كيف يساعد الذكاء الاصطناعي على تخطي حاجز اللغة؟
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي على تسهيل الوصول للمعلومات؟ يتحدث البشر أكثر من 7 آلاف لغة. ومن بين تلك، يوجد أكثر من 4 آلاف لغة مكتوبة والبقية لغات متكلمة فقط، أو كما يطلق عليها "لغات منخفضة الموارد"، ولكن حتى اللغات المكتوبة لا تصلح دائما للترجمة التلقائية، ففي الواقع هناك ما يزيد قليلا عن 100 لغة يمكن لمحركات الترجمة التلقائية، مثل ترجمة جوجل، العمل بها. وهذا يترك فجوة هائلة في التواصل عبر اللغات، والتي تتطلع وكالة نشاط مشاريع أبحاث المخابرات المتقدمة، وهي ذراع أبحاث الاستخبارات الأمريكية، إلى سدها من خلال تمويل فرق بحثية مختلفة لتطوير نظام يمكنه العثور على المعلومات وترجمتها وتلخيصها من أي لغة منخفضة الموارد، بحسب بي بي سي.
ما هي اللغة منخفضة الموارد؟ يجري ترجمة اللغات الشائعة مثل الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والألمانية بكثرة من قبل المؤسسات متعددة اللغات مثل البرلمان الأوروبي، الذي أصدر في السنوات العشر الماضية 1.37 مليار كلمة بـ 23 لغة، جرى نشر الكثير منها على الإنترنت، مما يسهل الوصول إليه من قبل محركات ترجمة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي. وتتعلم الخوارزميات التي تشغل أنظمة الترجمة من مجموعات البيانات الضخمة التي قام البشر بترجمتها. وتظهر محدودية تلك الأنظمة عندما تطلب ترجمة اللغات التي يجري التحدث بها على نطاق واسع ولكن لا تنشر بنفس القدر بترجمات عالية الجودة.
كيف يعمل النموذج الجديد؟ يستخدم النموذج المستحدث تقنية الشبكة العصبية التي تحاكي الفكر البشري، وتسمح لنظم الذكاء الاصطناعي بفهم معنى الكلمات والجمل بدلا من حفظها فقط. ويبدو المفهوم بسيطا، لكن التحدي يكمن في تقليل كمية البيانات التي تحتاجها الشبكة لتكون قادرة على تحقيق النتائج المرجوة.
تستخدم الآلات بيانات أكثر بكثير لتعلم اللغات مما يفعل البشر. وتقول ريجينا بارزيلاي، الباحثة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، "عندما تدرس لغة، لن ترى أبدا كمية البيانات التي تستخدمها أنظمة الترجمة الآلية اليوم لتعلم الترجمة من الإنجليزية إلى الفرنسية" مضيفة "ترى جزءا صغيرا يجعلك قادرا على التعميم وفهم الفرنسية. وبنفس الطريقة، تريد أن نرى الجيل التالي من أنظمة الترجمة الآلية التي يمكنها القيام بعمل رائع حتى دون وجود هذا النوع من السلوك المتعطش للبيانات".
ويمكن تدريب الشبكات العصبية مسبقا لفهم السمات العامة وتركيبات الجمل، مما يسمح للباحثين بجمع بيانات أحادية اللغة من اللغات منخفضة الموارد عبر الإنترنت. وبمجرد التدريب المسبق على العديد من اللغات، يمكن للنماذج العصبية تعلم الترجمة بين اللغات باستخدام القليل جدا من مواد التدريب ثنائية اللغة.
وللمزيد من القراءة، هل سبق لك أن اطلعت على أشعار الروبوت؟ اقرأ مقال "ماذا يحدث عندما تتعلم الآلات كتابة الشعر" لمدير معهد نيوكوم للعلوم الحاسوبية دان روكمور، في مجلة نيويوركر.