مصر ترفض اقتراح روسيا بالوساطة في مفاوضات سد النهضة
مصر ترفض عرض روسيا بالوساطة في مفاوضات سد النهضة: رفض وزير الخارجية سامح شكري أمس اقتراح نظيره الروسي سيرجي لافروف بلعب دور الوسيط في المفاوضات حول سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، وذلك خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة أمس (شاهد 66:52 دقيقة). وقال لافروف إن بلاده مستعدة لدعم مصر في التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء السد وتشغيله. من جانبه، أعرب شكري عن تقدير مصر للعرض الروسي ولدعم موسكو للموقف المصري بشأن الوصول إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، لكنه أوضح أن قبول العرض قد يكون "إجراء أحاديا"، وهو ما ترفضه مصر في الوقت الحالي.
وتأتي تصريحات شكري كرسالة دبلوماسية موجه إلى إثيوبيا، والتي تصر على الإقدام بشكل أحادي الجانب على الملء الثاني لسد النهضة. ورفضت أديس أبابا أيضا مقترحا تقدمت به مصر والسودان بضرورة وجود رباعية دولية للوساطة في المفاوضات، مما يعني أن قبول مصر للعرض الروسي بالتدخل سيكون بمثابة إجراء أحادي الجانب.
تتطلع روسيا إلى أن تتوصل الدول الثلاث إلى حل يحقق مصالحها من خلال المفاوضات "في أقرب وقت ممكن"، بحسب ما جاء في بيان عن رئاسة الجمهورية نقلا عن وزير الخارجية الروسي، خلال لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس. وأكد الرئيس السيسي أن عدم التوصل إلى حل لهذه القضية من شأنه أن يؤثر بالسلب على أمن واستقرار المنطقة بالكامل، وقال إن مصر تواصل إيلاء هذا الموضوع أقصى درجات الاهتمام في إطار الحفاظ على حقوقها التاريخية في مياه النيل، وذلك باعتبارها مسألة أمن قومي بالنسبة لها.
هل دخلت مصر وإثيوبيا والسودان "المنطقة الرمادية" بعد فشل المفاوضات الأخيرة في كينشاسا؟ قال إميل أمين، في مقال نشره موقع العربية إنه ووسط غياب جهود دولية أو إقليمية للوساطة في أزمة سد النهضة الإثيوبي، تواصل أديس أبابا إجراءات الملء الثاني للسد، في حين أصدرت كل من مصر والسودان تحذيرات عديدة بأن مثل هذا الإجراء لن يكون مقبولا. وأشار أمين إلى أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة والنزاع الذي يمكن أن يوقع المنطقة في أتون الحرب، هو التعاون من أجل التوصل إلى تسوية عادلة متوازنة للنزاع القائم يراعى فيها مصالح كافة الأطراف.
فماذا عن عودة السياح الروس إلى مصر؟ يبدو أن ملف سد النهضة هيمن على المباحثات بين شكري ولافروف، إذ كان من المفترض أن يتطرق الوزيران خلال لقائهما أمس إلى استئناف رحلات الطيران الروسية إلى شرم الشيخ والغردقة، وهو الأمر الذي تتطلع إلى مصر، بحسب تصريحات سامح شكري لوكالة "تاس" الروسية، والتي أوضح خلالها أن الحكومة المصرية بذلت أقصى ما في وسعها للوصول لأقصى مستويات الأمان في المطارات وأيضا في المنتجعات. وكانت موسكو فرضت حظرا على الرحلات الجوية المباشرة إلى شرم الشيخ والغردقة منذ عام 2015 في أعقاب حادث تحطم طائرة متروجيت في سيناء.
ومن أخبار الدبلوماسية أيضا:
تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا أمس من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لتهنئته بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، بحسب بيان رئاسة الجمهورية. ويأتي هذا في أعقاب الاتفاق الذي توصلت إليه مصر وقطر في يناير الماضي على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما رسميا، في خطوة أنهت القطيعة الدبلوماسية التي استمرت نحو ثلاثة أعوام ونصف العام.
وألقت برامج التوك شو الضوء على الاتصال الهاتفي بين السيسي وأمير قطر. وقال مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية خالد عكاشة في مداخلة هاتفية مع لميس الحديدي ببرنامجها "كلمة أخيرة"، إن هذا الاتصال يعد "مؤشرا إيجابيا" على عودة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي (شاهد 5:44 دقيقة). حاز الخبر أيضا على اهتمام برامج: "على مسؤوليتي" (شاهد 5:39 دقيقة) | "الحياة اليوم" (شاهد 5:51 دقيقة) | "مساء دي إم سي" (شاهد 4:09 دقيقة).
يبدو أن الحكومة الليبية الجديدة ترغب في الإبقاء على الاتفاق مع تركيا بشأن شرق المتوسط – وهو الأمر الذي قد يحدث مشكلات مع مصر. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، عقب المباحثات التي أجراها أمس مع رئيس الوزراء الليبي الجديد عبد الحميد الدبيبة، إن الحكومة المؤقتة في ليبيا ملتزمة باتفاق ترسيم الحدود البحرية المبرم مع تركيا عام 2019. وقال إردوغان خلال مؤتمر صحفي عقب المباحثات "الاتفاق البحري الذي وقعته تركيا وليبيا يحفظ المصالح القومية للبلدين ويؤمن مستقبلهما".
لعبة الغاز العظيمة: كانت تركيا وقعت الاتفاق مع حكومة الوفاق الليبية في طرابلس عام 2019، وأعلنت عن منطقة اقتصادية مشتركة بين البلدين والتي تمنحهما الحق الحصري في احتياطي النفط والغاز في تلك المنطقة. إلا أن المنطقة الاقتصادية تلك تتقاطع مع المنطقة الاقتصادية التي حددتها اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان.