"نصف انطوائي – نصف اجتماعي" المزيج الأفضل للقيادة؟
هل دعمت الجائحة دون قصد الشخصيات معتدلة المزاج (الاجتماعية/ الانطوائية)؟ رغم أن المجتمع لطالما احتفى بالسمات الشخصية الاجتماعية والمنفتحة، إلا أن المزج بين الانطوائية والاجتماعية قد يجعلك ممن لا يمكن الاستغناء عنهم في المكتب. وتشير الأبحاث إلى أن الموظفين الأكثر نجاحا هم القادرون على تبني نمط مرن يجمع بين القدرة على التحدث وحسن الاستماع، وهم من يعرفون أيضا بالشخصيات معتدلة المزاج أو متكافئة الشخصية التي تجمع بين الاجتماعية والانطوائية، بحسب ما كتب بريان لوفكين لبي بي سي. ومع تغيير جائحة "كوفيد-19" لبيئة العمل، فإن الأشخاص القادرين على التكيف هم من لديهم قابلية أكبر للنجاح، إذ يزيد الطلب على الشخصيات معتدلة المزاج الآن.
ميزة أن تكون معتدل المزاج: كشف دراسة أجريت على 340 موظفا في مراكز الاتصالات المعتاد "الكول سنتر" في 2013
أن معتدلي المزاج أظهروا قدرا كافيا من الثقة بالنفس والحماس لإقناع العملاء وإحراز عمليات بيع، كما أنهم كانوا أيضا أكثر ميلا للاستماع وأقل عرضة لإظهار الحماس الشديد أو الثقة الشديدة.
نحو 20% من الرؤساء التنفيذيين هم في الأصل معتدلو المزاج، لكن الجائحة أسفرت عن المزيد: الظروف غير المسبوقة وحالة عدم اليقين التي صاحبت الجائحة أجبرت المديرين على التواصل مع أقسام مختلفة من مؤسساتهم لاكتشاف أفضل الأفكار والبناء عليها، بحسب المدرس المشارك في مجال الإدارة، كارل مور، بناءا على 350 مقابلة أجراها مع رؤساء تنفيذيين. ومن المقرر نشر هذه المقابلات في كتابه المقبل الذي يتناول أنواع الشخصيات معتدلة المزاج. ويحتاج الرؤساء إلى الاستماع وتقديم بيئات عمل مرنة بها جو من التعاطف، لكنهم أيضا في حاجة إلى بث روح الحماس لحشد فريق العمل وإرشاده للسير نحو طريق مجهول.
خلاصة الأمر، تكيف ولا تحاول تغيير شخصيتك: إن تنمية شخصية معتدلة المزاج لا يتعلق بمحاولة إصلاح نقاط الضعف ولكن بتعزيز القدرة على الخروج من مساحتك الآمنة من خلال ممارسة بعض السلوكيات بخطوات صغيرة، بحسب ما قاله الخبراء لبي بي سي. وهذا قد يعني أن يتجه المنفتحون إلى البقاء هادئين في الاجتماعات، وأن يشارك الانطوائيون بصورة أكبر. لكن يحذرك الخبراء من استنزاف طاقتك، إذ أن فعل أشياء على عكس طبيعتك يستلزم مجهودا ذهنيا، ومن المهم ألا تتمادى بعيدا حتى لا تشعر أنك لست صادقا فيما تفعل، وحاول أن تأخذ استراحة لشحن طاقتك.