويق وإدارة الأفراد، بحسب هويدى. ويتراوح مستوى المشاركين المسجلين من المديرين التنفيذيين المبتدئين إلى المستوى الثالث، مع أغلبية من الإدارة المتوسطة والعليا. ويمكن للأفراد التقدم لبرامج الجامعة الأمريكية بالقاهرة بناء على احتياجاتهم ومستوى خبرتهم. ومن ناحية أخرى، يمكن للشركات الدخول في شراكة مع الكلية لإنشاء برنامج مخصص لموظفيها.
وكان الاحتفاظ بالمواهب وتخطيط التعاقب الوظيفي من الأمور الرئيسية التي استفادت منها شركة حديد عز، وهي إحدى الشركات التي دخلت في شراكة مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة لبرامج تعليم تنفيذي مصممة خصيصا لها. ويعود تاريخ الشراكة إلى عام 2003 وشارك فيها أكثر من 500 مشارك حتى الآن، في جهد لتعزيز القدرات التجارية للموظفين. وساعد البرنامج بشكل كبير في تخطيط التعاقب عبر المستويات الإدارية والاحتفاظ بالمواهب، كما يخبرنا كريم حمدي، مدير الموارد البشرية والتنمية المؤسسية في الشركة. واليوم، يبلغ معدل دوران الموظفين 1% بين 10 آلاف موظف. وتعمل حديد عز حاليا أيضا مع الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا حول برنامج التعليم الفني، والذي شهد تسجيل 25 شخصا.
كما شهدت شركة آمون فارما زيادة في الإنتاجية بنسبة 35% بفضل مشروع تخرج. ودخلت شركة آمون فارما في شراكة مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة في برنامج مدته سنتين، تنتهي بمشروع تخرج قدمه المشاركون للشركة. وساعد أحد المشاريع في زيادة كفاءة المعدات، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية بنسبة 35% خلال الجائحة، بحسب المدير المسؤول عن مواهب الموارد البشرية في آمون فارما جورج يوسف. وفي حين أن 60% فقط من موظفي آمون كانوا قادرين على العمل أثناء الجائحة بسبب إجراءات السلامة، خرج أحد المشاركين في برنامج التعليم التنفيذي بفكرة حول كيفية تحسين كفاءة المعدات أثناء فترات الإنتاج. وبفضل ذلك، تمكنت آمون من زيادة إنتاجها الشهري من عبوات الأدوية إلى 20 مليون من 18 مليون من خلال 60% فقط من القوى العاملة البشرية.
وتتجه الحكومة أيضا إلى التعليم التنفيذي في الجيل التالي من موظفيها. ودخلت كلية التعليم التنفيذي للأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في شراكة مع الوزارات في مشاريع لتنمية مهارات رأس المال البشري وتنميته. وتقول هويدي "دخلنا في شراكة مع وزارة التخطيط وكلية كينجز كوليدج في بريطانيا لتقديم برنامج تدريبي لموظفي الحكومة الذين سينتقلون إلى العاصمة الإدارية الجديدة". وشارك في برنامج "الريادة في التميز الحكومي" 120 موظفا. كما ركز مشروع آخر مع الوزارة على إتقان مهارات الأعمال لرواد الأعمال بمشاركة 100 منهم.
أبرز أخبار قطاع التعليم في أسبوع:
- امتحانات: إجراء جميع امتحانات المواد التي لا تدخل في المجموع لسنوات النقل من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثاني الثانوي في المنزل.
- تصنيف الجامعات: حلت 31 جامعة مصرية ضمن تصنيف مؤسسة تايمز للتعليم العالي لعام 2021، وجاءت جامعة القاهرة من بين أفضل 100 جامعة في العالم لأول مرة.
- استثمارات التعليم الطبي: أطلقت شركتا مصر كابيتال وإيليفيت للاستثمار المباشر منصة نايل مصر للرعاية الصحية بقيمة 380 مليون دولار، والتي تستهدف الاستثمار في عدة قطاعات بينها التعليم الطبي.