لا جديد.. إثيوبيا تصر على الملء الثاني لسد النهضة بحلول يوليو
أكدت إثيوبيا عزمها عدم التراجع عن المضي قدما في الملء الثاني لخزان سد النهضة خلال يوليو أو أغسطس المقبلين مع موسم هطول الأمطار في البلاد، بحسب بيان عن رئيس الوزراء آبي أحمد أمس. وأضاف أحمد أن إثيوبيا ستتخلى عن المياه التي خزنتها خلال الملء الأول العام الماضي من خلال بعض قنوات الصرف التي بنتها حديثا، مشيرا إلى أنها ستشارك المزيد من المعلومات بشأن الملء والتشغيل مع دولتي المصب مصر والسودان.
وفي المقابل، يبدو أن القاهرة والخرطوم لم تعد تثقان في كلام آبي المعسول: تقدم السودان أمس بالفعل بخطاب إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطلب فيه دعم الأخير لمقترحه بدخول وسطاء دوليين جدد في المفاوضات المتوقفة بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة الإثيوبي، وفقا لموقع أهرام أونلاين. ووجه وزير الخارجية المصري سامح شكري الأسبوع الماضي خطابات أيضا إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ورئيسي مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن ملف السد. وأشار كل من شكري وحمدوك بشكل منفصل إلى إمكانية رفع القضية إلى مجلس الأمن حال استمرار الجمود الحالي في المفاوضات.
"إلى جانب الزيادة السكانية والتغيرات المناخية، يمثل سد النهضة أكبر تهديد للأمن المائي في مصر، وفق ما قاله وزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي خلال اجتماعه أمس مع لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشيوخ لمناقشة قضية الأمن المائي في البلاد. وأضاف الوزير أن مصر قدمت، خلال المفاوضات المستمرة منذ 10 سنوات، 15 سيناريو لملء وتشغيل السد من شأنها جميعا أن تحقق المتطلبات الإثيوبية من دون إلحاق ضرر ملموس بدولتي المصب، إلا أن الجانب الإثيوبي رفض كل هذه المقترحات.
وفي غضون ذلك، لا تظهر الحملة الدبلوماسية المصرية لحشد الدعم في أزمة السد أي علامات على التباطؤ: بدأ شكري أمس الأحد جولة تشمل ست دول أفريقية لمناقشة مستجدات قضية السد وإطلاع قادتها على حقيقة وضع المفاوضات، وفق البيان الصادر عن وزارة الخارجية. والدول الست هي، كينيا وجزر القمر وجنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال وتونس. وكثف الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية جهودهما خلال الأشهر القليلة الماضية لحشد الدعم الدبلوماسي للموقف المصري في أزمة سد النهضة.
مثال على ذلك: تصدرت قضية سد النهضة والأزمة الليبية الموضوعات التي تناولتها المباحثات التي أجراها شكري مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس أمس الأحد في القاهرة، وفق بيان الوزارة. وناقش الجانبان أيضا سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، إلى جانب مستجدات عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك تطورات الأوضاع في منطقة شرق المتوسط. وتأتي زيارة ديندياس بعد فشل المباحثات التي أطلقتها تركيا واليونان الأسبوع الماضي في محاولة لتخفيف حدة التوتر بين الجارتين.
وانتهت الجولة الأخيرة من مفاوضات سد النهضة التي استضافتها العاصمة الكونغولية كينشاسا في وقت سابق من أبريل الجاري دون التوصل إلى اتفاق، كما فشلت الدول الثلاث في الاتفاق على عقد محادثات جديدة. ودعا رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الثلاثاء الماضي، نظيريه المصري والإثيوبي إلى اجتماع قمة ثلاثي هذا الأسبوع في محاولة لفك جمود المفاوضات، لكن القاهرة وأديس أبابا لم تعلنا موقفهما من الدعوة حتى الآن.