الجائحة تغذي الروح العدائية بين الموظفين مع العودة للعمل من المكتب
يمكن أن تؤدي جائحة "كوفيد-19" لحالة من التوترات بين الموظفين بعد انتهاء فترة العمل من المنزل، حسبما كتبت بيليتا كلارك في صحيفة فاينانشيال تايمز. عانى الجميع من الجائحة بدرجة مختلفة، وقد يؤدي هذا الاختلاف إلى تنامي العداء والكراهية بين الموظفين وبعضهم البعض. وقد يشعر الأشخاص الذين فقدوا أحد أفراد أسرتهم أو مرضوا أو فقدوا عملهم أو شعروا بالآثار البشعة الأخرى لـ "كوفيد-19" ببعض الحقد على الموظفين الآخرين الذين لم يشعروا بنفس الألم الذي تسبب فيه الفيروس. وشهدت العديد من أماكن العمل بالفعل ظهور هذا النوع من التوترات عند المحاولات السابقة للعودة إلى العمل من المكاتب، ويستعد خبراء الموارد البشرية لمواجهة الحنق والنوبات الغاضبة.
عدم المساواة في الحصول على اللقاح قد يزيد الأمور سوءا، فأصبح التمييز في التطعيم بين الموظفين في مكان العمل مثار جدل، حسبما كتب مكتب المحاماة سيفارث شو. وأضاف أنه "يضع خط فاصل بين الموظفين الذين حصلوا على التطعيم والذين لم يحصلوا عليه".
ويدرس أرباب العمل حاليا ما إذا كان بإمكانهم العودة إلى العمل في المكتب بالموظفين المطعمين فقط، وإعطائهم الأولوية للعودة على نظرائهم. وتدرس الشركات أيضا السماح للموظفين الذين حصلوا على اللقاح فقط بأداء الأعمال التي يتفاعلون فيها مع الجمهور أو يزورون مراكز مقابلة العملاء أو السفر. وقد يؤدي هذا إلى زيادة الاستياء، فيما سيؤدي الموقف من التطعيم إلى فجوة في المناصب الوظيفية.
ماذا يمكنك أن تفعل كموظف؟ من المهم التحلي بالتعاطف والمرونة مع عودة آلاف الموظفين للعمل معا للمرة الأولى منذ شهور، غالبا دون أدنى فكرة عما مر به كل منهم. ويخفف سؤال الزملاء عن تجربتهم الشخصية مع "كوفيد-19"، بدلا من افتراض أن تجربة الجميع تتوافق مع تجربتك، من التوترات المحتملة.
أما بالنسبة للشركات، فالقاعدة رقم 1 هي ألا تكن مثل جيف بيزوس الرئيس التنفيذي لشركة أمازون. فعندما واجهت أمازون مصاعب في التعامل مع الطلب المتزايد خلال موسم العطلات، قدمت مكافأة بقيمة 3 آلاف دولار للعاملين الجدد، حسبما ذكرت بلومبرج. وتزامن ذلك مع عيد الشكر في العام الماضي عندما يحصل الموظفون الحاليون، الذين عملوا خلال أسوأ فترات الجائحة، على قسائم بقيمة 15 دولارا فقط لشراء ديك رومي للاحتفال بالعيد. وبدأ الموظفون القدامى في الشعور بالحقد تجاه نظرائهم الجدد والغضب من الشركة التي وصف فريد ويتليسي، خبير المكافآت والتعويضات والموظف السابق في أمازون، ما قدمته بـ "الإهانة الكبرى في التعويض". كما تزامن ذلك مع الأنباء عن وصول ثروة بيزوس إلى 200 مليار دولار، وهو ما زاد الطين بلة للموظفين القدامي.
الدرس المستفاد هنا هو أن على الشركات التأكد من أنها لا تتسبب في تفاقم التوترات الحالية من خلال خلق المزيد من الفوارق في المسميات الوظيفية والتعويضات والمسؤولية، مع توفير حوافز عادلة لكل من الموظفين المطعمين وغير المطعمين على حد سواء، وشرح المنطق وراء ذلك.