الرجوع للعدد الكامل
الثلاثاء, 30 مارس 2021

تقرير منظمة الصحة العالمية عن منشأ "كوفيد-19" يصدر قريبا.. لكن نثق به؟

هل نعتمد الاستنتاجات التي توصلت لها منظمة الصحة العالمية بشأن نشأة فيروس "كوفيد-19" دون تشكيك؟ ربما ليس بالضرورة، كما يقول التقرير الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال. يحقق التقرير في إمكانية الوصول التي منحت لعلماء المنظمة الذي وصلوا إلى ووهان في يناير لتقصي الحقائق، ويخلص إلى أنه ربما أثرت القيود التي فرضتها الحكومة الصينية في قدرة الفريق على تحقيق نتائج حاسمة.

"مستبعد للغاية": يقول التحقيق إن نظرية تفشي الفيروس بسبب تسرب معملي تكاد تكون مستحيلة، وفقا لمسودة التقرير التي حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس هذا الأسبوع. ويقترح بدلا من هذا احتمال انتقاله من الخفافيش إلى البشر، إما بشكل مباشر أو عن طريق حيوان آخر، لكنه لا يقدم سوى القليل من المعلومات الجديدة عن الأصول الحقيقية للفيروس، بينما يؤكد أن انتقاله عبر الأطعمة المجمدة غير مرجح، وهي النظرية التي تبنتها الحكومة الصينية.

لماذا نشك في التقرير؟ واجه الفريق الذي تقوده منظمة الصحة العالمية عدة عوائق خلال الرحلة، والتي يمكن عند اجتماعها أن تشكك في النتائج، وهي:

أولا: غموض في اختيار الفريق: شعر عدد من حلفاء الولايات المتحدة بالقلق بشأن غياب الشفافية في عملية اختيار أعضاء الفريق الذي سافر إلى ووهان، لكنهم ترددوا في إعلان قلقهم خوفا من استعداء الصين والإضرار بعلاقاتهم التجارية الحيوية معها، حسبما نقلت وول ستريت جورنال عن العديد من المسؤولين الحكوميين الغربيين. أما أمريكا نفسها فتزعم أنه جرى استبعاد العلماء الذين قدمتهم للفريق دون سبب وجيه. الأمريكي الوحيد ضمن الفريق هو عالم الحيوان بيتر داسزاك، وقد كان عضوا في الفريق الذي توصل إلى أن فيروس سارس وصلنا من الخفافيش. ويرأس داسزاك منظمة غير هادفة للربح سبق وقدمت تمويلا لمعهد ووهان لعلم الفيروسات، وهو المختبر الذي ارتكزت عليه دعاوى إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن الفيروس تسرب من معمل، بينما يشدد داسزاك على أن هذا لم يحدث.

ثانيا: اعتراض الصين المباشر (وغير المباشر) على أعضاء الفريق: كانت مشاركة الصين في التحقيق مشروطة بمنحها حق الاعتراض على أعضاء الفريق، وهو شرط امتثل له مسؤولو منظمة الصحة العالمية. وبعد اختيار الأعضاء، ومع بدء وصول الفريق إلى الصين، اضطر عالم واحد على الأقل للعودة في منتصف الرحلة بسبب عدم حصوله على موافقة السلطات الصينية. وتعرض عالمان آخران للمنع من السفر إلى بكين بعد ثبوت وجود أجسام مضادة لـ "كوفيد-19" لديهما، مما يشير إلى أنهما أصيبا بالفيروس في الماضي، رغم أن نتائج تحليل الـ PCR جاءت سلبية، وهو ما ينفي أي احتمال لنقلهما العدوى إلى آخرين.

ثالثا: قلة الوصول للمعلومات: ليس لدى فريق منظمة الصحة العالمية التفويض أو الخبرة أو القدرة على الوصول للمعلومات للتحقيق في احتمالية حدوث تسريب معملي، وفقا لما قاله الفريق للصحيفة، إذ لم يُسمح للعلماء بالوصول إلى معهد ووهان لعلم الفيروسات أو الاطلاع على البيانات الأولية والسجلات المتعلقة بالسلامة وتربية الحيوانات. ورغم أن الفريق استطاع زيارة ثلاثة معامل ومراجعة بيانات مجمعة أكثر من التي جرى مشاركتها من قبل، فإنهم لم يتمكنوا من الاطلاع على البيانات الأولية التي جمعت من 76 ألف مريض في أكتوبر ونوفمبر وديسمبر، والتي استخدمتها الصين للتوصل إلى استنتاج بأن أول حالة إصابة كانت في 8 ديسمبر. ظن الفريق أن بإمكانهم تصفية البيانات بصورة مختلفة لاكتشاف الإصابات السابقة، والتي يعتقدون أنها في حدود ألف إصابة، لكن السلطات الصينية قالت إنها لا تستطيع منحهم حق الوصول إلى تلك البيانات بسبب القيود التنظيمية.

رابعا: رقابة الحكومة الصينية: شارك خبراء صينيون في تصويت فريق منظمة الصحة العالمية على النتائج التي توصلوا إليها، وكثير من هؤلاء يقدم تقارير مباشرة إلى الحكومة الصينية. تتعامل بكين مع الفيروس باعتباره قضية حساسة سياسيا، وقد سبق واستبعدت الحكومة الصينية احتمال نشوئه في معمل حتى قبل بدء رحلة منظمة الصحة العالمية، بحسب وول ستريت جورنال. افترض المسؤولون الصينيون أن الفيروس ربما دخل بلادهم عن طريق الأطعمة المجمدة، وحثوا منظمة الصحة العالمية على إجراء تحقيق في الدول الأخرى. لكن باحثين مستقلين قالوا إن هذه النظرية مستبعدة، ولا يبدو أن هناك طلبات أخرى للتحقق منها.

تعقد التحقيق بسبب التوترات في العلاقات الأمريكية الصينية: أكد الرئيس الأمريكي السابق ترامب في أبريل 2020 أن "كوفيد-19" انتشر على الأرجح من معهد ووهان، فيما شددت إدارة جو بايدن على أن أي تقرير يصدر في هذا الشأن ينبغي أن يكون مستقلا ولا تتدخل فيه الحكومة الصينية. وفي غضون ذلك، دعا المسؤولون الصينيون إلى إجراء تحقيق في الولايات المتحدة، إذ أشار بعضهم إلى أن "كوفيد-19" انتشر هناك بالفعل في عام 2019.

أما تقرير منظمة الصحة العالمية الذي من المقرر أن يصدر قريبا، فلن يكون حاسما على الأرجح، رغم أن الباحثين اتفقوا على أن الرحلة كانت "قيمة"، وأنها كشفت رؤى ثاقبة حول كيفية انتشار "كوفيد-19" في ديسمبر 2019، والتي ربما تساعد في تحديد نشوء الفيروس بدقة.

لماذا يعد هذا مهما؟ لأننا نواجه خطر فقدان معلومات حيوية حول الفيروس: معرفة كيف نشأ "كوفيد-19" قد يساعد العلماء وصناع القرار على منع طفرات أخرى من الفيروس أو جوائح مختلفة، كما أنها مهمة أيضا لتتبع التطور الفيروسي، والذي من الممكن أن يساعد في تطوير لقاحات وعلاجات. يخلص تقرير وول ستريت جورنال إلى أن ما كان من المفترض أن يكون تحقيقا علميا تعاونيا لحظيا، بات أبطأ وأصعب وأكثر غموضا. والآن، ربما لن يعرف العالم أبدا أين نشأ "كوفيد-19".

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).