كيف تحتفل الثقافات الأخرى برمضان
رمضان هو شهر التقارب ولم الشمل حول العالم، لكن لكل مجتمع تقاليده الاحتفالية التي تميزه عن غيره لإحياء الشهر المبارك: هناك تقاليد وعادات أخرى لرمضان غير المسحراتية والفوانيس التي نعهدها في مصر. إليكم بعض الطرق التي يحتفل بها الناس بشهر رمضان في مناطق مختلفة حول العالم.
قبل بدء شهر الصوم، يشارك المسلمون في جزيرة جاوة بإندونيسيا في طقس يسمى "بادوسان" الذي يعني الاستحمام، حيث يغمر المسلمون أجسادهم بالماء من الرأس وحتى أخمص القدمين في مصادر مياه طبيعية مثل الآبار المقدسة والينابيع أو الأنهار. ويرمز التقليد إلى التطهر الروحاني والبدني استعدادا للصيام والصلاة خلال شهر رمضان. ويسير المسلمون الذين يريدون ممارسة هذا التقليد في مجموعات إلى الوجهات التي يختارونها، حيث يحملون سلات الطعام على رؤوسهم، و يتجمعون لأداء صلاة الجماعة، وممارسة طقس الاستحمام المقدس ومشاركة وجبة جرت العادة أن يتناولونها على أوراق لسان الحمل. تتمتع الينابيع الدافئة بأهمية روحانية وثقافية في أندونسيا، خاصة في جزيرة جاوة.
قبل أسبوعين تقريبا من شهر رمضان يسير الأطفال في الإمارات في جولات تسمى "حق الليلة"، تشبه "حالو يا حالو" في مصر، أو ما يقوم به الأطفال في الغرب في الهالويين (عيد الهلع). وتهدف "حق الليلة" إلى توعية الجمهور بالشهر الفضيل وتعزيز قيم المشاركة والعطاء. وخلال ليلة النصف من شعبان، قبل أسبوعين بالتحديد من بداية رمضان، يرتدي الأطفال أزياءهم التقليدية ويتجولون في شوارع أحيائهم وهم يهتفون من باب إلى باب ويجمعون الحلوى والمكسرات في أكياس خاصة جيرانهم. وإلى جانب الإمارات، يشارك العديد من الأطفال في دول الخليج العربي في تلك العادة، التي تعرف باسم قرقيعان في الكويت وقرنقعوه في قطر، ويحتفل بها في منتصف الشهر الكريم وليس قبل بدايته.
بعد الإفطار كل يوم في رمضان، يتجمع الرجال العراقيون في المقاهي للعب بعض الألعاب الشعبية. إحدى هذه الألعاب تسمى "الصينية"، وتسمى لعبة خداع أخرى تسمى "محيبس"، أي الخاتم. وفي لعبة "الصينية"، يتم إخفاء نرد اللعب تحت 11 كوبا على صينية، ويجب على اللاعبين محاولة العثور عليها في أقل عدد من التخمينات. وفي "محيبس"، يحاول فريقان يتراوح حجمهما من بضع عشرات إلى عدة مئات من اللاعبين إخفاء خاتم بينهم، بينما يتعين على أعضاء الفريق الآخر تخمين من يخبئ الخاتم. وقبل عدة عقود، كانت الحكومة العراقية تنظم بطولات "محيبس" تضم مئات المشاركين وتجمع السكان من جميع أنحاء البلاد، لكن الألعاب التي ترعاها الدولة توقفت في وقت لاحق أثناء الحرب عام 2003. ومع ذلك، لا يزال العديد من الأفراد يحافظون على هذا التقليد للتجمع الرمضاني المستمر حتى يومنا هذا.
بعد الإفطار في جزر المالديف الصغيرة، يتم اختيار ضيف شاعر لقراءة رايفارو، وهو شعر تقليدي مالديفي في رمضان يتألف من 3 أبيات أو أكثر، لتسلية الضيوف مع كلمات ذات مغزى روحي. ولا يقتصر رايفارو على رمضان فقط، إذ يستخدم كأداة تعليمية، أو كوسيلة لتداول النميمة، أو من أجل الترفيه في جزر المالديف. وشهد التاريخ الثقافي الغني للبلاد، الراسخ في العقيدة الإسلامية، تهيئة للشهر التقليدي ليتناسب مع رمضان. وتشمل وجبة الإفطار التقليدية في الأرخبيل الصغير كعكة وكرات السمك، وتشمل احتفالات ما بعد الإفطار الرقص الشعبي وغناء القصص والطائرات الورقية.