لماذا نؤجل أداء ما علينا من أعمال؟ وكيف نضع حدا لذلك؟
هل سوء إدارة الوقت هو السبب وراء تأجيلنا ما علينا من أعمال؟ يقول التفكير التقليدي والذي تتفق معه مراكز الاستشارات الجامعية حول العالم إن تأجيلنا المستمر لأداء ما علينا من أعمال يعود إلى سوء إدارة الوقت. ولكن أشارت أبحاث جديدة إلى أن تأجيلنا لأعمالنا ما هو إلا رد فعل عاطفي، حسبما كتب مارك جوهانسون على موقع بي بي سي.
تراكم التلال الصغيرة إلى جبال كبيرة: يقول خبراء إن التعود على جعل المهام الصغيرة تشغل مساحة كبيرة بشكل غير متناسب في أذهاننا هو نتيجة للشك أو انعدام الأمن والخوف والشعور بعدم الكفاءة. ويحدث ذلك من خلال الاستجابة العصبية المعروفة باسم السلب النفسي، وهي استجابة عاطفية قوية لا تتناسب مع الحافز الذي تسبب بها، ويجري تحفيزها عندما نفكر في ما علينا أدائه من مهام. ويأتي ذلك بالطبع بنتائج عكسية، لأن القلق من تأجيلنا لأعمالنا يستنزف القدرات المعرفية ويقلل من القدرة على حل المشكلات.
ويعد تأجيلنا لأداء الأعمال هو استراتيجية مضللة لتنظيم المشاعر. ففي حين أنه قد يجلب ارتياح قصير المدى من مهمة مملة أو غير سارة، فإن الأشخاص الذين يؤجلون أعمالهم غالبا ما يشعرون بالذنب والتوتر بعدها، بحسب كريستيان جاريت في مقال نشرته بي بي سي. ويعاني الأشخاص الذين يؤجلون أعمالهم بشكل مزمن من مستويات أعلى من عدم المرونة النفسية ومن التوتر، إضافة لأنماط نوم سيئة ويحصلون على فرص عمل أسوأ. ويرتبط تأجيل الأعمال أيضا بالاكتئاب والقلق ويمكن أن يضعف العلاقات الشخصية.
إذًا كيف يمكن التعامل مع القائمة الطويلة للأعمال التي يجب القيام بها؟ يقترح الخبراء أولا التعاطف مع النفس في مواجهة الاستجابة العاطفية، وإعادة صياغة طريقة التفكير تجاه المهمة. كما اقترحوا أيضا القيام مباشرة بالمهمة دون التفكير طويلا، مع اعتبار زيادة السيروتونين التي قد تحصل عليها من الشعور والتي ستجعلك تستمر فيه. وقد يساعد أيضا وضع المهام الصغيرة في إطار مهمة أكبر، مثل ترتيب الغرفة أثناء الطهي جنبا إلي جنب، مما قد يولد الاعتقاد بأنه لم يضيع وقت إضافي في أداء مهمة مملة.