ما الذي تقدمه جوميا في مصر؟
ما الذي تقدمه جوميا في مصر؟ حققت شركة جوميا للتجارة الإلكترونية أداء جيدا خلال عام 2020 في أفريقيا بشكل عام. وتراجعت خسائر الشركة خلال الربع الثالث من العام الماضي بنسبة 49% على أساس سنوي، وارتفع سعر سهمها بما يزيد عن 500% منذ بداية العام. وفي مصر، تعمل الشركة على التوسع في خدمات توصيل الطعام عن طريق تطبيقها "جوميا فود"، كما أعلنت مؤخرا أنها بصدد توفير خدماتها اللوجستية المتكاملة لشركات خارجية.
التقينا عبر الإنترنت مع المدير العام لخدمات جوميا مصر توماس موديت (لينكد إن)، لمناقشة كيف تستغل الشركة بنيتها التحتية سواء المادية أو التكنولوجية للتوسع في مصر، وكيف تنوي إطلاق خدمة الشركات الخارجية، وما الذي يحفز نمو التجارة الإلكترونية.
تحدث موديت أيضا عن أولويات جوميا في مصر حاليا، والتي تتضمن مضاعفة نمو "جوميا فود" خلال العام الجاري، وزيادة الخدمات توصيل "الميل الأخير" بنسبة 40%، وزيادة مخازنها في الدلتا والصعيد. تفكر جوميا أيضا في إطلاق خدمة توصيل المنتجات الصيدلانية، كخطوة ثالثة بعد توسيع جوميا فود وإضافة خدمة التوصيل من السوبر ماركت. وفي ما يلي مقتطفات محررة من الحوار:
البنية التحتية لجوميا في مصر: تمتلك الشركة نحو 70 مركزا لتوزيع الميل الأخير في مصر، و140 مخزنا لاستلام البضائع، و15 محطة للتسليم. ولدى جوميا 12 مخزنا، ثلاثة كبيرة تنوي دمجها معا لتركيز العمليات، وتسعة مستودعات أصغر للعناصر سريعة الحركة التي يمكن إرسالها بسرعة للتسليم في نفس اليوم. ويتركز 70% من أعمال الشركة في القاهرة والجيزة، و10-15% في الإسكندرية، و10% في الدلتا، والباقي في الصعيد والبحر الأحمر والساحل الشمالي.
تستهدف جوميا توصيل 90% من الطلبات في اليوم التالي، ارتفاعا من 85% تقريبا في الوقت الراهن، من خلال زيادة سعة مخازنها ومراكز التسليم في الدلتا. ويعمل لدى جوميا ما بين ألف إلى 1500 سائق في مراكز الميل الأخير، وقد وصلت ما يقرب من 3.5-4 ملايين شحنة في مصر خلال عام 2020، بنمو قدره 20-25% على أساس سنوي في عدد الطرود التي نفذتها وسلمتها.
تتراوح أنشطة جوميا الحالية من الخدمات المالية إلى الخدمات اللوجستية إلى التجارة الإلكترونية. ويمكن لمركز جوميا للفرز بالقاهرة الجديدة فرز أكثر من 50 ألف طرد يوميا. ولديها نموذجان للتسليم، الأول هو التسليم المباشر للعملاء والثاني هو تسليم الطرود إلى واحدة من 140 محطة استلام، كمحطة وقود توتال أو متجر أورنج مثلا ، ليقوم العملاء بالتقاطها لاحقا. وتشمل خدمات جوميا المالية المدفوعات المسبقة والمحافظ والأقساط.
لا يزال استخدام الروبوتات يمثل جزءا ضئيلا من نشاط القوى العاملة، وتعتمد 80-90% من عمليات جوميا على البشر. ويقول موديت إن الاستثمار مستقبلا في معدات مثل الناقلات الآلية أمر ممكن، ومع ذلك، فإن الجزء الأكبر من استثمار جوميا في التحول نحو الأتمتة يتمثل في خواص مثل انتقاء المستودعات تلقائيا، والتي تعتمد على استخدام الذكاء الاصطناعي لحساب أسرع المسارات التي يمكن للعاملين البشر في المستودعات اتباعها لإيجاد البضائع ثم عرضها على الأجهزة المحمولة التي يحملونها. ويوضح أنه "يمكن للعامل في أحد المستودعات أن يسير لمسافة 2 إلى 3 كيلومترات في اليوم لجمع البضائع. نريد إيجاد أسرع مسار لهم، لجعل وقتهم في ممرات المستودعات أكثر كفاءة".
وازدهرت التجارة الإلكترونية في مصر خلال 2020 بسبب جائحة "كوفيد-19"، إذ حافظت البنية التحتية على سير العمليات بشكل جيد. وكانت الأعمال الإلكترونية تنمو بالفعل قبل تفشي "كوفيد-19"، لكنه أدى إلى تسارعها، كما يقول موديت، مشيرا إلى نمو جوميا نفسها بنسبة 30% على أساس سنوي. ولم يعق الازدحام المروري أو حتى عدم استقرار خدمات تكنولوجيا المعلومات العمليات خلال طفرة التجارة الإلكترونية وقت الجائحة، بحسب موديت، موضحا "الازدحام عادة ما يكون في صالحنا. يفضل العملاء الطلب عبر شركة تجارة إلكترونية على مواجهة حركة المرور ". ويضيف أن الاضطرابات العارضة في الشبكة لا تؤثر بشكل قوي على العمليات.
ويقود النمو خدمة جوميا الجديدة لشركات الطرف الثالث. فمع انخفاض المبيعات في المتاجر بشكل كبير خلال فترة حظر التجول، أطلق العديد من البائعين مواقع إلكترونية خاصة بهم أو بدأوا البيع من خلال منصات عامة مثل شوبيفاي. ومن خلال تقديم الخدمات لشركات خارجية، يمكن لجوميا الاستفادة من تحولها إلى الإنترنت بدلا من منافستها. ويوضح موديت "لا نرى أي حاجة للتنافس مع منصات أخرى باستثناء المنافسين المباشرين، مثل منصات التجارة الإلكترونية الأخرى. نحن لا نعتبر العلامات التجارية التي نبيعها على جوميا منافسين، حتى لو قاموا بفتح مواقعهم الخاصة".
ولدى تلك الشركات إمكانية الوصول إلى البنية التحتية السريعة لجوميا، فيمتلك العملاء مساحة تخزين بمخازن جوميا وفريق لوجستي للعناية ببضائعهم يتألف من:
- البضائع المعبأة للمتاجر غير المتصلة بالإنترنت، والتي تعيد جوميا تخزينها يوميا.
- البضائع المباعة عبر الإنترنت من خلال مواقع الإنترنت لشركات الطرف الثالث، مع استلام الطلبات وتعبئتها وإرسالها بواسطة جوميا.
- العناصر المباعة عبر الإنترنت على موقع جوميا الإلكتروني.
وتعمل جوميا على تطوير خدمات جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي، لتلبية احتياجات التسليم الخاصة لعملاء الطرف الثالث الجدد أو الحاليين. ويضيف "في مصر، نحن على تواصل مع شركة اتصالات ومصرف أبو ظبي الإسلامي الذين يستخدمان خطوات الأمان الإضافية التي نقدمها، مثل التحقق من الهويات وجمع التوقيعات من أجل تسليم العناصر الخاصة بهما. كما نصمم خدمة لمصنع السجائر فيليب موريس للتأكد من أن العملاء الذين يتلقون البضائع يزيد عمرهم عن 18 عاما".
ما هي طموحات جوميا بالنسبة لمصر؟ تشمل الخطط زيادة العدد الإجمالي لمحطات الاستلام إلى 200 محطة في غضون شهرين. ويقول موديت "نريد زيادة محطات توصيل الميل الأخير بنسبة 40% بما في ذلك محطات الاستلام". وتعمل الشركة على زيادة عدد مخازنها في الدلتا وصعيد مصر بهدف تقصير مدة التوصيل باستمرار، بحسب موديت. وتابع "يمكننا إتمام التسليم في اليوم التالي في القاهرة والجيزة والإسكندرية وفي 50-60% من الدلتا.. ولخفض وقت التسليم حقا، يجب علينا استخدام مخازن أصغر ذات موقع مركزي وذلك بسعة تخزين أقل ولكن لتسليم أسرع".
وربما تكون الأدوية في الطريق: نظرا لأن الأدوية والمنتجات الصيدلانية تعتبر أساسية بالنسبة للعملاء، فإن هذا مجال قد تفكر جوميا في دخوله لتلبية احتياجات العملاء من المنتجات التي تباع دون وصفات طبية على سبيل المثال، كما يقول موديت. وأردف "الأمر قد البحث نقوم باستكشافه".
لكنها ربما تكون خطوة ثالثة محتملة بعد توصيل الطعام ومنتجات السوبر ماركت: سوف يوفر تطبيق جوميا توصيل المنتجات الأساسية في نطاق 2-3 كيلومتر خلال 30 دقيقة. وتعتبر "جوميا فود"، التي أطلقت منذ ستة أشهر، الخطوة الأولى لضم ما يزيد عن 70 منتجا. منتجات السوبر ماركت هي الخطوة المقبلة: وتستطيع جوميا إطلاق خدمة توصيل منتجات السوبر ماركت خلال 30-45 دقيقة سواء من خلال المنتجات المتوفرة لديها أو من خلال العلامات التجارية المعروفة في مصر، بحسب موديت.
الأولوية القصوى هي توسيع خدمات جوميا فود: وتسعى جوميا فود إلى توسيع خدماتها في القاهرة والإسكندرية. وتتطلع لزيادة النمو إلى 10% فما فوق خلال العام المقبل.
كيف تنوي تحقيق ذلك؟ عبر رفع قدرات البنية التحتية التكنولوجية واللوجستية: ومن أجل تحقيق ذلك، تحتاج الخدمة إلى بعض التعديلات في قدراتها التكنولوجية، إذ تعتمد الخدمة بشكل رئيس على هذه الإمكانيات. بحسب ما قاله موديت. وأضاف أن التوسع في مصر يعني أننا نحتاج إلى توظيف المزيد من العاملين وتحسين الإمكانات التكنولوجية مثل تحديد أفضل طرق التوصيل من خلال تنقية الخوارزميات.
ألم تصل خدمات توصيل الطعام في مصر إلى مرحلة التشبع بالفعل؟ ليس بعد أن أزاحت أزمة "كوفيد-19" اثنين من أكبر اللاعبين في السوق العام الماضي، إذ تسببت الجائحة في خروج "أوبر إيتس" و "جلوفو" من مصر، ما أتاح الفرصة لتوسيع خدمات جوميا، بحسب موديت. "لقد شهدنا خروج لاعبين كبيرين من السوق وبالتالي وجدنا أنها فرصة مناسبة للدخول".
هل تملك الحكومة ما تستطيع فعله من أجل المساعدة في جذب المزيد من الاستثمارات للقطاع؟ تخفيف إجراءات الجمارك: تمثل إجراءات الجمارك المصرية تحديا في مواجهة المنتجات المستوردة. ومن أجل تحقيق وضعا مثاليا يمكن للحكومة أن تخفف من إجراءات استيراد المنتجات الأساسية، من أجل توفير إمكانات جديدة"، بحسب موديت.
أبرز أخبار البنية التحتية في أسبوع:
- توطين صناعة القطارات: أبرمت الشركة الوطنية المصرية لصناعة السكك الحديدية (نيرك) مذكرة تفاهم مع شركة هيونداي روتيم الكورية الأسبوع الماضي من أجل توطين صناعة القطارات في مصر. وبموجب مذكرة التفاهم، ستنشئ "هيونداي روتيم" مصانع لها بمصر من أجل تصنيع عربات السكك الحديدية، وأنظمة الإشارات، ومعدات التحكم والقيادة، بالإضافة إلى تقديم خدمات هندسة القطارات.
- مشروع تطوير المتحف المصري الكبير: وقع تحالف شركات أجنبية بقيادة حسن علام القابضة عقد تقديم وإدارة الخدمات بالمتحف المصري الكبير، بموجب الاتفاقية الموقعة مع وزارة السياحة والآثار الأسبوع الماضي. وإلى جانب إدارة خدمات المتحف، من المقرر أن تضخ حسن علام استثمارات إضافية لإنهاء بعض التشطيبات المتبقية في المتحف والمرتبطة بالمنشآت الخدمية والتجارية الملحقة به.
- أخبار سارة للمصانع: تعتزم الدولة تثبيت أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي الموجهة للمصانع خلال السنوات الثلاث المقبلة، ما سيكلف الخزانة العامة نحو 10 مليارات جنيه، بحسب تصريحات وزير المالية محمد معيط.
- النيابة العامة تأمر بحبس شخص في حادث تصادم قطار جديد: أمرت النيابة العامة بحبس فني مزلقان أربعة أيام على ذمة التحقيقات في حادث تصادم قطار بسيارة نقل أمام مزلقان بقرية عامر في السويس، والذي أسفر عن مصرع شخص وإصابة 3 آخرين. ويعد هذا الحادث الرابع الذي تشهده السكك الحديدية في مصر خلال شهر واحد.