ما زال الحديث متواصلا حول سد النهضة الإثيوبي
تسعى إثيوبيا في الوقت الراهن للتوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان حول الملء الثاني لخزان سد النهضة قبل بداية موسم الأمطار المقبل في يوليو، بحسب تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي دينا مفتي نقلتها سكاي نيوز عربية. وأصرت أديس أبابا في وقت سابق على عزمها البدء بشكل أحادي الجانب في الملء الثاني لخزان السد سواء كان ذلك باتفاق أو بدونه على الرغم من اعتراض كل من القاهرة والخرطوم.
ما زالت إثيوبيا ترغب في "حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية"، كما أنها ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق من خلال المفاوضات التي تأتي بوساطة الاتحاد الأفريقي، وفقا لما قاله مفتي في بيان له، مضيفا أن "السودان ومصر يقوما بتدويل الأمر على نحو غير ضروري" من خلال المطالبة بوجود وساطة رباعية دولية. ووصلت المحادثات التي عقدت مؤخرا في عاصمة الكونغو الديموقراطية كينشاسا بين مصر وإثيوبيا والسودان على مدى أربعة أيام إلى طريق مسدود بعد أن فشلت الدول الثلاث في الاتفاق على آلية لمواصلة المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي.
قام أيضا المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان بزيارة السودان يوم الجمعة الماضي لبحث تطورات أزمة سد النهضة، وذلك ضمن جولته التي تستمر لعشرة أيام بالمنطقة والتي تهدف لإنهاء الجمود في مفاوضات السد، بحسب وكالة السودان للأنباء. واختتم فيلتمان أمس زيارته للسودان التي استمرت ليومين، على أن يقوم بعدها بزيارة أديس أبابا خلال هذا الأسبوع، بعد أن عقد مباحثات في مصر الأربعاء الماضي وفي إريتريا الخميس الماضي، بحسب وكالة أسوشيتد برس ورويترز.
من ناحية أخرى، تباينت آراء مقدمي برامج التوك شو تجاه ما يمثله فيلتمان: وقال عمرو أديب، مقدم برنامج "الحكاية"، إن تعيين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لفيلتمان كمبعوث لمنطقة القرن الأفريقي والجولة التي يقوم بها للمنطقة تعد مؤشرا على أننا سنشهد توقيع اتفاق حول سد النهضة بوساطة أمريكية (شاهد 4:21 دقيقة). إلا أن أحمد موسى، في برنامجه "على مسؤوليتي"، كان له رأي مغاير، إذ أشار إلى أن الإدارة الأمريكية ترغب في أن تمضي إثيوبيا قدما في الملء الثاني للسد من أجل تضييق الخناق على مصر. وأشار أيضا إلى تلميح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإمكانية توجيه مصر لضربة عسكرية للسد، وقال إن الدعم الأمريكي لموقف مصر من سد النهضة كان خلال فترة تولي الإدارة الأمريكية السابقة وليس الحالية (شاهد 3:04 دقيقة).
وأعربت الكونغو التي ترأس حاليا الاتحاد الأفريقي عن حرصها على حل أزمة سد النهضة، بحسب تصريحات الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدى عقب لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك خلال زيارته للقاهرة أمس ضمن جولة في المنطقة بهدف استئناف المفاوضات، بحسب البيان الصادر عن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية. وشدد الرئيس الكونغولي على أن بلاده ستركز جهودها في المفاوضات التي تأتي برعاية الاتحاد الأفريقي بهدف تيسير الوصول إلى اتفاق "عادل ومتوازن". وقد سلطت لميس الحديدي في برنامجها "كلمة أخيرة" الضوء على اللقاء (شاهد 2:24 دقيقة).
ولم يتغير الموقف المصري، إذ شدد الرئيس السيسي مجددا على أن مصر لن تقبل بالمساس بأمنها المائي وأن سد النهضة مسألة حياة أو موت بالنسبة للمصريين وأن مصر لا تزال ملتزمة ملتزمة بالحل السياسي.
أجرى الرئيس الكونغولي أيضا مباحثات في السودان أمس مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان ورئيس وزراء البلاد عبد الله حمدوك، في الخرطوم حيث عبر الجانب السوداني عن قلقه بشأن احتمالية تأثر قدرة السودان على توليد الكهرباء بسبب السد، وفقا لوكالة الأنباء السودانية. ونقلت سكاي نيوز عربية عن وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي قولها إن السودان يرفض أي تحركات "أحادية الجانب" فيما يخص ملء سد النهضة.