إثيوبيا تقول إن مصر "لم تقدر سخائها" في التفاوض بحسن نية.. ووزير الخارجية الروسي في القاهرة
إثيوبيا تزعم أنها عالجت بواعث القلق لدى مصر والسودان بشأن تأثير سد النهضة عليهما، وقالت إن "سلامة السد" هو مسألة تتولى أمرها، إذ عرضت مقترحا يفيد بتبادل البيانات حول إجراءات تنفيذ المرحلة الثانية من ملء السد المقرر أن يبدأ خلال موسم الفيضان في يوليو المقبل، وفق سلسلة تغريدات نشرتها وزارة الخارجية الإثيوبية اليوم، وهو المقترح الذي رفضته القاهرة والخرطوم.
وقالت أديس أبابا إن مصر "لم تقدر سخائها وتفهمها للتفاوض بحسن نية"، مضيفة أنه "لا تجربة تضاهي ما فعلته إثيوبيا عندما دعت دولتي المصب للتفاوض بشأن السد تبنيه على نهر ينبع من أراضيها". وقالت أيضا إن السودان لن يستفيد شيئا من رفض الملء الثاني، مضيفة إن السد يخدم مصالح الشعب السوداني، وأن الخرطوم أشادت من قبل بأهميته في منع الفيضانات.
ولا جديد بشأن مفاوضات سد النهضة على الساحة، ربما للأبد: إذ وصلت الجولة الأخيرة من مفاوضات السد بين مصر والسودان وإثيوبيا في كينشاسا الأسبوع الماضي إلى طريق مسدود مرة أخرى، بعد الفشل في الوصول إلى اتفاق على آلية لاستئناف المفاوضات بشأن السد. وتحاول مصر والسودان منع إثيوبيا من المضي قدما في إجراءات الملء الثاني للسد دول الوصول إلى اتفاق مسبق ملزم قانونا بشأن ملء وتشغيل السد، فيما تعتزم أديس أبابا إتمام المرحلة الثانية من الملء في موعدها حتى دون الوصول لاتفاق. ورفضت إثيوبيا مقترحا بتشكيل رباعية دولية للتوسط في المفاوضات مقدم من السودان، ومدعوم من مصر، وتقول أديس أبابا إنها ترغب في استمرار الاتحاد الأفريقي في رعاية المفاوضات. لكن "الخط الأحمر" الذي تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي من قبل ما زال قائما، إذ قال وزير الخارجية سامح شكري إنه يقصد به انتقاص حصة مصر من مياه النيل وهو ما لن تتهاون فيه الدولة. وأضاف أن مصر تعتبر الملء الثاني للسد دون التوصل إلى اتفاق "عملا عدائيا"، ولكنه أشار إلى مواصلة مصر اتخاذ كافة الإجراءات الدبلوماسية والسياسية لمحاولة حل هذه الأزمة.
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحفي اليوم مع نظيره المصري سامح شكري إلى حل أزمة سد النهضة من خلال المفاوضات، مضيفا أن موسكو عرضت تقديم خبراتها لدعم المفاوضات ولم توجه لها دعوة من قبل للتوسط بين الدول الثلاث، فيما من جانبه، قال شكري إن مصر تتطلع لحل أزمة السد من خلال المفاوضات، محذرا من أي إجراءات أحادية. وقبل المؤتمر، عقد شكري ولافروف مباحثات ثنائية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، في مستهل زيارة الأخير إلى القاهرة، بحسب المتحدث باسم الخارجية أحمد حافظ. وركزت المباحثات بصورة كبيرة على تطورات أزمة سد النهضة، فضلا عن تعزيز العلاقات الثنائية، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي وقت مبكر من هذا الصباح، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع لافروف. وتعتقد مصر أن موسكو بسبب عضويتها في مجلس الأمن يمكن أن تلعب دورا إيجابيا في حل أزمة السد والوصول إلى اتفاق ملزم قانونا بشأن السد، بحسب تصريحات شكري لوكالة تاس الروسية أمس. ومن المقرر أن يطلع شكري لافروف على تطورات الجولة الأخيرة من المفاوضات التي عقدت في كينشاسا. وكانت روسيا عرضت من قبل أكثر من مرة التوسط في مفاوضات سد النهضة. وقال شكري إن "روسيا ينبغي أن تلعب دورا أكثر تأثيرا في أزمة السد في ضوء علاقتها بإثيوبيا، لحل الأزمة وتخفيف حدة التوترات الناجمة عنها في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، وذلك للحفاظ على الأمن والسلم العالميين"، بحسب الوكالة. وتأتي زيارة لافروف بعد توقعات بزيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مصر خلال مارس الماضي، وهي الزيارة التي لم تحدث حتى الآن.