بعد تعويم "إيفر جيفن" .. تبدأ التحقيقات والمطالبات القانونية
بدء التحقيق في أزمة جنوح السفينة "إيفر جيفن" مع صعود فريق من الخبراء إلى ظهر السفينة هذا الصباح، بحسب ما نقلته أسوشيتيد برس عن أحد المسؤولين في قناة السويس اشترط عدم الكشف عن هويته. ومن المتوقع أن تكشف التحقيقات عن الأسباب التي تسببت في جنوح السفينة ومن يتحملها. وسيجري الخبراء فحصا شاملا للسفينة الموجودة حاليا للتأكد من سلامتها وجاهزيتها للملاحة البحرية مرة أخرى.
التحقيقات قد تكون بداية موجة من الإجراءات القانونية المطالبة بالتعويضات من قبل جميع المتضررين، بما فيهم خطوط النقل والمصنعين ومنتجي النفط، بحسب أحد الخبراء القانونيين الذي تحدث إليه بلومبرج. سيتحرك ملاك البضائع لطلب التعويضات من شركة شوي كيسين المالكة للسفينة والتي ستستعين بدورها بشركات التأمين والفرق القانونية الخاصة بها. "الأزمة القانونية كبيرة" خاصة عندما تضع في الحسبان الحجم الكبير والتنوع في البضائع التي تعطلت جراء ما حدث. وستكشف التحقيقات من يتحمل هذه المسؤولية، بحسب ما قاله نورتن وايت الشريك في إليكسس كالان لبلومبرج. وسيحدد التحقيق موقف البضائع التي تحملها إيفر جيفن والتي تقف الآن في منطقة البحيرات المرة في انتظار الانتهاء من تلك الأمور.
شوي كيسين تحملت بالفعل جزءا من المسؤولية، لكنها قالت إن مستأجر السفينة هو من عليه تحمل مسؤولية تعويض ملاك البضائع. الشركة اليابانية لم تتلق أي مطالبات حتى الآن وليس لديها تقديرات عن حجم التعويضات المتوقع. وتتوقع مؤسسة فيتش أن يتجاوز حجم التعويضات مئات الملايين من اليورو وستكون شركات التأمين هي المتضرر الأكبر. وقالت فيتش أن القيمة المحددة قد تعتمد على الفترة التي استغرقتها سلطات القناة في تعويم السفينة العالقة.
من المتوقع أن تحصل مصر على تعويض من ملاك السفينة، ويحق للهيئة المطالبة بعدد من التعويضات الأخرى، بحسب شركة الاستشارات القانونية العالمية كلايد آند كو نقلا عن أسوشيتيد برس. وحسب تصريحات الرئيس السابق لهيئة قناة السويس مهاب مميش في وقت سابق من الأسبوع الجاري. وتقدر الخسائر التي منيت بها القناة بحوالي 15 مليون دولار يوميا، وقالت الهيئة أن الخطأ يتحمله قبطان السفينة وليس الملاحين التابعين لها والذين تواجدا على ظهر السفينة للقيام بمهام الإرشاد.
وبالإضافة إلى الخسائر التي ستتكبدها شركات التأمين، فمن المتوقع أن ترتفع تكلفة النقل عبر السفن في الفترة القليلة المقبلة نتيجة قلة السفن المتاحة، إذ سيستغرق وصول بعض السفن فترة أطول نتيجة الانتظار في القناة والبعض الآخر نتيجة العبور عن طريق رأس الرجاء الصالح. بحسب التصريحات التي نقلتها بلومبرج عن أرثر ريتشر محلل شركة فورتيكس.
وسوف يحدث أيضا ما يشبه تأثير الفراشة على حركة النقل البحري العالمية: فبحسب ما نقلته رويترز عن اثنين من أكبر شركات النقل البحري، سيتسبب وصول السفن العالقة دفعة واحدة إلى الموانئ في حدوث تكدس على الأرصفة، مما يضيف مزيدا من الضغوط على القطاع المتضرر بالفعل جراء أزمة كوفيد-19. وقد نشهد أزمة عالمية في عدد السفن المتاحة، بحسب ما قالته ميرسك لعملائها أمس. وقالت إم إس سي أنها تتوقع "أن يكون الربع الثاني من العام الجاري أكثر اضطرابا من الربع الأول وربما يكون أكثر تحديًا من الربع الأخير من العام الماضي".
كم عدد السفن التي تنتظر عبور القناة؟ الأزمة أثرت على 442 سفينة كانت تنتظر تحرير إيفر جيفن على جانبي القناة. وتمكن ما يقرب من 200 سفينة من العبور بالفعل بعد تحرير السفينة، منهم 90 سفينة اليوم و110 سفينة منذ تحرير إيفر جيفن صباح يوم أمس. ذلك بحسب ما جاء في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم خلال زيارته لهيئة قناة السويس (شاهد 2:07 دقيقة). ومن المتوقع أن تنتهي قائمة الانتظار في غضون ثلاث أيام بحسب تصريحات الرئيس.
ورفض السيسي استباق نتائج التحقيقات ردا على الاسئلة التي وجهت له من الصحفيين بخصوص هذا الشأن، تاركا الأمر لهيئة قناة السويس. (شاهد 1:04 دقيقة).
وأجاب السيسي على عدد من الاسئلة بخصوص الموضوعات التي تمثل تهديدا استراتيجيا للمصالح المصرية في قناة السويس وغيرها، مثل طريق بحر الشمال الذي تروج له روسيا، والأمن الغذائي المصري ومفاوضات سد النهضة. (شاهد 9:19 دقيقة، و2:28 دقيقة).