أين تذهب خلال الشهر الفضيل؟
تتزين مصر وتتلألأ شوارعها خلال شهر رمضان بالأضواء والفوانيس، لتشكل منظرا فريدا يجذب الزائرين. ولا تخلو البلاد من الآثار الإسلامية والأماكن المشهورة بالأحداث الضخمة، والتي نرشحها لكم للزيارة إذا كنتم تحبون حقا الانغماس في ثقافة الشهر الفضيل وتاريخه. وإليكم بعض الأماكن التي يمكن زيارتها قبل حلول العيد:
باب زويلة ومسجد السلطان المؤيد: باب زويلة هو بوابة ضخمة تعلوها من الجانبين مآذن مسجد السلطان المؤيد. بنيت في القرن الحادي عشر، وتعتبر جزءا من الدفاعات الفاطمية الأصلية، وكانت واحدة من ثلاث بوابات رئيسية لمدينة القاهرة (إلى جانب باب الفتوح وباب النصر)، وتعد أحد المزارات المهمة في القاهرة الإسلامية. أما المسجد فمفتوح للزوار، ويقدم إطلالة رائعة على القاهرة القديمة من فوق قمة درجات شديدة الانحدار تؤدي إلى المئذنة. بناه السلطان المملوكي المؤيد سيف الدين شيخ المحمودي، وتقول الأسطورة إنه كان سجنا في السابق، وإن السلطان مؤيد سُجن فيه قبل أن يتولى الحكم، لكنه أخذ على نفسه عهدا لو وصل إلى السلطة يوما أن يحوله إلى مسجد ومدرسة، وهو ما كان.
شارع المعز: لا تخلو أي قائمة للخروج في رمضان من شارع المعز لدين الله الفاطمي، والذي كان في السابق أهم شوارع القاهرة بعد بنائه في القرن الحادي عشر، ويضم العديد من الأضرحة والقصور على امتداده. ويضم الشارع آلاف الحرفيين الذين يعملون على تزويد خان الخليلي بالمقتنيات والهدايا المصنوعة يدويا. ستغمرك المشاعر الرمضانية وتفيض بعد قضاء بعض الوقت في التمشية بطول الشارع، وربما شراء بعض الهدايا، ثم تناول السحور في أحد المقاهي العديدة بالمنطقة. وبما أنك في شارع المعز، يمكنك الذهاب إلى مهرجان ليالي رمضان الثقافي والفني الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة سنويا، والذي يتضمن العديد من الأنشطة والأمسيات الثقافية والعروض الفنية بمشاركة مجموعة من الفرق الفنية والاستعراضية، إلى جانب عدة ورش لمختلف الاهتمامات.
متحف الفن الإسلامي: تأسس عام 1881، ويحتوي على آثار من القرن السابع إلى الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر. يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تعكس عظمة الحضارة الإسلامية في مصر والعالم العربي وغير العربي، وتوضح لك كيف ازدهرت وتغيرت عبر التاريخ. تجدر الإشارة إلى مجموعة الفخار الفارسي والتركي التي اشتراها المتحف عام 1945، وكذلك القسم الكامل المخصص لنُسخ مختلفة من المصحف.
بيت السحيمي وبيت الرزاز: ننصحك بزيارة بيت السحيمي في حارة الدرب الأصفر، والتي كانت يوما من أكثر شوارع القاهرة ثراء. بُني بيت السحيمي في القرن السابع عشر، وكان قديما أحد أفخم منازل القاهرة. جرى ترميمه المنزل في العقد الماضي، وهو الآن مثال على رقي العمارة غير الأثرية في القاهرة خلال العصور الوسطى. أما بيت الرزاز فهو مجمع سكني تاريخي يقع في منطقة الدرب الأحمر، أسسه الأمير أحمد كتخدا الرزاز، الذين كان وريث تاجر أرز عثماني ثري في القرن الثامن عشر، عن طريق ضم قصرين متجاورين إلى بعضهما. ويُعتقد أن النصف الشرقي من المنزل كان ملك السلطان المملوكي قايتباي، الذي أشرف على تحول المشهد الحضري للقاهرة في أواخر القرن الخامس عشر.
متحف الخزف الإسلامي: يعتبر أحد المزارات التي لا تحصل على حقها في القاهرة، ويقع في قصر الأمير إبراهيم بالزمالك. يتميز القصر نفسه بالعمارة والزخارف الإسلامية الرائعة، في حين يقدم المتحف مجموعة من الخزف الذي ينتمي إلى عصور إسلامية مختلفة.
وكالة الغوري: يقع مجمع الغورية في جنوب شارع الأزهر، وقد بني كمساحة متعددة الاستخدامات في القرن السادس عشر. جرى ترميمه منذ ذلك الحين كي يصبح مكانا للعروض الفنية ومسكنا للفنانين. يمكنك مشاهدة عروض التنورة في وكالة الغوري كل سبت واثنين وأربعاء، وبعدها انطلق لتناول السحور.