ثاني رمضان في ظل الجائحة
هذا هو ثاني رمضان نقضيه مع جائحة "كوفيد-19"، لكن القيود الأقل تشددا في معظم الشهر جعلت الكثيرون قادرون على المشاركة في التجمعات والأنشطة التقليدية المرتبطة بشهر رمضان. رغم شراسة الفيروس وانتشاره، امتلأت الشوارع وعاد الناس للتسوق وشراء المكسرات والحلويات وفوانيس رمضان كأي عام آخر قبل الجائحة (شاهد 5:59 دقيقة)، أو حسبما قالت مواطنة في تقرير لرويترز "هناك فرق شاسع بين هذا العام والعام الماضي، هذا العام أشعر بشهر رمضان.
عودة التراويح والعمرة: في العام الماضي، جاء رمضان خلال الموجة الأولى للجائحة. المساجد في معظم الدول كانت مغلقة، ولم يتمكن المسلمون العام الماضي من أداء العبادات الجماعية وإقامة موائد الرحمن التي يتميز بها الشهر الكريم. ولكن هذا العام، سمح بإعادة فتح المساجد، مع المحافظة على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، وقصر صلاة التراويح على 30 دقيقة فقط. ويتوق الكثيرون إلى عودة الطقوس الرمضانية إلى طبيعتها بعد أن فوجئوا بأن الجائحة تمتد للعام الثاني وربما لأعوام أخرى مقبلة. ويقول مجدي حافظ (68 عاما) في تقرير نشرته أسوشيتد برس "إنه شعور مختلف تماما، الروحانيات في رمضان لا مثيل لها. وفي السعودية، عاد المعتمرون من جديد في رمضان، بشرط أن يكونوا مطعمين أو متعافين مؤخرا من "كوفيد-19".
تناول الطعام في المطاعم صار مسموح به (جزئيا): كانت المطاعم مفتوحة فقط لتوصيل الطعام و"التيك أواي" في رمضان الماضي، ولكن عادت لاستقبال الزبائن هذا العام حتى ساعات متأخرة من الليل خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من رمضان، قبل تطبيق الإجراءات الاحترازية الأخيرة التي تلزم المطاعم والمقاهي والمولات والمحال التجارية بإغلاق أبوابها في التاسعة مساء.
ولا تزال موائد الرحمن غائبة هذا العام، مع استمرار غلق دور المناسبات وحظر سرادقات العزاء.
دول أخرى ذات أغلبية مسلمة خففت من إجراءاتها للحد من "كوفيد-19": في السعودية، اقتصرت تجمعات الإفطار على 20 شخصا هذا العام، فيما في إندونيسيا، يُسمح للناس بالتجمع في المطاعم والمولات التجارية والمقاهي بسعة 50%. وفي الضفة الغربية بالأراضي الفلسطينية، سُمح لعشرة آلاف فلسطيني ممن حصلوا على اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19" بالصلاة في المسجد الأقصى في بداية شهر رمضان.
مع ذلك، هناك دول أخرى شددت الإجراءات خوفا من اشتداد الموجة الثالثة من تفشي الجائحة: فرض العراق حظر تجوال شامل اعتبارا من 12 مايو الجاري ولمدة 10 أيام. وفرضت غزة حظر ليلي للحد من التجمعات. أما في الهند، الواقعة في قبضة الموجة الثالثة الشرسة من الجائحة، فقد طالبت السلطات المواطنين بتجنب التجمعات خلال شهر رمضان إذ تواجه البلاد ارتفاعا قياسيا في عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بـ"كوفيد-19.
ووقعت بعض التقاليد الرمضانية ضحية للجائحة، حيث حظرت الحكومة السعودية موائد الإفطار والسحور التي كانت تقام في الشوارع وساحات المساجد خلال شهر رمضان، كما علقت إقامة مآدب الإفطار والسحور خلال الشهر الفضيل داخل المساجد. لكن تعليق موائد الرحمن لم يمنع حس العطاء لدى الكثيرين حيث استمر العديد من الأفراد الخيرون في توزيع حقائب رمضان المليئة بالأرز والزيت والسكر وغيرها من الأطعمة للأسر الأكثر احتياجا.