انتهاء أزمة تكدس السفن بقناة السويس

قناة السويس تودع آخر مجموعة من السفن العالقة إثر جنوح السفينة إيفر جيفين، إذ غادرت أمس آخر مجموعة من السفن المنتظرة وعددها 61 سفينة في الاتجاهين، وبذلك تنتهي أزمة السفن العالقة والتي وصل عددها إلى 422 سفينة، بحسب بيان صادر عن رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع. وعبرت أمس أيضا حوالي 24 سفينة جديدة بعد انتظام حركة الملاحة، وفق البيان. وعبرت 360 سفينة من قناة السويس منذ مساء الاثنين وحتى أول أمس الجمعة بعد نجاح جهود تعويم السفينة إيفر جيفين بعد ستة أيام من أعمال الحفر والتكريك، بحسب ربيع في مداخلة مع عمرو أديب في برنامج "الحكاية" (شاهد 1:29 دقيقة). وأعلنت هيئة قناة السويس في بيان لها يوم الجمعة عبور 80 سفينة على الأقل من بينهم حاملة طائرات أمريكية وعدد من ناقلات النفط والغاز الطبيعي المسال. وتوقع عدد من شركات النقل البحري أن تعود الحركة في قناة السويس في الاتجاهين إلى طبيعتها خلال الأسبوع الجاري، بحسب جريدة حابي.
الموانئ الأوروبية تتوقع موجة قريبة من السفن التي بدلت طريقها أثناء الأزمة، بينما تنتظر الموانئ الآسيوية والأمريكية حدوث هذا التكدس في منتصف أبريل، بحسب فايننشال تايمز. وكانت أكثر من خمسين سفينة قررت المرور عبر رأس الرجاء الصالح لتفادي الأزمة. ونقلت فايننشال تايمز أن "السفن المتأخرة دخلت في مفاوضات محمومة مع سلطات الموانئ من أجل حجز أماكن في أرصفتها لاستخدامها لإنزال البضائع عند الوصول مباشرة، بالرغم من أن تلك الأماكن محجوزة من سفن أخرى". ويبدو أن أزمة قناة السويس جاءت لتصعب الموقف أكثر في الموانئ المزدحمة بالفعل بفضل ازدهار التجارة الإلكترونية منذ نهاية العام الماضي إثر "كوفيد-"19.
يبدو أن قناة السويس تحتاج إلى التطوير من أجل استيعاب أحجام السفن المتزايدة، بحسب رويترز. خلال الخمسة عشر عاما الماضية ازداد حجم السفن التجارية بصورة مستمرة بينما لم تزداد معها القدرة على إنقاذ تلك السفن من الحوادث المشابهة، كما ينبغي توفير قاطرات بحرية وكراكات أكبر وبقدرات أعلى من أجل التعامل مع السفن الضخمة، وفق ما نقلته الوكالة عن مصادر بقطاع النقل البحري. وشدد أحد المصادر على ضرورة "تشديد الإرشادات والتوجيهات الخاصة بعبور السفن من القناة واستخدام القاطرات البحرية لمساعدة السفن الضخمة في العبور أو السماح بعبورها خلال ساعات النهار فقط".
وتنتظر هيئة قناة السويس استلام اثنين من أكبر القاطرات في الشرق الأوسط من هولندا، تصل إحداهما الأسبوع المقبل والثانية في أغسطس، كجزء من خطة الهيئة لرفع القدرات الخاصة بالقناة، بحسب مداخلة ربيع مع عمرو أديب (شاهد 13.38 دقيقة). كما تدرس الهيئة توسعة قناة السويس بعد الحادثة الأخيرة بحسب تصريحات ربيع لسي إن إن العربية، مؤكدا أن القناة لا تحتاج في الوقت الحالي إلى زيادة عمقها الذي يصل إلى 24 متر.
ومن المقرر أن يصل وفد ياباني من أربعة مسؤولين حكوميين إلى مصر للمساعدة في التحقيقات الجارية، ونقل الخبرات اللازمة لتفادي حدوث الأمر، بالإضافة إلى تكريم العاملين المشاركين في تحرير السفينة إيفر جيفين. بحسب تصريحات وزير النقل الياباني إلى قناة إن إتش كيه اليابانية الحكومية.
الخطوط الملاحية التايوانية إيفر جرين المستأجرة للسفينة نفت مسؤوليتها عن الحادث وألقت بها على شركة شوي كيسين المالكة للسفينة، بسبب وقوع الحادث خلال الإبحار: وهي الفترة التي يتحمل خلالها المالك المسؤولية بحسب العقد"، كما نقلت نايكي آسيا عن رئيس خطوط إيفر جرين الملاحية إيريك هاسيا، مضيفا أن "شركته مسؤولة عن الحمولة فقط والتي تغطيها شركة التأمين".
وجاء ذلك ردًا على القضية التي رفعتها الشركة المالكة للسفينة إيفر جيفين ضد الشركة المشغلة، والتي أشارت فيها إلى هيكل الملكية المعقد والذي يجعل من الصعب تحديد المسؤولية في حوادث البحار، بحسب واشنطن بوست.
قناة السويس غير مسؤولة عن أي من الأضرار التي نجمت عن الحادث، وفق ما صرح به ربيع الأسبوع الماضي. وأشار إلى أن قناة السويس سوف تطالب بتعويضات قد تصل إلى مليار دولار تشمل الخسائر اليومية من إيرادات عبور السفن بسبب توقف حركة الملاحة بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالقناة جراء أعمال الحفر والتكريك، وقال محامون إن مصر تستحق تعويضات من شركة شوي كيسين مقابل الأضرار التي لحقت بقناة السويس.