كلوديوس بولر المدير الإداري لسبوتيفاي في الشرق الأوسط وأفريقيا: روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدئون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع كلوديوس بولر المدير الإداري لسبوتيفاي في الشرق الأوسط وأفريقيا (لينكد إن).

اسمي كلوديوس بولر، وأنا أب لطفلين والمدير الإداري لشركة سبوتيفاي في الشرق الأوسط وأفريقيا. وسبوتيفاي هي عبارة عن منصة موسيقى سويدية تأسست في عام 2008 ولديها الآن 345 مليون مستخدم نشط على مستوى العالم و155 مليون مشترك بمقابل. أعيش في المنطقة منذ ما يزيد عن 14 عاما حتى الآن وأحب كم هي نابضة بالحياة. انضممت إلى سبوتيفاي منذ حوالي 4 سنوات بعد أن عملت في شركة تسجيلات كبرى.

وعملي مثير ومسؤولياتي تتغير باستمرار، فلقد انطلقنا في المنطقة بداية من جنوب أفريقيا ثم دخلنا 13سوقا جديدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2018، إذ يتزايد عدد السكان من الشباب بسرعة. ومهمتنا في سبوتيفاي هي أن نصبح المنصة الموسيقية الأولى لاكتشاف ومساعدة المبدعين على الوصول إلى معجبين جدد، فيمكن للفنانين الصاعدين أن يستخدموا منصتنا للوصول إلى الجماهير والمشهد الموسيقي العالمي.

نحن نعتبر أنفسنا علامة تجارية عالمية ولكنها أيضا محلية بنسبة 100%. وعلى الرغم من أنني أقيم حاليا في دبي، إلا أنني كنت أسافر كثيرا لجميع أنحاء المنطقة، حيث لدينا العديد من الشركاء المحليين. ومنذ تفشي الجائحة وانتقال الأعمال للإنترنت، توقف السفر مؤقتا. واستغرق الأمر بضعة أسابيع للتكيف مع عدم وجود تواصل شخصي، ولكن كشركة عالمية، كانت غالبية اجتماعاتنا عن بعد بالفعل، لذا كان التحول سهلا جدا. لكننا نفتقد مكتبنا، والذي شعرت أنه مساحة رائعة لتعاون فريقنا وللمبدعين الذين يأتون لزيارتنا.

سبوتيفاي لديها اليوم نموذج للعمل من أي مكان، وهو ما يمنح موظفينا فرصة العمل من أي مكان حيث يكونون في قمة تركيزهم. لقد تعلمنا أن هناك قدرا كبيرا من التنوع في المواقف الفردية لكل شخص، لذلك وجدنا أنه من الأفضل السماح بقدر كبير من المرونة. أعتقد أن القضاء على أوقات التنقل الطويلة والوقت الضائع في الانتقال بين الاجتماعات هو أحد الجوانب الإيجابية لهذه الجائحة، وهناك أيضا الأثر البيئي الإيجابي. نعتقد أن العمل ليس مكانا تذهب إليه ولكنه شيء تفعله، وهي فلسفة أعتقد أنها ستساهم في تحول طويل المدى في طريقة عملنا.

عادة ما توقظني ابنتي في الساعة 8 صباحا وهي تقفز على السرير أو بواسطة السماعات الذكية الخاصة بي وهو تذيع قائمة أغاني على سبوتيفاي. أطمئن على عائلتي أولا ثم أذهب للجري السريع وأمارس بعض التمارين، وهو ما ساعدني على النوم بشكل أفضل في الليل. أبدأ يوم عملي بالتواصل مع قادة فريقي لمعرفة ما إذا كانت هناك أي أحداث على الساحة الإبداعية ثم أقرأ الأخبار. أقرأ حاليا نشرة إنتربرايز المسائية، والتي أرى أنها مليئة بالمعلومات مثل المنصات التي تقدم نظرة عامة على الأحداث في المنطقة.

أحب أن أخطط للأيام قبلها بأسبوع، ولكن أحد الجوانب الرائعة حقا من وظيفتي هى أن لدي الكثير من الأحداث المثيرة للاهتمام التي تأتي بشكل عشوائي. لذلك، نتعامل بسرعة مع الأحداث الجدية، لكن بخلاف ذلك، يتم التخطيط لمعظم عملنا من خلال خطة مدتها 5 سنوات، والتي أتابع بشكل مستمر مدى تحقيقنا لها. أحيانا آخذ قسطا من الراحة في منتصف النهار لبضع ساعات للاطمئنان على الأسرة وطفلنا حديث الولادة، والذي يبلغ من العمر 3 أشهر تقريبا، وهو ما يعني تحويل جدولي إلى العمل في وقت لاحق من المساء.

ساعد العمل من المنزل كثيرا على الوفاء بالمسؤوليات كأب، لكن سبوتيفاي كان بالفعل مراعيا لإجازات الوضع للأمهات والأباء. أنا أشجع أعضاء الفريق على تحديد أوقات معينة في أجنداتهم للتركيز على احتياجاتهم الشخصية. والمهم هنا هو إمكانية التواصل حتى يعرف الجميع متى يتوقع أن يتاح بعضهم البعض على الإنترنت.

نحن نتطلع إلى الكثير من الاستثمارات الجديدة في المنطقة، وهو ما يعني الدعم المباشر للفنانين المحليين وتنمية فريقنا والمزيد من جهود التسويق محليا. ولدينا عدد قليل من برامج دعم الفنانين الصاعدين، التي تساعدهم على بدء عملهم ونوفر تطبيقا مجانيا يقدم لهم تحليلات مفصلة بشأن الموسيقى الخاصة بهم.

شهدنا اكتشاف العديد من الأشخاص لأنواع جديدة من الموسيقى من خلال منصتنا وقت الجائحة وخاصة الموسيقى التي تساعد على الاسترخاء والنوم بشكل أفضل والتأمل. كما صعدت الكثير من أغاني الأطفال أيضا، مع قضاء أفراد الأسرة وقتا أطول سويا في المنزل.

استمع لقائمة موسيقية جديدة يوميا لأرفه عن نفسي، وهو ما يساعدني على اكتشاف موسيقى جديدة كل يوم. فيما عدا ذلك أذهب للسباحة مع الأطفال أو للتمشية، كما أحاول ممارسة ركوب الأمواج من وقت لآخر إذا ما سمحت حالة الأمواج في الصباح. وقضيت معظم وقتي مع العائلة خلال العام الماضي.

بالنسبة للكتب، أرشح بكل تأكيد وخاصة في ظل الظروف الحالية، كتاب "الجرأة بعظمة" لبرينيه براون. وتابعت مسلسل "سترايف تو سيرفايف" على نتفليكس مع زوجتي، والذي يدور عن سباقات فورميولا 1. وجرى تصوير الموسم الحالي من المسلسل أثناء الجائحة، وهو أمر مثير للاهتمام لأنه يمكنك رؤية التحديات التي يواجهها المديرون الذين يحاولون الحفاظ على فرقهم أثناء السفر حول العالم للتنافس في حلبات سباق فارغة.

أفضل نصيحة تلقيتها كانت من زوجتي، التي قالت "كن أصيلا وكن إنسانا". هذه هي الطريقة التي نتواصل بها.