مصر تؤكد دعمها للحكومة الليبية الجديدة بزيارة رفيعة المستوى .. وأنقرة تواصل محاولات التقارب مع القاهرة
وقعت مصر وليبيا 11 مذكرة تفاهم أمس، واتفق البلدان على استئناف العلاقات الرسمية بينهما، في الوقت الذي تنهي فيه طرابلس الحرب الأهلية التي دامت لنحو عقد من الزمان، وفقا لما جاء في بيان رئاسة الوزراء. وتشمل مذكرات التفاهم التي جرى توقيعها خلال زيارة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إلى طرابلس أمس على رأس وفد مكون من 11 وزيرا، اتفاقيات للتعاون في مجالات النقل، والبنية التحتية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتوليد الكهرباء والربط الكهربائي، والصحة، والتعليم. واتفق الجانبان أيضا على استئناف عمل اللجنة العليا المشتركة بين مصر وليبيا والتحضير للاجتماعات المقبلة الخاصة بها منذ تعليقها في 2009، وفقا لما صرح به مدبولي في المؤتمر الصحفي مع رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة، بحسب البيان الصادر عن رئاسة الوزراء.
استئناف رحلات الطيران، وتسيير للخطوط الملاحية بين البلدين: كشف الدبيبة عن استئناف الرحلات الجوية المدنية بين القاهرة وطرابلس اعتبارا من اليوم، وذلك مع وصول أول رحلة طيران تجارية قادمة من طرابلس إلى مطار القاهرة الدولي. ومن جانبه، قال وزير النقل كامل الوزير إن مصر مستعدة لتسيير خطوط ملاحية مع الموانئ الليبية.
وستقوم مصر أيضا بإعادة فتح سفارتها وقنصليتها في ليبيا بعد عيد الفطر بحلول منتصف مايو المقبل، وفقا لما قاله الدبيبة.
وفي غضون ذلك – تركيا تقترح تشكيل مجموعة صداقة برلمانية مع مصر: في مواصلة لجهودها الرامية لتطبيع العلاقات مع مصر، اقترحت تركيا تشكيل مجموعة صداقة برلمانية بين البلدين، وهو ما صرح به بولنت توران زعيم حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بحسب موقع يورونيوز. وستضم مجموعة الصداقة نواب من كلا البلدين والذين يكون لديهم الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البرلمانيين. ويعد المقترح التركي أحدث خطوة تتخذها أنقرة نحو فتح صفحة جديدة في العلاقات مع مصر. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في وقت سابق من هذا الشهر إنه من المتوقع أن تجري مقابلات بين مسؤولين من كلا البلدين لبحث عودة عمل البعثات الدبلوماسية. وأصدرت تركيا الشهر الماضي تعليماتها للقنوات التي تبث من أراضيها والموالية لجماعة الإخوان المسلمين بتخفيف حدة الانتقادات الموجهة ضد السلطات المصرية. وقال جاويش أوغلو أيضا إن مصر وتركيا قد تتفاوضان بشأن اتفاقية ترسيم حدود بحرية في منطقة شرق المتوسط في حال تحسنت العلاقات المتوترة بين البلدين.
إلا أن جماعة الإخوان ما زالت تمثل عائقا أمام هذا التقارب، إذ قال جاويش أوغلو إن بلاده ما زالت تعارض تصنيف مصر لجماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، بحسب رويترز. وقال الوزير إن تدهور العلاقات بين مصر وتركيا لا يرجع بالأساس إلى خروج الإخوان من الحكم، ولكن لكون تركيا لديها موقف معارض لما أسماه بـ "الانقلاب". وترفض مصر إجراء أية مباحثات ثنائية مع تركيا ما لم تقم الأخيرة بتنفيذ الشروط والضوابط التي وضعتها مصر، والتي من بينها أن تسليم تركيا عدد من أعضاء جماعة الإخوان الهاربين لديها والمتورطين في عمليات إرهابية وليس فقط ترحيلهم من أراضيها إلى دول أخرى، وأيضا عدم قيام تركيا بتجنيس عناصر الإخوان المقيمين لديها حتى تتمكن مصر من ملاحقتهم جنائيا.
ومن أخبار الدبلوماسية أيضا: وصل وزير الخارجية سامح شكري إلى العاصمة الكونغولية كينشاسا أمس، وذلك ضمن الجولة الأفريقية التي يقوم بها حاليا، بحسب البيان الصادر عن وزارة الخارجية. ويزور شكري خلال الجولة 6 دول، حيث يطلع قادتها على الوضع الحالي لأزمة سد النهضة الإثيوبي وجمود المفاوضات حول السد، في محاولة لحشد الدعم الدولي لموقف مصر والسودان في الأزمة.